باختصار أنا مثلي مثل الكثير ممن يعملون بالعمل الحر، احتفظ بأموالي ودخلي بالدولار خاصةً من أول أزمة الدولار، ولدي عمل آخر اعتمد عليه بنفقاتي، وعلاقتي بأخواتي ممتازة الحمد لله، ولا نتأخر عن بعض بشيء، تواصل معي أخي يطلب مال على سبيل السلف، وتقريبا هو نفس المبلغ الذي امتلكه بحسابي الدولاري، لدي حساب مصري على قدر نفقاتي تقريبا وبه مبلغ بسيط جدا، الآن هناك تعويم قادم واحتمال رفع الدولار وارد جدًا وفقا لآراء الكثير من الاقتصاديين، ناهيكم أنه وسيلة لحفظ قيمة المال، الآن أنا بحيرة كبيرة، هل أختار رضا أخي وأعطه المال أم أعتذر منه لبداية العام حتى تستقر الأسعار؟ أم أعرض عليه المبلغ المصري البسيط الذي معي، وأشرح له الوضع بالنسبة لحسابي الآخر وأني اعتبره استثمار، مع الأخذ بالاعتبار أنه يريد المال لشيء لا أراه ضروري ولكنه يريد أن يكمل مبنى لديه قبل ارتفاع الأسعار مرة أخرى. أقدر أخي جدًا وأنا بين نارين كما نقول، كيف تنصحوني وماذا تفعلون لو كنتم مكاني؟
هل تساعد أخيك حتى لو كان ضد مصلحتك؟
البيئة الفكرية لهذا السؤال اوصلت الملايين من الاشخاص الى حالات كارثية حرفيا، لقد تم شحننا نحن العرب خصيصا بفكرة النجاة بطوق الآخر والولاء الاعمى للجماعة، وفكرة الأخوة المقدسة التي تم تضخيمها تدريجيا لتكتسح كل الحقوق والحدود والمعاملات، لتتحول الى سلطة قهرية في يد الاشخاص المستغلين .
حسب خبراء النفس، لا توجد علاقة ذات تقديس وامتداد سلطوي حقيقي، كل العلاقات لها حدود ورسوم معينة يجب على الجميع الالتزام بها، ولا تقبل مبررات الاستغلال او التغاضي او التذلل والقبول بغير قناعة امام اي طرف سلطة ابوية او عاطفية مثل الاولياء او الاخوة والازواج.
الاخوة بالضبط تحولت الى رابطة إلزامية مع انها ليست علاقة سلطة بل علاقة حدودية يجب ان تخضع لكل معايير الاحترام التي نفرضها على جميع الافراد الاخرين.
لذلك اذا كان هناك اي شيء يجب ان تختار فيه بين نفسك واخيك، عليك ان تفكر، هل التنازل في هذه الحالة يلحق بي اي اذى نفسي او مادي او جسمي ؟ هل هناك هناك منفعة عامة يمكن ان تحقق من وراء هذا الاختيار لتشمل الجميع بما فيهم اخي وانا؟ هل اخي سيعتبر اختياري له استحقاقا واجبا ام فضلا مني ؟ ...
هل طلب المساعدة من اخي أصبح استغلال، أو تخطي لحدود العلاقة، وفعليا الأخوة رابط مقدس، لا شك في ذلك، لا أجد مقدمتك بمحلها، يعني تصلح عندما يشتكي أحد من أخيه السلطوي المستغل، لكن لا تصلح بحالتي خلود.
فكما أوضحت علاقتنا طيبة جدا، وتفكيري المتشتت حرصا مني على خاطره.
لذلك اذا كان هناك اي شيء يجب ان تختار فيه بين نفسك واخيك، عليك ان تفكر، هل التنازل في هذه الحالة يلحق بي اي اذى نفسي او مادي او جسمي ؟
ألا تضحين من أجل أخوتك خلود حتى لو لم يطلب منك؟
هل طلب المساعدة من اخي أصبح استغلال، أو تخطي لحدود العلاقة،
في بعض الاحيان يقع الاستغلال نعم اذا كان احد الطرفين غير مسؤول او نرجسي او غير واعي بما فيه الكفاية يحدث ذلك، شأنه شأن اي علاقة مع صديق مستغل او زميل او غريب.
وفعليا الأخوة رابط مقدس، لا شك في ذلك.
عليك ان تشك اذن، هذه الرابطة تلقينية لكنها ليست مقدسة بالفعل، لاشيء مقدس في مجال العلاقات، كل العلاقات تسير بقاعدة واحدة، الاحترام والخوف والحرص المتبادل واجب من الطرفين.
لا أجد مقدمتك بمحلها، يعني تصلح عندما يشتكي أحد من أخيه السلطوي المستغل، لكن لا تصلح بحالتي خلود
احترم رأيك وحالتك، واهنئك على ان لذيك هذه العلاقة الأخوية الجيدة، لكن كما سبق وقلت لا احد مقدس ولا شيء فوق الاعتبار والاحترام الذاتي، الاستغلال والتسلط مرفوض من الجميع ولو كان اخ.
ألا تضحين من أجل أخوتك خلود حتى لو لم يطلب منك؟
التضحية فعل اخلاقي ضروري في بعض الحالات، لكن يحتاج ايضا شروط كما سبق وذكرتها في التعليق الاول، اضحي نعم لكن ليس فوق كرامتي وذاتي ولا على حساب نفسي واحترامي لذاتي، اذا كان احد اخوتي متسلطا او استغلاليا فلن يستحق التضحية .
حسنا سأعرض عليك الأمر بطريقة أكثر عقلانية ، العمل الحر ليس بالسهولة المطلقة بل ينطوى على مجهود كبير وضغوط فى العمل لتحقيق المطلوب .
وأعتقد أن أخيك ليس مقيماً فى الشارع بل له سكن يؤويه ، إذا فالبناء ليس بالضرورة القصوى لديه ، ودخلك بالدولار ضرورة قصوى لك فى حياتك نظراً للتضخم وإرتفاع الأسعار .
والخيار لك أولاً وأخراً فحين تشعر بوجود فائض فى حسابك الدولارى تستطيع به مساعدة أخاك فذلك سيكون فضلاً منك وأخوة طيبة .
نحن مرهونون بوقت، هو يريد تكملة البناء قبل ارتفاع الأسعار، وأنا لا أريد تحويل الدولارات الآن تحسبا لارتفاع قادم، لذا قراري سيعتمد عليه إما أن أفضل مصلحة أخي من أجل الأخوة والعلاقة بيننا أو أفضل مصلحتي وقد تتأثر علاقتنا والتي أتوقع ستكون صدمة له كبيرة
أنت أدرى منا بأخيك وعلاقتكما معا وظروفه وظروفك, بما أن علاقتكما طيبة ولا أحد يتأخر عن مساعدة الآخر فقط أخبره بما أخبرتنا به وناقشه الموضوع, هو يريد أن يكمل المبنى قبل ارتفاع الأسعار وأنت تريد الإبقاء على المال تحسبا لارتفاع الدولار أمام العملة المحلية....قد تقنعه ويأخذ برأيك أو قد يكون له رأي آخر يقنعك به.
أما إن كان في مناقشة الموضوع معه إحراج لك, ولا ترغب في أن تبدو مترددا في مساعدة أخيك, لأنني لا أعلم نوع العلاقة بينكما, حينها لو كنت مكانك سأختار إقراضه المال وأحتسب الأجر من الله, هو فعل خير في آخر المطاف والأقربون أولى بالمعروف, وسيجزيك الله خيرا وسيعوضك خسارتك بإذنه إن كانت ستحدث خسارة في قيمة العملة.
علاقاتنا طيبة جدا ولا أنكر أنه يساعدني دوما وأنا كذلك معه في أي ظروف، الفكرة هنا أني أفكر عندما أفكر بالعقل أجد أن حاجته ليست ضرورية لأخسر قيمة الزيادة، وعندما أراجع علاقتي معه أجد أنه يستحق أن أضحي من أجله، لذا شاركت الأمر معكم بسبب حيرتي
ناقشه الموضوع, حاول أن تظهره وكأنك تطلب استشارته, قل له نعم سأقرضك ولكن مارأيك هل أقرضك الآن أم ننتظر إلى غاية حدوث تعويم لأن الدولار سيرتفع؟ قد يخبرك من تلقاء نفسه بأن يؤجل الأمر إلى غاية ارتفاع الدولار أو يطلب المبلغ البسيط الذي لديك.
أما إن أبدى أنه يحاجة للقرض عاجلا غير آجل فقد أخبرتك رأيي الشخصي الذي سأفعله أنا هو تقديم القرض واحتساب الخسارة صدقة في سبيل الله, تضحية من أجل العلاقة الأخوية الجميلة بينكما, والله لن يخيبك بإذنه.
إذا كان الأمر لا يشعرك بالراحة وليس نابعًا منك فأنصحك بعدم فعله.. بكل بساطة.
أما إذا كنت في منتصف الطريق فعلًا لا تدري كيف عليك أن تتصرف، فأقترح عليك حلًا آخر وهو ألا تعطيه المبلغ كاملًا، وأن تخبره بأنك ليست لديك الرفاهية التي تسمح لك بإقراضه كل المبلغ، ولتنتقص منه جزءًا وليكن على أخيكم أن يختار.
أشعر أنّ هذا السؤال يصدر من شخص يعرف فعلاً إجابته، يدرك رغباته الحقيقية التي توجهه إلى فعل الصواب، ولكن تأتي عقدة الذنب المزروعة فينا عربياً لتشلّ وتشوّش علينا تفكيرنا العربي، عقدة الذنب التي تجعلنا تقريباً في سؤال مستمر طوال الوقت، هل أنا على صواب مع عائلتي، مع أصدقائي ومحيطي وعملي وإلهي؟
لذلك لتجيب على سؤالك أوّلاً أزل هذا التشويش، أنصحك مثلاً بأن تنفي لدقائق وجود حلقة قرابة بينك وبينه، أزل غشاء الأخوة مثلاً لترى جيداً الفعل بتجرّد كامل، الأن بعد ذلك قم بتسجيل السلبيات والإيجابيات بالنسبة لك وبالنسبة لهُ فعلاً، سجّل بأمانة، ثم أوزن الأمور وميّل كفّتك قليلاً، لإنّ همك يجب أن يكون لهُ أولوية دائماً، لا يمكنك أن تحب المحيط فعلاً إن لم تضع نفسك أولاً وتحب نفسك فعلاً.
بعد ذلك التدوين ستستطيع الحكم على فعلك فوراً، قم بذلك ولا تنتظر أيّ ثناء أو سخط من أي أحد، لا تتوقع شيئاً ولا تنزعج أو تفرح من شيء، أجعل الحياد موقفك، ففي هذه الأمور يكثر التوتر سلباً أو إيجاباً.
بعض للعلاقات تستحق أن يُبذل دونها الغالي والرخيص لتدوم، منها _برأيي_ الأخوة والصداقة الحقيقية، لذلك لو كنت مكانك لما ترددت في الأمر وأعطيت أخي النقود خاصة إذا كان كما تقول العلاقة ممتازة.
ولكن يمكن أن تمسك العصا من المنتصف وتخبر أخاك أن لديك ادخار تحتفظ به للزمن بالدولار ويمكن أن اعطيه لك وحين يتيسر لك الرد ترده بالدولار، وبذلك تفك ضيقة أخاك دون أن تخسر مالا ولا حرج في ذلك حيث يسري عليه ما يسري على من استعار ذهبا لفك ضيقة فيرده ذهبا بنفس الوزن بغض النظر عن سعره وقت الرد أكثر أو أقل.
سبقتني مريم بالاقتراح...
اقرضه قرض حسن. كمية مناسبة من الدولارات واتفق معه ان يعيدهم نفس العدد دولارات على دفعات شهرية ولمدة محددة. واشترط اذا باع العقار. أن يرد لك كامل الدين فورا ...
واكتب ذالك بوجود شهود ترضونهم ...
وليس الهدف استخدامها بالقضاء ( وبخاصة انها تتحدث عن الدولار ). ولكن حفاظا على الحقوق ... وعند استلام كل دفعة اكتب بظهر الورقة المبلغ والتاريخ المستلم.
بالنسبة لاقتراحكما @Mariam_Soror @Shamy مشكورين عليه، رغم أنه صائب تماما حتى من الناحية الدينية، فإذا تداينتم بدين فاكتبوه، لكن لا نتعامل سويا هكذا، وطلب هذا مني رغم صوابه سيخلق نوع من الحساسية بالتعامل.
وبالنسبة لطلب سداد الدولارات بدولارات غير ممكن لسببين، أولا إذا سحبت من البنك سيعطيني جنيهات لن يوافق على منحي الدولارات في ظل الأزمة الحالية لأن هناك نقص في العملة الصعبة، ناهيك أن أخي ليس لديه دخل دولاري، فالحصول على عملة صعبة أو احتساب الفرق لوقتها سيكون أشبه بالتجارة على أخي.
وطلب هذا مني رغم صوابه سيخلق نوع من الحساسية بالتعامل.
على العكس، بما أنكم متفاهمين فلن يخلق أي حساسية، الحق حق وهذا شرع الله وأضمن لحقوقك وحقوقه، أؤيد فكرة كتابة مقادر المبلغ والأقساط التي يتم تستيدها كل مرة مع التاريخ.
ناهيك أن أخي ليس لديه دخل دولاري، فالحصول على عملة صعبة أو احتساب الفرق لوقتها سيكون أشبه بالتجارة على أخي.
هل لو أعطيته المبلغ الذي تملكه بالجينيهات يكفي لسد حاجة اخيك؟ في هذه الحالة يمكن ان تقرضه جزء منه أو على أقساط، لأنه كما فهمت فهو من اجل نفقاتك ومصروفك لا يمكن ان تقرضه كل المال مرة واحدة.
فهمت الان...
المبلغ بالبنك دولار ولكن اذا قرر سحبه سوف يقوم البنك بتحويله بسعر الصرف الحالي وتسليمه جنيهات...
الحل يا أخي ...
اطلب من اخك فتح حساب دولار في نفس البنك .... وحول له المبلغ دولار ... ويعيده لك بنفس الطريقة.
ملاحظة: بعض البنوك تقوم بهذه الحوالات بدون رسوم.
احد الردود اقترحت التقييم بالذهب ... تبدو فكرة مقبولة ... ولكن تأكد من تملك الذهب ...
كأن تشتري ذهب زوجة أخيك بالجنيهات ... ثم تعيده لها كأمانة ويعيد لك أخوك نفس الوزن لاحقا دون زيادة طبعا... ( التملك ضروري حسب علمي ولك ان تختار المناسب ).
أخير... اذكر لك قصة حقيقية.
قريبة والدتي اشترت بيت قيد البناء وتقريبا بقي ٢٥% من ثمنه ولكنها عجزت عن السداد.
قام والدي بالتعهد بسداد دفعات شركة البناء والتي استمرت لسنوات مقابل تعهد بأن يقبض ٢٥% من ثمن البيت في أي وقت يتم بيعه.
وكتب ذالك على ورقة بقية محفوظة ١٠ اعوام بعد وفاته ...
وبأحد الايام تتصل قريبتنا وتخبرنا بأنها باعت البيت وستأتي لزيارتنا لتسوية حقنا ... واخرجنا الورقة ونفذنا ما بها. بكل بساطة ...
هل هو اخوك من امك وابوك ام صاحب فقط الأمر يعتمد
اما بالنسبة لي اذا احتاجني اخي ساعطيه قدر ما لدي وربنا كريم
من خلال فهمي للموقف، فإن حاجة أخيك غير ضرورية في الوقت الحالي لكن خوفًا من ارتفاع الأسعار، وحاجتك للمال الآن ليست ضرورية لكنك تخشى نفس السبب وتريد الغدخار والاستثمار. من رأيي يمكنك كسب الاثنين معًا من خلال إقراض أخيك جزء من المال، على أن تسترده بعد فترة معينة، بهذا يكون أخيك كسب إكمال مبناه في الوقت المحدد وأنت حافظت علاقتكم، والمال عاد لك. لا أعتقد أن المبلغ إن أقرضته سيؤثر عليك سلبًا لأنه سيرجعه لك.
وبما أن علاقتكم جيدة وهو لا يتأخر في مساعدتك إن احتجت، فلماذا الحيرة؟
لا تعطى لأخيك المال ، وحافظ على كل دولار تمتلكه ، يرغب أخيك فى الحفاظ على أمواله ، وإكمال المبنى خوفا من أرتفاع الأسعار ، وماذا عنك أنت ، و عن تعبك وجهدك ، وعن الخساره التى ستتحملها ، أخيك ليس بمريض لا قدر الله ، أو يمر بأزمة ما ، تستدعى منك التدخل .
وهناك حل اخر يمكنك اللجوء إليه ، أن يأخذ أخيك المال بالدولار ، ويعيده لك بالدولار ، وليس بالمصرى ، هناك ستكون أحتفظت بقيمة مالك دون خسارة .
التعليقات