كيف أكون مميزة؟

أختلف معكِ بشدّة في هذه النظرة يا سالي. إن الإنسان الذي يبحث عن التميّو لن يجده على الإطلاق. إن نقطة الانطلاق الأولى نحو أي منجز تتمثّل في إيماننا بالتقصير وامتداد الطريق أمامنا. يجب أن نشعر بأننا لسنا مميّزين، وعلى الرغم من ثقتنا في أنفسنا، يجب أن نومن بأننا بشر، نمتلك من الأخطاء ما يحتاج إلى التطوير، ومن التفاصيل ما يحتاج إلى العمل. وبالتالي فإن أي مرحلة من حياتكِ سوف تشعرين فيها بأنكِ مميّزة، يجب أن تتراجعي عن هذا الشعور، لأنه الخطوة الأولى في طريق الفشل والتعطيل عن تعديل أنفسنا، وتوقّفنا عن عملية التطوّر والتعلّم التي لا تنتهي ما حيينا.

و لكن اريد ان اصبح مميزة اكثر و فريدة فكيف

بأي معيار ستقيسين هذا التميز والتفرد، كل شخص فينا لديه نظرة خاصة عن التميز والتفرد ويعرفهما من وجهة نظره هو ولا يمكننا قياس الامر من وجهة نظر واحدة، ما اراه أنا تميز وتفرد أنت تريه شيئ عادي والعكس صحيح.

لا بد أن تحددي أهداف وما تريدين الوصول إليه وتقومي بقياس الأمور من ناحية تطور واين كنت وإلى أين وصلت.

أحلامك حولها لأهداف واعملي للوصول إليها، ممكن أن تكون في الجانب المادي أو العلمي أو الأخلاقي السلوكي أو من ناحية العائلة كل منا يحب أن يكون متميز بطريقة مختلفة عن الآخر في جانب معين.

و لكن اريد ان اصبح مميزة اكثر و فريدة فكيف أحقق ذلك؟

من المهم جدا أن نستوعب فكرة في غاية الأهمية، وهي أن الكمال لله سبحانه وتعالى، وأنه مهما بلغت نجاحات البشر وتفوقهم وتطورهم فإنهم لن يبلغوا تلك الدرجة التي يطمحون إليها، فالمثالية لا يمكن أن نجدها عند بني البشر، فكل بني آدم خطاء، أما العبرة من ذلك فهي التعلم من تلك الأخطاء وتطوير أنفسنا وتركيزنا كي لا نقع في نفس الأخطاء مرة أخرى، فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، والجميل في كل هذا هو أن تحقيق النجاحات لا يكون إلا بتقويم ما فات، وتقييم ما هو كائن الآن، حينما نقوم أخطاءنا ونقيم ما نقوم به الآن، فحتما سنتطور ونطور أنفسنا ونحقق نجاحات ونتميز في مجالات كثيرة بحول الله، فما رأيك في ذلك؟!

كوني نفسك. نعم، هكذا بكل ببساطة. فأنت فريدة لأنك أنتِ أنتِ. فأنا أنصح نفسي ومن حولي أن يكونوا أنفسهم ولا يحاولون أن يكونوا نسخ من الآخرين لأن النسخة قد يُستغنى عنها بالأصل. إضافةً إلى ذلك استمري في التميز في آداء عمالك و السمو بأخلاقك.