ماذا لو لم يعجبك المكان الذي ستذهب له روحك أتنتحر مجددا؟!
امنع شخصا من الانتحار بكلمتين !!!
لا أعلم ما السر وراء الكلمتين بالتحديد، ما أراه مهمًا هو إيصال فكرة عدم الانتحار إليه سواء بكلمة بسيطة أو بمجلد كامل.
في البداية سأهتم بصياغة الكلام ليصل إليه مدى اهتمامي به، فيمكنني أن استهل كلامي معه ب" أعلم أنها محادثة صعبة عليك ولكن علينا القيام بها، أنا معك حتى ننهي حديثنا" ثم اسأله بصيغة مباشرة "هل تفكر في الانتحار؟"فبسؤالي هذا بينت له دعمي وأنني لست هنا لوضع الأحكام. رده على السؤال السابق سيكون نعم بكل تأكيد، وهنا يأتي دور السؤال عن أسباب هذا القرار ومحاولة حلها إن أمكن، أو محاولة دفعه للحياة عبر حوار مسترسل يبين يوضح له الأسباب التي تستحق العيش من أجلها.
إن كان هناك من يرغب في فهم الانتحار وكيفية التعامل مع الشخص المفكر به، أنصحه بهذا الفيديو
إن سئم من كل شيء فتأكد أنه لن يولي اهتمامًا بكلمتين كما تعتقد، هل أخبره "لا تنتحر"، أو "الحياة جميلة"، أو ربما "نحن نحبك" أو "اتق الله". كل تلك الكلمات لن تنفع معه صدقني، فكرة الانتحار تأتي بعد كم كبير من الضغوطات النفسية ولن تزول بكلمتين.
سأجيبك لكن سأصف نفسي بـ "صديق المنتحر المفضل او أخاه " لكي اكون شخصًا يعرف من الذي سيقفز امامي , وبالتاكيد اعلم انه يعزني جدًا .. وبعدها سوف اذكره بكلمة مشتركة بيننا او كلمة يحبها او ينطقها كثيرا او القي نكتة نضحك عليها كنا دائمًا .
ربما هذا سوف يشعره بالحنين او يمر بها كنسمة هواء خفيفة على قلبه تحاول ان تلطف الاجواء هنا عند سجين صدره - القلب -
واذا اقتنع فعندها سوف يتراجع ولو لوقت قصير وبالتاكيد عندها سوف اناقشه بطريقة لائقة محاولةً بها باقناعه بازالة هذه الفكرة من رأسه ومخاطره على نفسه .
اما اذا كان شخصًا عابرًا , سأسأله سؤال غريب جدًا , مثلا : اتفرش اسنانك بالتراب ؟ ما مذاق ريش النعام , الاستغراب يقلل من القلق او الرعب او الخوف فعندها ربما سيتراجع قليلًا عن فكرته - من تفاهة الموقف الذي نحن فيه وتفاهة السؤال -
واذا لم تنفع هذه , ينتحر وانا مالي .
ربما الكلمتين كعدد لا تكفي و لكن في حالة كهذه أيضاً لن يجدي إلقائي لخطبة محكمة و موزونة لإقناعه ، فهو بالطبع ليس في حال يؤهله لسماع كمّ من النصائح و الأحكام و الأكاذيب الوردية .
ربما سأخبره فقط أنني هنا و أنني بجانبه و على أتم الإستعداد للإستماع إليه ، لأنه ربما يكون في أمسّ الحاجة لمن يسمعه و يفهم ألمه و إن لم يكن قادراً على مساعدته ، أحياناً عدم وجود من يفهمك و يشعر بك يكون أكثر إيلاماً من الهموم التي تمر بها .
تحاصرك الهموم و المصائب من كل جانب ، و عندما تشكو لأحدهم ممن تظن بأنه سيتفهم وضعك و يقدم لك الدعم الذي تحتاجه ، يجعلك تشعر بأن قرارك بالبوح هو أسوء قرار اتخذته في حياتك و أنك أكبر أحمق يمشي على هذه الأرض .. حينها فقط تود لو تتخلص من كل شيء في لحظة و تنال غفوة أبدية تنهي كل ما يحدث !
إن اقنعته بكلماتي فسأباغته بنصيحة أخرى ذهبية ربما سمعها كثيراً و لكنها حق ، و هي الحل لكل مشكلة ، و المفتاح لكل المغلقات ، و هي اللجوء إلى الله ، الشكوى له و الدعاء له ، لأن كل شيء بيده و بيده تنزاح عنا الهموم و تنشرح الصدور .
و مع ذلك ، شئنا أم أبينا فوجود شخص بجانبنا يتشارك الهموم معنا هو نعمة كبيرة و عامل مهم يخفف علينا أعباء الحياة .
بالطبع لا ، و هذا ما ذكرته أنا .
لقد قلت أنني سأحاول استجلابه بإظهار دعمي له ، سأقول له "أنا هنا ، بجانبك ، سأستمع لك" أو "أخبرني ما بك"
أو ربما سأعمد إلى استخدام طرق غير مألوفة ، كأن أحاول ثنيه عن الإنتحار بالطريقة التي ينوي الإنتحار بها و أنصحه بطرق أفضل و أكثر ضماناً فقط لأوقفه و أكسب بعض الوقت ، ربما سأخبره بما سيحدث إن فشلت محاولته بالإنتحار !
في هذه المواقف المقلقة يكون صعباً بالطبع اتخاذ القرار و اختيار الكلمات و لكننا يجب أن نكون أكثر ذكاءاً و فطنة .
"سبحان الله".. ما رأيكم بهاتين الكلمتين ؟
هل تعتقد يا ياسين أنت هاتين الكلمتين كافيتين لاقناع شخص، الله أعلم بالظروف التي مرّ بها حتى وصل به للتفكير في الانتحار؟
أنا لا أرى ذلك كافيا بصراحة، لأن الذي قرر التخلي عن نفسه وحياته ألمه أعمق من أن يقتنع بكلمتين حتى وإن كانا ذكرا للخالق.
ما رأيك أنت ؟
أرى أن الحديث في هذا الصدد، ومع شخص له هذه الميول بشكل حقيقي وخطير، يجب أن يتم في سياق قريب من الشخص، حيث أننا لا يمكننا أن نساعده من خلال وجهة نظرنا نحن، أو من خلال نظرتنا الشخصية للحياة، وإنما يجب أن يتم ذلك من خلال امتزاجنا بنظرته إلى حياته، من خلال الدخول إلى عالمه وإبداء التعاطف الحقيقي وغير المفتعل في المقام الأول مع مشاعره حتى وإن كانت غير واضحة لنا. أرى أن الشخص الذي يقوم بذلك يجب أن يكون على دراية بشخصية المقدم على الفكرة، وأن تكون لديه القدرة على الإقناع بعد إبداء قدر من الامتزاج بمشاعر هذا الشخص، لذلك فإن ما قد أقوله له يجب أن يكون فرديًا، خاصًا بالشخص نفسه، ويختلف من شخص إلى آخر تمام الاختلاف.
*الله يحبك* لو سألني كيف تعرف ذلك فساقول لأنه أرسلني إليك لأقول ذلك فلا تفعل ما يغضبه فالحياة لم تنتهي مازالت هناك فرص لتجرب طريقة أخرى للعيش وأنا مستعدة لاسمعك ونتناقش عما أنت يائس منه
حسنا اظن انه امر جيد للحديث فيه وايد المساهمة فأنا واحدة من الذين اقبلوا على الإنتحار
عندما فكرت بالإنتحار كان سببه أن الجميع ضدي وحتى اقربهم الي وبدأ ذلك بعد عامين من محاولة والدي في قتلي
لن اتفصل كثيرا لقد كان كل فردٍ من عائلتي متنمرا على كل خطأٍ افعله حتى إن قلت كلمة على نحوٍ خاطئ وكذا الطالبات في فصلي يستغلونني ويتحدثون من خلف ظهري حتى مع سماعي لالك دون علمهم وكذا بعض المعلمات امام الطالبات يقللن من شأني وكم من طالبة
جرحت ذراعي عدة مرات وظنت امي أن ذلك رسم لقد سأمت وأردت الموت لا احد يرى الألم ولا الجرح الواضح
لكن بعد أن وصلت أشد حالات الألم وقررت الموت تراجعت ،لقد كان الجميع ضدي واستسلمت لهم وأردت الموت؟ألا يكون هذا أفضل لهم؟ لما افعل ذلك إذا؟أنا اكرههم على أي حال لما أموت وأتركهم يبحون عن ضحية أخرى يأذونها؟ ثم هل اخسر في اختبار ربي ايضا؟
لقد قلت فقط هكذا(سأعيش في حلق كلٍ منهم )
قد أقول للمنتحر الذي ملأه الحقد (عش شوكة في حلقهم)عش نصراً غدا واجعلهم نادمين
لنا حرية في اختيار الاستسلام أو الهرب منه حتى في آخر لحظة تخليت عن الموت دون احدٍ الا جانبي دون كلمة من احدهم
التعليقات