رسبت في مادة ونفسي اتخرج

لا أستطيع أن أستشف من تجربتك سوى الغضب يا صديقي. وعليكَ أن تعلم أن هذا الغضب لا ينتج عنه سوى الضغط، وهذا الضغط لن يؤذي أحدًا سواك. لقد مررت بالمرجلة نفسها إلى درجة أنني كنت لا أضع قدمي في الجامعة، مما عرضني إلى التأخر خلال مرحلة التعليم الأكاديمي لحوالي 3 سنوات، وعليه فإن عملية تفريغ هذا الضغط والتخلص منه يجب أن تكون لها الأولوية خلال هذه المرحلة، وهو ما سوف يساعدك على تناول المحتوى الدراسي بصدر رحب. بالإضافة إلى ذلك، عليك ألا تفكر في الأمر كأنه نهاية العالم، فالفرصة ما زالت أمامك كي تثابر وتعمل على إنقاذ الأمور بمنتهى السهولة. كل ما تحتاجه هو بعض العمل، وأن تلقي بغضبك خلف ظهرك.

يقال أن أفضل إنتقام هو النجاح، إذا كنت ترى بأن الكثير مما لا يحبون لك أن تكون في المراتب الأولى فلابد ان تعقد العزم من أجل أن تنجح وتثبت لهم بأنك الأقدر على النجاح وتستحق أن تكون متميزا، كيف تنجح لا يمكن لأحد أن يخبرك بالطريقة الصحيحة التي تمكنك من ذلك غير نفسك التي تعلم جيدا قدراتك وإمكانياتك، لكن إرتأيت أن أقدم لك بعض من النصائح التي ساعدتني حقا:

• تعديل نومك وتنظيمه، ونهوض باكرا.
• التخطيط ثم التخطيط لذلك انصحك بترتيب أولوياتك، مثلا هذه المادة التي رسبت فيها ضعها نصب عينيك، أدرسها وحدك وعبر النت إبحث عبر المدونات والمقالات التي تشرح لك هذا الدرس، ومن ثم قيم نفسك بنفسك، وإعلم أن رسوبك في هذه المادة لا يعني فشلك، بل العكس قد نجد أشخاصا يفلحون في أمور معينة ولكن البعض قد لا تقع في نطاق إهتمامتهم.
• إسأل ثم سأل اليوم عبر هذا الفضاء الواسع بإمكانك أن تجد جروبات لطلبة من نفس تخصص في بلدان مختلفة لذلك حتى ولو لم يجيبك زملائك بإمكانك أن تكتسب معرفة مضافة من أشخاص أخرين بإمكانك كتابة منشور وتسألهم عن موضوع ما من تخصصك.
• وأخر نقطة قيم نفسك بنفسك، بعد أن تتم بمراجعة دروسك وتنظيم مهامك يمكن معرفة إذا إستطعت النجاح في تدارك ما فاتك من دروس أم لا.

مرحبا يا صديقي

ما تشعر به الأن جميعنا مررنا به في عامنا الأول، لازلت أذكر الفصل الأول لي في الدراسة فقد كان كابوسا وكانت نفسيتي محطمة لأنني كنت أعاني من كل النواحي، بدءا من السكن ومرورا بالمواد الدراسية المعقدة والنظام الجامعي الذي لم أكن قد اعتدت عليه، كان هذا الفصل كابوسا بكل معنى الكلمة.

ولكنني مع الوقت تعلمت وتأقلمت، وأصبحت لا أعتمد على الأساتذة بأي شكل، فأصبحت كل دراستي ذاتية، كنت أذاكر المناهج مستعينا بجوجل واليوتيوب، ومرت الأيام واعتدت على الأمر.

اذن يا صديقي الخلاصة لا تستسلم واستعن بوسائل بديلة واعلم ان ما تشعر به طبيعي في هذه الفترة، بالتوفيق يا صديقي.

أراعي تجربتك جيدًا وأقول لك وأنا في السنة الثالثة من دراستي للرياضيات وغضبي الشديد في سنتي الأولى من أفعال الطلاب الذين لا يساعدون بعضهم على الرغم من مساعدتك لهم وغير ذلك من الأمور، فستجد البعض لم ينضج ومازالت عقلية الطفل معه مستمر ومن الممكن أن تستمر. الطلاب في السنة الأولى من الجامعة مستكشفون وقد يتغير ذلك الوضع وتحبهم فعلى الرغم من عدم حبي لبعض الأشخاص إلى أننا الآن زملاء متعاونين. سترى الكثير من المحاضرين عديمي الضمير والغير متمكنين والذين سيعقدون لك كل الأمور وسيعملون على تثبيطك.

عليك نسيان ما قد مضى والتحسين من نفسك، ها قد عرفت بعضهم وتعلمت درسًا مهمًا، فلا تيأس، فلست وحدك من يمر بذلك.

أود أن أضيف لك أيضًا أن عليك فهم عقلية المحاضر الذي يشرح لك المادة، فالنجاح معتمد عليه وليس معتمدًا أحيانًا على قدر المذاكرة، فتعرف على دفعات سابقة واستفسر منهم على كل دكتور وكيف يفكر، وخذ امتحاناته وغير ذلك من الأمور... فهم أكثر خبرة.