مساء الخير..

دعني أخمن أنك قد حاولت أكثر من مرة أن تكتسب عادة الامتنان لله وشكر النعم، لكنك لم تنجح في المداومة والاستمرار سوى لبضعة أيام وأسابيع، عكس ما تتمنى أن تداوم على الامتنان لشهور متواصلة وربما سنوات وتجعلها عادة ثابتة في حياتك.

حسناً، بما أنك حاولت كثيراً وجرّبت طرقاً وأساليب مختلفة فإليك حيلة وطريقة أخرى أدعوك لتجربتها ربما تساعدك على اكتساب عادة الامتنان.

والطريقة ببساطة، التقاط صور مختلفة على مدار اليوم للمواقف التي تخوضها. دعني أشرح لك:

  • تستعد الآن للخروج من المنزل متجهاً إلى مقر عملك أو دراستك.
  • سرعان ما تكتشف أن الطقس في أحسن أحواله اليوم ثم تمرّ على وجهك نسمة هواء رقيقة وأشعرتك بالسعادة والخفّة فابتسمت نصف ابتسامة تلقائياً.
  • بعدها نظرت إلى السماء فوجدت لوحة غاية في الجمال والروعة تتآلف من سحب كثيفة ترسم عبر السماء أشكالاً غير مفهومة ولا معنى لها لكنها تدخل على قلبك شعوراً بالابتهاج والفرح الطفولي.

في هذه اللحظة بالذات توقف قليلاً يا صديقي، وأخرج هاتفك المحمول والتقط صورة توثّق فيها تلك اللوحة البديعة وتلك اللحظة التي ستختفي بعد دقائق قليلة وتتوه في زحمة يومك الباعث على الضغط والتوتر فتنساها وتنسى أنك عشتها بل وتنسى تلك الابتسامة التي رسمتها هذه اللحظة على وجهك.

ولن تتذكر فقط سوى اللحظات الصعبة والمواقف السلبية التي حدثت خلال اليوم ثم تتذمّر وتدّعي أن يومك كان سيئاّ وأنه لم يحدث فيه حدثاً إيجابياً واحداً يدفعك للامتنان تجاهه.

نعم هذه هي طبيعتنا كبشر، وطبيعة أدمغتنا البشرية تركّز فقط على السلبيات. لذا فالحل والحيلة هنا القبض على تلك اللحظات العابرة وتوثيقها، ثم في نهاية اليوم تخرج مفكرة الامتنان خاصتك سواء ورقية أو إلكترونية لا يهم ثم تكتب بضعة سطور تحكي فيها أحداث هذه اللحظة وشعورك وقتها.

تكفي بضعة سطور وبأسلوب عادي وربما يحمل الكثير من الأخطاء الإملائية، لا بأس. أنت لا تكتب كتاباً ولا رواية، بل تكتب ما يدور في عقلك بعفوية تامة.

بهذه الحيلة ستدرّب عقلك تدريجياً على تصيّد مثل تلك اللحظات العابرة وبمرور الوقت ستجد لديك قائمة كبيرة من اللحظات التي أدخلت على قلبك السرور والسعادة في أيامك وأنها – أيامك – في نهاية المطاف لم تكن بذلك السوء الذي ظننته وأن فيها ما يستحق الذكر والثناء والامتنان لرب العالمين.

هل لديكم تجربة ناجحة مع الامتنان تشاركونا بها في التعليقات؟