لدي مشكلة هي انني لا ارضى بأقدار الله لي و لست قنوعة بها فأننا للأسف مطلقة و كبر سني و الرجال ترفض الزواج مني رغم مميزاتي لذلك قررت نسيان امر الزواج لكن كيف اقتنع بقدري و ارضى عنه؟
كيف ارضى بقدري؟
يعتمد مقدار السعادة أو القسوة في الحكم على أنفسنا على النافذة التي نرى منها العالم. من حديثكِ، ومن تسليط الضوء على نقطة العلاقة الجنس الآخر، نستطيع أن نستخرج بسهولة سببًا لهذه المشكلة، أو على الأقل رأس الأسباب. وهذا السبب هو أنكِ لم توجدي لنفسكِ المسار المهني أو الاستثماري أو التطوير الذاتي المناسب، ذلك المسار الذي يتيح لكِ الحكم على نفسكِ من باب ما تفعلينه من أجلها، لا من خلال نظرة شخص آخر أو اعتمادكِ عليه.
لدي مشكلة هي انني لا ارضى بأقدار الله لي و لست قنوعة بها فأننا للأسف مطلقة و كبر سني و الرجال
مقولة أستاذ لي في صغري كان يرددها لنا، إن كنتم تريدون أن تروا نعم الله التي نسيتموها فانظروا لحال من إبتلاهم الله في دنياهم، وأبسط مثال حي يمكن إستشعاره هو الذهاب للمستشفى ففيه من المرضى وذوي الإحتياجات الخاصة ما فيه، فالتنظر إليهم ولحالهم حينها سترى كم النعم الهائلة التي أنعمها الله علينا ونحن كدنا نجحد بها ونقنط من رحمته.
واعلم أنه لكل إنسان في هذه الدنيا قوقعته من المشاكل والإضطرابات فهذه الحياة ليست بدار مستقر، فلنراجع أنفسنا ولنوقن بأن الرضى بقضاء الله وقدره أمر واحب وركن من أركان الإيمان.
هناك طريق عملية حقيقية بإمكان حضرتك أن تتخذيه للتجاوزي هذا الأمر بكل سهولة، هذا الطريق لهُ مستويين تقريباً للتعامل، أوّلاً الواقعية والعقلانية وثانياً بكل تأكيد التعريفات الصحيحة للأمور، ما الذي يعنيه هذا الكلام؟
أوّلاً برأيي على حضرتك أن تقوّمي أفكارك لتحوّلي العلاقة من أرضية سماويّة إلى أرضية أرضيّة، لا يمكن أن يأتي الشر أو تعاستك من السماء، هي بكل تأكيد من صنع أنفسنا، مجرّد تحويل هذا الأمر إلى أكتافك سوف تتحمّلين مسؤولية هذه الأمور في الحياة وسوف تتيحي لنفسك قدرة التغيير الحقيقية، هذه العقلانية أو الواقعية هي بالمُختصر أن أقول بكل صراحة أنا السبب بشعوري بعد الرضا، يجب أن أصل للرضا الذي أبتغيه، وهنا يتكوّن لديكِ سؤال آخر مباشرةً هدفه إحباطك لكنّه مهم جداً: كيف؟
والـ كيف هنا برأيي علاجها التعريفات الصحيحة، عرّفي ذاتك، من هي أنتِ؟ خذي وقتك أثناء هذا الأمر، أكتبِ أيضاً، ربما هذا أفضل، الأن هل لديك في هذا التعريف اعتراف بأنّك ناقصة وبأنّ ذاتك الخاصّة لا تكتمل إلّا بوجود زوج يُكمل مسيرة الحياة معك؟. بالطبع لن تخلصي إلى تلك النتيجة، إذاً؟ لماذا بالتعريف الصحيح لا يتبدّل السؤال إلى آخر: ليصبح بدلاً من أن يكون لماذا لا أرضى عن أقدار الله (إلى) لماذا لا أرضى عن نفسي في هذا الموضوع؟ - من ملاحقة هذه العملية الموضوعية التفكيرية المنطقية يمكنك الوصول للحقيقة التي تُعبّر عن ذات حضرتك فعلاً.
موضوع الرضا عن النفس هو موضوع عميق ومعقد يتطلب استكشافًا مكثفًا لفهمه حقًا. تتمثل إحدى طرق التعامل معه في التفكير في الجوانب المختلفة لحياتنا التي تساهم في إحساسنا بالإنجاز. على سبيل المثال ، قد نفكر في علاقاتنا مع الآخرين ، أو إنجازاتنا المهنية أو الأكاديمية ، وهواياتنا واهتماماتنا ، وصحتنا الجسدية ورفاهيتنا ، ومعتقداتنا الروحية أو الفلسفية.
يمكن لكل مجال من هذه المجالات أن يوفر مصدرًا فريدًا للرضا ، وفهم كيفية تفاعلها وتأثيرها على بعضها البعض يمكن أن يؤدي إلى شعور أكبر بالرضا العام. مع وضع ذلك في الاعتبار ، من المهم أن تأخذ الوقت الكافي للتفكير فيما يهمنا حقًا وتحديد أولويات أهدافنا وفقًا لذلك ، مع الحفاظ أيضًا على توازن صحي بين مختلف مجالات حياتنا. من خلال القيام بذلك ، يمكننا تنمية الشعور بالرضا الذاتي الذي يرتكز على فهم عميق لأنفسنا وقيمنا.
لابد من الايمان بقدر الله وارزاقه، الايمان بالله واكثري من الدعاء، سوف ستندهشين بالنتيجة يا اختاه، هناك الكثير من التجارب الانسانية التي شاركت تجاربها في كيفية ان الدعاء استطاع تغيير ارزاقهم.
التعليقات