حائز على إجازة في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية وأتابع حالياً دراسة الماجستير علاقات دولية، أعيش خارج النظام وأحاول أن أكون إنسان حُر، مستعد للإجابة عن أي سؤال وبمنتهى الصراحة.
أنا إنسان أعيش خارج النظام، وأحاول أن أكون حُراً، وأدرس العلوم السياسية، إسألني ما تشاء وسأجيب بصراحة :)
ما رأيك في دولة أبو بكر البغدادي في العراق والسويا ؟
هي أيضا خارج النظام العالمي، بغض النظر عن منهجهم الدّيني المتشدّد، وبكل إنصاف ، مالخطأ والصواب في منهجهم السياسي والاقتصادي ؟
كنت أعتقد بأنّك تمزح في طرح هذا السؤال، لكن بسبب تكرار السؤال من قبل الأخ عبدالله سأجيب.
أوّلاً، دولة أبو بكر البغدادي والمعروفة بالدولة الإسلامية ليست بـ "دولة"، إعتماداً على المعايير السائدة في عالمنا اليوم، هذا من الناحية الموضوعية.
ثانياً، منهج هذا التنظيم بالنسبة لي لا يمكن أن يُوصف بأي حال بأنّه "منهج ديني متشدد"، فما أراه شخصياً من أفعال هذا التنظيم لا يمت للدين بصلة، فهو يسقط أحكام كانت تصلح منذ 1400 عام على عالم اليوم، لا يوجد أي منهج سياسي أو اقتصادي لهذا التنظيم، فضلاً عن عدم صوابية استخدام مصطلح "منهج"، فهو تنظيم يقوم على الرجعية والغوغائية والهمجية والتخلّف.
ثالثاً، ومن الناحية السياسية، رؤيتي الخاصة هي أنّ هذا التنظيم أشبه بممحاة، تخيّل أنّك تملك لوحة فنيّة، وتريد أن ترسم لوحة جديدة فوقها، ينبغي عليك أن تمحي الصورة الأصلية لترسم صورة جديدة، وهذا التنظيم قد أُنشئ بالضبط ليكون ممحاة في يد قوى خارجية وربما داخلية. ما أراه حالياً هو أنّ التنظيم نجح في خلق فوضى عارمة وتفريغ الشعوب وإزالة الحدود السياسية القائمة بين دول الشرق الأوسط، وذلك ليتيح أمام هذه القوى أن تأتي وترسم خارطة المنطقة كما تريد، وأعتقد لأنّ هذه القوى أدركت بأنّ معاهدة سايكس-بيكو انتهت صلاحيتها وينبغي إقامة نظام إقليمي جديد في منطقتنا.
أخي الكريم أضن أننا لجئنا الى حسوب IO
للإبتعاد عن أهوال و تخبط و نفاق السياسي الذي يشهده العالم و بالأخص العالم العربي
فلا تضن أننا نهوى النقاش فيها هنا
عن نفسي " لا أعترف بأي نظام و لا بأي حاكم و لا بأي دستور إلا ما أنزل الله "
لماذا انتم السياسيين مستعدين للتضحية بمصائر الامم ومقدرات الشعوب من اجل تحقيق مكاسب شخصية ؟ لماذا انتم مستعدون لبناء امجادكم بين العمالة والكذب ؟ لماذا سيوفكم هي من ورق اي فقط تشهرونها وقت الخطب, اما اذا جد الجد فأنتم اول من ينسحب ويتلون؟
نحنُ السياسيين؟! أخي الكريم أن لم أقل بأنّني سياسي وأرفض هذا التوصيف تماماً، ليس كل من يدرس العلوم السياسية يكون سياسي، هناك فرق كبير.
أوافقك تماماً في سؤالك وأضم صوتي لك، فأنا أيضاً أود معرفة الإجابة من حكامنا القذرين، لكنّي أشك بأنّنا سنحصل على إجابة، فأغلب السياسيين غير قادرين على قول الحقيقة بسبب خوفهم من خسارة مناصبهم أو من أن يتم تصفيتهم.
رغم سؤالك المشروع جداً والذي يمثلني، لكنّي أعتقد بأنّك أخطأت العنوان.
النظام العالمي الذي نعيش فيه بكل أركانه السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية.
هل أنت مستعد للموت في سبيل إزالة هذا النظام؟ أم لم تصل لهذه المرحلة بعد؟ وما الذي تحلم به ليكون بعد هذا النظام؟
مقارنةً مع الجحيم الذي نعيش فيه بسبب هذا النظام، أعتقد بأنّي مستعد للموت في سبيل إزالة النظام وإشعال ثورة عالمية لتحرير الشعوب وتأمين حياة كريمة لهم.
أحلم بأن نعيش في عالم يسوده السلام والحب والعدل والمساواة والرفاهية والحياة الكريمة لجميع البشر، عالم خالٍ من الظلم والحروب والقتل والفقر والدجل والخداع والنفاق والخبث السياسي، عالم لا يزداد فيه الغني غنىً والفقير فقراً، عالم يؤمّن أبسط حقوق الإنسان التي تحفظ له كرامته وصحته ومسكنه وثقافته.
أذا أمتلكت بطاقة هوية فأنت داخل نظام ما
قد تستطيع معرفته
قد تحاول فك شفرته
ولكن طالما تملك هويته فأنت داخله
سؤال مهم جداً.
بصراحة، وفي الوقت الحالي، لا يوجد بديل عن النظام الذي نعيش ضمنه، وذلك لأنّ هذا النظام قوي للغاية لدرجة أنّه يتحكم في أصغر وأدق تفاصيل حياتنا. لكن نحن من ينبغي أن نصنع هذا البديل عن طريق الثورة، ثورة عالمية ضد النظام.
إقتراحي للآخرين الذين ما زالوا داخل هذا النظام هو أن يقرؤا ويقرؤا أكثر، وأن يتعلّموا ماهية العالم الذي نعيش فيه، حتى يتمكنّوا من رؤية البؤس والنفاق والخداع الذي يحتوي عليه هذا النظام، لا يوجد لدينا نحنُ الأحرار سوى طريق و وسيلة واحدة ينبغي أن نطبقها، وهي نشر الحقيقة لعامة الناس، حقيقة النظام العالمي الذي نعيش فيه ليخرجوا من غيبوبتهم ويتحرّوا بفكرهم وليمتلكوا الحس النقدي والثوري، ومن ثمّ فأنا أؤكد لك بأنّ عامة الناس لن تقبل بعد أن تدرك الحقيقة بأن تعيش في ظل هذا النظام وستختار الثورة.
يذكرني كلامك -الجميل طبعا - بالتالي : الاستيقاظ . الوعي . جورج اورويل ( 1984) التي سرقها من رواية انجليزية نشرت قبله بعام ودفنت في طي النسيان ، و فلم V for Vendetta ، و ديانة الزن ، ومدونة توني صبغيني(*) وكتابه (ليلة الهروب من السيستم ) وهو كتاب مميز في الأفكار لكنه (غير قابل للتطبيق ) لأسباب تاريخية وعملية - ولو حتى كان كل الناس واعين ولو حتى بعد ألف مليون سنة - ، وبحركة زايجاست العربية .
لكني للأسف لا اؤمن بهذه الأناركية - بما انك تدرس علوم سياسة فانت تعرف ما هي - والأسباب مفصلة في مقالي هنا : حتى لو كان موجهاً لحركة زايجاست الا انه موجه لكل من يقول لا للنظام دون بديل علمي منهجي واضح لا احلام بوذية متغطية بعباءة ريادية حديثة .
(*)
(**) مقالي :
من الجيد أن أرى شخصا لا زال يؤمن بالثورة و المبادئ و التنوير ، بالنسبة لي الواقع كان أقوى وتحول كل شيء إلى حلم .
صدقت، أحياناً يتملكنا اليأس والضعف في ظل هذا البؤس، لكن أذكر نفسي دائماً بأنّ الواقع الذي نعيشه الآن كان مجرد فكرة في يوم من الأيام آمن بها مجموعة من الناس، وبالتالي لا بد من الإيمان بإمكانية التغيير حتى نحوّل أفكارنا إلى واقع بعد سنوات قليلة.
ما هي في رأيك سبل التغيير الناجعة و البدائل الممكنة ( خاصة البدائل ) هل ترى أن شعوبنا يمكنها تقبل حلول ديمقراطية ؟ في بعض الأحيان أنها هي من تصنع الدكتاتورية و تمجدها .
بالنسبة للجزء الثاني من سؤالك
هل ترى أن شعوبنا يمكنها تقبل حلول ديمقراطية ؟ في بعض الأحيان أنها هي من تصنع الدكتاتورية و تمجدها
أعتقد أنّ شعوبنا قادرة على تقبّل الديمقراطية وممارستها بشكلها الصحيح إذا ما تم توعيتها وتثقيفها بشكل أكبر ومكثف، وهذه العملية تحتاج إلى وقت طويل، ويمكن القول أنّنا الآن نعيش هذا المخاض الطويل والعسير للوصول إلى الديمقراطية بعد أفول عصر الأصولية الإسلامية في العقود القادمة، ولا ننسى بأنّ ربيع أوروبا إستمر قرن كامل وكان مليئا بالفوضى والحروب والقتل تماما كما يحصل الآن في منطقتنا، لكن في النهاية استقرت الديمقراطية نسبياً ونجحوا في تأمين حياة كريمة إلى حد ما.
أمّا بالنسبة للجزء الأوّل من سؤالك
ما هي في رأيك سبل التغيير الناجعة و البدائل الممكنة؟
فقد أجبت عليه من قبل وهذه إجابتي:
بصراحة، وفي الوقت الحالي، لا يوجد بديل عن النظام الذي نعيش ضمنه، وذلك لأنّ هذا النظام قوي للغاية لدرجة أنّه يتحكم في أصغر وأدق تفاصيل حياتنا. لكن نحن من ينبغي أن نصنع هذا البديل عن طريق الثورة، ثورة عالمية ضد النظام.
إقتراحي للآخرين الذين ما زالوا داخل هذا النظام هو أن يقرؤا ويقرؤا أكثر، وأن يتعلّموا ماهية العالم الذي نعيش فيه، حتى يتمكنّوا من رؤية البؤس والنفاق والخداع الذي يحتوي عليه هذا النظام، لا يوجد لدينا نحنُ الأحرار سوى طريق و وسيلة واحدة ينبغي أن نطبقها، وهي نشر الحقيقة لعامة الناس، حقيقة النظام العالمي الذي نعيش فيه ليخرجوا من غيبوبتهم ويتحرّروا بفكرهم وليمتلكوا الحس النقدي والثوري، ومن ثمّ فأنا أؤكد لك بأنّ عامة الناس لن تقبل بعد أن تدرك الحقيقة بأن تعيش في ظل هذا النظام وستختار الثورة.
كسياسي ماهو تحليلك لما يحصل في اليمن، وهل تعتقد ان التحالف العربي قادر على ان يحل مشاكل اليمن السياسية والاقتصادية ؟
أخي الكريم،
أوّلا أنا لستُ بسياسي، بل دارس للعلوم السياسية، هناك فرق كبير.
ثانياً، أنا عادةً لا أعطي تحليلات سياسية لأنّني أؤمن بأنّ لا أحد من عامة الناس بما فيهم أنا يعلم الحقيقة لما يجري في العالم الآن، غالباً ما نعلم حقيقة ما يجري الآن بعد 30 أو 40 سنة وربما لن نعلمها أبداً.
لكن بما أنّك سألتني فسأعطيك رأيي، لا أعتقد بأنّ التحالف العربي قادر على حل مشاكل اليمن، فهو لم يدخل لهذا الغرض، هو أُجبر أن يدخل بعد أن تجاوزت إيران الخطوط الحمر، لذلك فدوره سيقتصر على منع السيطرة الإيرانية وإعادة اليمن إلى الحضن الخليجي، ولا أحد من دول التحالف يكترث بالشعب اليمني أو بمساعدته.
لدي ثلاث أسئلة لك
ما هو النظام الذي تعتقد أنك خارج عنه؟
لماذا تعتبر نفسك خارج عنه؟
ما الذي يثبت لك قبل غيرك أنك خارج عنه؟
أسئلة مهمة جداً.
1- النظام العالمي بجميع أركانه السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية.
2- أعتبر نفسي خارج عنه لأنّي متمرّد عليه وأرفضه تماماً وأحاول أن أكون حُراً قدر الإمكان، ولن أقبل في يوم من الأيام أن أكون جزءاً منه.
3- أقضي معظم وقتي وحيداً، لا أمتلك أصدقاء، لا أحب الإختلاط الإجتماعي المليئ بالهراء والنفاق والكذب، أشعر بالنقمة والغضب على كل ما يحيط بي، ومتحمس جداً للتغيير والثورة على هذا النظام.
حائز على إجازة في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية
هاته العبارة تثبت أنّك منغمس في النظام و الأسوأ هو أنّك تثق فيه.
العلاقات الدولية .. هي أصلا مبنية على تاريخ مزوّر.
هذه العبارة تثبت أنّني خضعت مُجبراً للنظام في هذا المجال بالتحديد، فكل شخص منّا يضطر أن يخضع لهذا النظام في أمور معينة لكي يعيش ولأنّه لم يجد بديلاً أفضل، لكن هذا لا يعني بأنّي راضٍ عن كوني أدرس العلوم السياسية أو اي اختصاص آخر، لأنّي أؤمن بأنّ التعليم ما هو إلا هراء، فهو تعليم يخدم النظام من خلال مناهج تخرّج أشخاص أذكياء كفاية لتشغيل الآلات وأغبياء كفاية لعدم النقد والرفض والإعتراض.
أعترض على "أنّني منغمس في النظام" وعلى "أنّي أثق فيه"، غير صحيح تماماً.
حتى عندما أضطر للخضوع للنظام فإنّي أحاول أن يكون بأقل خسائر ممكنة وبأقل عمق ممكن.
خضعتَ مجبرا
إذا لم تخرج، إلّا إذا كنت تفسّر الخروج عن النظام بشيء آخر غير التحرر من قيوده و مغرياته.
أنت هنا اغتررت بتلك الشهادة الممنوحة من النظام، و لا داعي لنكران ذلك، لأنك افتتحت المناقشة بها.
الخروج عن النظام هو عصيانه في كل شيء و هذا غير ممكن عمليا بطريقة سلمية.
لا تقل لي (غاندي)، ذاك شأن آخر. بل أعطني طريقة سلمية واحدة لتقنعني,
لا يا أخي، والله ما أنا بمغتر ولا بفخور بهذه الشهادة، قلت لك بأنّني لا أؤمن بالتعليم والمناهج الحالية، التعليم كذبة كبيرة في عالمنا، وما صرحت بذلك إلا لكي يعلم من يود أن يطرح الأسئلة ما هو إختصاصي لعلّي أفيده في مجال تخصصي.
عندما قلت بأنّي خارج النظام عنيت الناحية الفكرية والثقافية، ولا مناص من الخضوع للنظام في بعض جوانبه شرط أن نستثمر هذا الجانب في مقاومته ومحاربته.
السبيل الوحيد لتحقيق الخروج الحقيقي والتام هو بثورة عالمية.
حسنا، هكذا الفكرة اِتضحت. أي أنك مؤمن بأنه لا خير من البقاء داخل هذا النظام. فما البديل لهذا النظام، هل يوجد نظام آخر غير هذا النظام للعيش فيه. لا أعلم كم عمر البشرية، لكنّ المؤكد هو أنّ هذا العمر لم يكفيها لخلق نظام يضمن لها حياة كريمة. فما بالك طريقة تطبيقه.
لقد أجبت على سؤال مماثل منذ قليل وسأعيد كتابة الإجابة لك:
بصراحة، وفي الوقت الحالي، لا يوجد بديل عن النظام الذي نعيش ضمنه، وذلك لأنّ هذا النظام قوي للغاية لدرجة أنّه يتحكم في أصغر وأدق تفاصيل حياتنا. لكن نحن من ينبغي أن نصنع هذا البديل عن طريق الثورة، ثورة عالمية ضد النظام.
إقتراحي للآخرين الذين ما زالوا داخل هذا النظام هو أن يقرؤا ويقرؤا أكثر، وأن يتعلّموا ماهية العالم الذي نعيش فيه، حتى يتمكنّوا من رؤية البؤس والنفاق والخداع الذي يحتوي عليه هذا النظام، لا يوجد لدينا نحنُ الأحرار سوى طريق و وسيلة واحدة ينبغي أن نطبقها، وهي نشر الحقيقة لعامة الناس، حقيقة النظام العالمي الذي نعيش فيه ليخرجوا من غيبوبتهم ويتحرّروا بفكرهم وليمتلكوا الحس النقدي والثوري، ومن ثمّ فأنا أؤكد لك بأنّ عامة الناس لن تقبل بعد أن تدرك الحقيقة بأن تعيش في ظل هذا النظام وستختار الثورة.
هل هناك أمل بتغيير السياسة عن طريق الدخول في هذا المجال؟ أم التغير لا يأتي الا من الخارج عن طريق ثورات سلمية او عنفية؟
والكلام ليس فقط عن الدول العربية والاستبدادية، بل عن أنظمة الدول المتقدمة كأمريكا، والتي السياسة فيها عملياً حكراً للطبقة الغنية ذات المصالح والشركات النفط والأسلحة
سؤال رائع جداً أشكرك على طرحه.
أوّلاً، ومن خلال دراستي للسياسة على مدى 4 سنوات، أدركت بأنّ الأمل يكاد ينعدم بتغيير السياسة من داخلها أي من قبل السياسيين والعاملين بها، وذلك بسبب بسيط هو أنّه لكي تعمل وتنجح في السياسة ينبغي أن تخضع للنظام الفاسد والمنافق وتكون مثل باقي السياسيين، وإلا سيتم نبذك أو تصفيتك.
ثانياً، أنا أؤمن بأنّ الطريق الوحيد للتغيير الحقيقي في السياسة وفي غيرها من المجالات كالإقتصاد والثقافة والحضارة هو الثورة ولا شيء سوى الثورة.
ثالثاً، أوافقك بأنّ هذا الكلام ينطبق على أغلب دول العالم وليس فقط دول العالم العربي.
كنت أرغب أن تقول لي أني مخطئ وأن هناك أمل في التغيير. ربما لأني أعلم أن الناس لا تثور-حتى سلمياً- الا بعد أن تصبح الأوضاع سيئة للغاية، ولا يتحركون كثيراً قبل ذلك.
شكراً لك على الاجابة.
لا أحب أن أكذب وأنافق الناس، أقول لك رأيي بكل صراحة دون أي مجاملة أو مواربة، أنا أجبت على سؤالك بخصوص إذا كان هناك من أمل من التغيير عن طريق السياسة وقلت لك بأنّه غالباً هذا ليس ممكناً، لكن إجابتي لا تعني أنّه ليس هناك أمل.
ينبغي دائماً أن يكون لدينا أمل بالتغيير حتى تتحوّل أفكارنا إلى واقع حقيقي، طالما أنّه هناك أشخاص أحرار ويبحثون عن الحقيقة وينشرونها في مجتمعاتهم طبعاً هناك أمل، ولو أنّه ضئيل، لكنّي أرى بأنّ الأقلية الحُرة في العالم تتسع بشكل ملحوظ، لا يمكن أن نستسلم ونخضع لهذا الواقع المرير!
حسناً ألديك كتب ، مقالات ، مواقع ، أو حتى فيديوهات عن أحرار أو عن مواد تعلم التحرر من هذا النظام ؟
نعم إليك بعض الإقتراحات التي أفادتني أنا شخصياً وعلّمتني الحقيقة وساهمت في صنع تحرّري الفكري:
سلسلة القادمون The Arrivals
مقاطع فيديو لـ جورج كارلين George Carlin
مقابلات زياد نجيم
كتب ومقالات لـ نعوم تشومسكي Naom Chomsky
محاضرات ومقاطع فيديو لـ عدنان إبراهيم Adnan Ibrahim
ما هي المجالات التي تراها مهمة من أجل النهوض الحضاري والتحرر من قيد الأنظمة الاستبدادية ؟
أرى معظم العرب يدفعون أولادهم دفعاً لدراسة الطب، وإن لم يستطيعوا فالهندسة. فما رأيك تجاه هذه الظاهرة؟ وما هي المجالات التي ترى أن علينا دفع الجيل القادم بالدخول فيها بكثافة وعمق لكي نتحرر من قيودنا الفكرية والمادية؟
للأسف ليس هناك مجال أو اختصاص تدرسه في الجامعة يمكن أن ينهض بحضارتنا ويحرّرنا من النظام العالمي، لأنّ المناهج التربوية وُضعت من أجل تخريج أناس يحافظون على بقاء النظام. لذلك فلا يمكن أن أقول لك بأنّ الجيل القادم يجب أن يدرس اختصاص كذا أو كذا، لأنّه ليس هناك هناك اختصاص يحرّر الإنسان وفكره ويعرّفه على الحقيقة، لا بد وأن يشتغل على نفسه بنفسه وبمجهوده الشخصي، لا بد أن يقرأ ويفكّر خارج الصندوق وخارج المُقرر، وذلك يكون بالبحث الدائم والمستمر عن الأحرار في العالم والقراءة أو الإستماع لهم، هؤلاء غير موجودين في مناهجنا ولا جامعاتنا ولا إعلامنا، لأنّهم يفضحون مُلاك النظام ويكشفون الحقيقة لعامة الناس وسيبقون دائماً مهمشين ومنبوذين، على الجيل القادم مهمة صعبة وهي أن يجد هؤلاء بنفسه ويتعلّم منهم، لكن الآن فرصتنا أكبر بكثير من قبل بسبب إتاحة المعلومات الجميع وبسبب وسائل التواصل الإجتماعي ومواقع الفيديو.
أنا ضد تماماً أن يتم إجبار الولد على دراسة اختصاص معين فقط من أجل إرضاء موقع الأهل وأنانيتهم الإجتماعية المنافقة، لكن بالمقابل لا يمكن - كما تطلب مني - أن أنصح الجميع بدراسة اختصاص أو مجال معين، فكل شخص منّا لديه مهمة معينة في هذا الوجود ويبرع في شيء لا يبرع فيه احد مثله، أنا مع إعطاء حرية الإختيار للولد ليدرس ما يحب هو، ما يعبّر عن شخصيته ومواهبه، حتى لو بدا ذلك للمجتمع جنونياً ولا يأتي بالمال الوفير، علينا تركهم ليدرسوا ما يحبّون ويهوون وما ينسجم مع رغباتهم وشخصيتهم، عندها فقط سننهض بأمتنا. أكرر مرة أخرى، نصيحتي الوحيدة للتحرر من القيود الفكرية هي القراءة والتفكير خارج النظام وخارج المُقرّر.
قرأت مساهماتك و تعليقاتك في الموقع و أود شكرك على كل ذلك. وجدت أن كثير من آرائك تتشابه مع آرائي.
ما هو السبيل الأمثل لنشر الفكر العلماني أو على الأقل تصحيح المفاهيم المغلوطة عن العلمانية في مجتمعاتنا ؟
لا شكر على واجب أخي الكريم، علينا جميعاً أن نتشارك ونعمل بجهد كي نحرّر الأرض من الشر الذي زرعه النظام العالمي فيها.
قد يتحسس كثيرون هنا من عبارة "نشر الفكر العلماني" وذلك بسبب معلوماتهم المغلوطة كما ذكرت أنت، لذلك فلنتفق على عبارة فصل الدين عن الدولة، ربما تكون أوضح بالنسبة لهم. إنّ السبيل لتطبيق هذا المصطلح وكل المصطلحات المرتبطة بها مثل الدولة المدنية، والدولة الديمقراطية، وصولاً إلى تحرير الشعوب من استبداد النظام العالمي، هو بتثقيف شعوبنا بكثافة عن طريق القراءة ونشر الحقيقة وزيادة معرفتهم عن العالم الذي يعيشون به، لا وسيلة أخرى لدينا إلى بزيادة الثقافة والمعرفة لديهم، لكن ليست الثقافة التي تدعم آرائهم وأفكارهم ووجهة نظرهم، بل بثقافة مغايرة مختلفة من خارج المقرر ومن خارج الصندوق، وهي مهمة ليست بالسهلة أبداً إذا لم يكن الإنسان متحرراً ومتعالياً عن العصبيات ويسعى إلى معرفة الحقيقة ونشرها وقادراً على التعرّف على الآخر المختلف.
التعليقات