أعمل في وظيفة منذ خمس سنوات في شركة ما، وأفكر الان ببدء مشروعي الخاص، لكن ثمة شيئًا ما أوقفني كوني لا أمتلك المعرفة الكافية حول إن كان هذا الوقت المناسب لترك وظيفتي والبدء في مشروع الخاص أم لا؟ هل هنالك بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها على نفسي للتأكد من أنني سأتخذ القرار الصحيح؟ هل هنالك علامات معينة تؤكد لي بأنه حان الوقت لترك الوظيفة؟
كيف أعرف أن الوقت قد حان لترك وظيفتي وبدء عملي الخاص؟
ربما قدرتك وتمكنك من الإجابة على التساؤلات التالية يقيم مدى جاهزيتك ومنها تتأكد أنك ستتخذ القرار الصحيح:
- هل لديك خطة واضحة لمشروعك الخاص؟
- هل لديك ما يكفي من الخبرة والمعرفة لإدارة مشروعك الخاص؟
- هل لديك ما يكفي من الموارد المالية والوقت للبدء في مشروعك الخاص؟
- هل أنت مستعد للتعامل مع المخاطر والتحديات التي يمكن أن تواجهك في بداية مشروعك الخاص؟
- هل تشعر بالحماسة والتحمل الذي يتطلبه العمل الحر؟
ولزيادة تأكدك، في بعض العلامات ممكن تقولك بأن حان الوقت لترك وظيفتك الحالية والبدء في مشروعك الخاص، ومنها:
- إنك حققت نجاحات كبيرة في وظيفتك الحالية والوصول إلى حدود النمو فيها.
- دائماً تشعر بالملل وعدم الرضا في وظيفتك الحالية.
- اكتشفت فرصة أعمال جديدة ومثيرة تجذبك ووجدتها بتناسب مهاراتك ومصالحك.
- في رغبة قوية وشغف للعمل بشكل مستقل ولتحقق أهدافك الشخصية.
- مستعد مادياً ونفسياً للتحمل والتحديات التي يمكن أن تواجهك في بداية مشروعك الخاص.
لكن لا يوجد وقت مثالي محدد للانتقال من وظيفتك الحالية إلى مشروعك الخاص، إذ يعتمد ذلك على ظروفك الشخصية والمهنية الخاصة فيك.
لم أواجه مثل هذا القرار، ولكن مخالطتي للأشخاص المهنيين ، وقيامهم بعدة أعمال في مناطق مختلفة، يعني أصبحت أتابع سلوكهم وأحاول قدر الإمكان الاستفادة من كل دقيقة أقضيها في إطار العمل، ومن الذكاء أن تدون تجاربهم حتى لا تعاد بي الكَرَّة مرة أخرى، فأوفر وقتي وجهدي في آنٍ واحد.
برأيك هل يعتمد الشخص على تجارب الاخرين من اجل الاستجابة لتجاربه وحلها؟ وما الذي علينا الانتباه له حين نقل تجارب الاخرين ومحاولة وضعها في قوالبنا؟
ما أجمل أن استنبط الدروس والعبر من حياتهم، لكن هذا لا يجعلني أن اقتبسها في حياتي، فالبيئة التي عشت فيها، وطبيعة الأشخاص الذين أتعامل معهم، بل الحالة النفسية والميول، والملكة الفكرية والذهنية وثقافتي كل هذا يصبُّ في اتخاذ قراري.
تذكرت تجربتي عندما قررت أن أحول من تخصص الهندسة لتخصص إدارة الأعمال والتجارة الإلكترونية، فدكاترة التخصص الهندسي، ذكروا لي تجاربهم وكيف كانوا يكرهوا تخصصهم في البداية الجامعية، لكنهم نجحوا بالاستمرار فيها، تجاربهم هذه رائعة لكن لا تناسبني فأنا لا أريد أن أكون أدرس هندسة ليقال لي مهندسة، ولم تجذبني مساقاتها للاستمرار والحصول على العلامات، هنا كان قراري بأن أحول تخصصي لأحافظ على ما تبقى لي شغف، كنت على يقين أن شغفي في هذا التخصص الجديد سيساعدني على التميز والتفوق وهذا ما حدث لي، فأصبحت الأولى على تخصص إدارة الأعمال والتجارة الإلكترونية.
كانت تجربتي ناجحة!
إذا كنت تفكر في الانتقال من وظيفتك الحالية إلى بدء مشروع خاص، فهناك بعض الأسئلة التي عليك طرحها على نفسك لتأكد من أن هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ هذا القرار:
- هل لديك خطة مفصلة لمشروعك الخاص؟
- هل لديك الخبرة اللازمة في مجال عملك؟
- هل لديك ما يكفي من المال لتمويل مشروعك الخاص؟
- هل لديك الدعم اللازم من الأشخاص المهمين بالنسبة لك؟
- هل تشعر بالراحة النفسية بالنسبة لاتخاذ هذا القرار؟
- هل لديك خطة للحفاظ على دخلك وما إذا كان مشروعك الخاص يمكن أن تعيش عليه؟
مع احترامي لرأي الصديقين فيما أورداه في الأسفل من تفصيل للأسئلة التي يجب أن تسألها لنفسك، فإني أرى أن تلك الاسئلة بكثرتها تشتت عن الهدف. ولكن لنأخذ الأمر ببساطة شديدة ونجرده. لابد من المخاطرة قليلاً حين البدء في مشروع جديد ولابد أن نتحمل المخاطرة. لا شيئ مضمون مائة بالمائة ولكن يجب عليك أن تتوخى الحذر جداً إذا كان لديك من تعول ولا تعمل لنفسك فقط. فلو كان لديك أسرة أو أحد غيرك يحتاج إليك ففكر كثيراً كما أورد الزميلين وأجب عن تلك الاسئلة وخذا وقتك. أما إن كنت بمفردك وأنت في مقبل حياتك، فلابد أن تعلم ما إذا كان لديك خبرة ولو متوسطة في موضوع مشروعك الخاص؟ ثانياً عليك أن يكون لديك مبلغ مالي تقيم به مشروعك و أيضاً تنفق منه على متطلباتك طيلة عام مثلاً حتى يكون مشروعك قد أثمر فيها وآتي أكله. إذا تحققت من إجابتك على هذين السؤالين فتوكل على الله و ابدأ عملك الجديد.
هناك العديد من المؤشرات التي تدل على وجوب ترك الوظيفة وهي:
- انعدام التطور الشخصي أو التطور الضعيف: منذ فترة ليست بقليلة تركت وظيفة كنت أعمل بها لأنني وجدت نفسي أنني لن أتطور فيها وسأبقى مكانك راوح. فكوني معلمة لغة إنكليزية فأنا أبحث عن البيئات التي يكون تدريب وتنمية بشرية من خلال الدورات والتدريبات وغيرها من الأمور وهو ما لا يمنحه التعليم في المدارس الرسمية. بعد أن تركت عملي التحقت بعمل آخر يقوم فيه جوهر العمل على تنمية شخصية العامل بشكل مستمر, فالركود يعني أننا فقدنا الحياة وأما التطور فهو الذي يبقينا على قيد الحياة.
- عدم تحقيق الأهداف المرسومة: فالواحد منا وقبل انطلاقه بأي عمل يضع مجموعة من الأهداف التي يقيس بها تقدمه. ففي بداية عملي في التعليم وضعت هدفا في إحدى المدارس أن أطور قدرتي على التعليم وأن تصبح مهاراتي بمستوى أعلى يؤهلني لاحقا للتعليم في الجامعة. وبعد انقضاء العام وبعد أن وجدت أن هناك بطئ كبير في تحقيق أهدافي فقد تركت العمل رغم أنني أعمل يوتيرة كبيرة.فقد وجدت حينها أن العلة في صاحب العمل وهي أنه لا يدعم الموظف لتحقيق أهدافه خاصة إذا ما كانت امرأة.
- أجر ثابت رغم تطور الأداء: من أبسط الحقوق التي على الموظف أن يحصل عليها مع تطور أدائه وتحقيق نتائج أفضل أن يزيد مرتبه وهو ما لا تقوم به الكثير من أماكن العمل.
- عدم توفر العناصر التي توفر الصحة النفسية بشكل مستمر: منذ بضعة أعوام عملت في مركز خصوصي لتعليم الطلاب بعد الظهر وبعد انتهاء الدوام المدرسي. وقد وجدت حينها أن ضغوطات العمل كبيرة وتؤثر سلبا بشكل كبير على راحتي النفسية. لم أتردد حينها أبدا في ترك العمل والبحث عن بديل صحي.
التعليقات