قدمت اليوم لإحدى مستشفيات القطاع الخاص لتسليمها مكينة للدفع الإلكتروني وتعليم قسم الحسابات كيفية التعامل معها لتحصيل المستحقات المالية من العملاء .
كانت غرفة قسم الحسابات لا تتعدى الثمان أمتار ،وبها مكتبين صغيرين أمام باب الغرفة،وبجانبهم ماكينة كبيرة للطباعه وتصوير الاوراق.
كنت أجلس على كرسى جلدى كبير أما المكتب المواجه للباب مباشرة.
كان المحاسب يجلس على كرسي المكتب ،وهو منهمك بالتدوين في دفاتره،حتى دخل رجل سبعينى بصحبة شاب لم يتجاوز عقده الثانى .
كان الرجل وإلشاب يبدوا عليهم أنهم من صعيد مصر نظراً بملابسهم ولهجتهم في الكلام.
أدخل الرجل الكبير يده في جيب جلبابة وأخرج بطاقة شخصية ورزمة من النقود وناولها للمحاسب قائلاً"دى بطاقة محمد عبدالسميع الحالة لسه داخله أوضه ٩٩".
تناول المحاسب البطاقة وأخذ فى تدوين بيانات النزيل بالدفتر الذي أمامه،وبدأ في عد النقود وهو يقطب حاجبيه ونظر للرجل الذى أمامه قائلاً"لسه فاضل فلوس يا حاج "،رد الرجل باستغراب "ليا يا ابنى؟؟!"،رد المحاسب "لازم تدفع ألف جنيه على سبيل الاحتياط لو استجدت أى مصاريف".
تحدث الرجل مستجديا"يا أستاذ أكرمنا دا إحنا ضيوفكم"،لاحت على وجه المحاسب إبتسامة خبيثة ورد قائلا"آسف يا حاج أنا هنا موظف مش بايدى أعمل حاجه".
بعد إلحاح شديد لم يجد الرجل بدا من إعطاء المحاسب الألف جنيه.
أخذ المحاسب في عد النقود ووضعها بالخزنة بجانبه،ثم وجه كلامه للرجل "إن شاء الله يا حاج مش هنحتاج ناخد الألف جنيه دى ونرجعها لك كاملة مكملة من غير خصم".
لم أدرى لماذا تذكرت رواية تاجر البندقية للأديب الأنجليزى ويليم شكسبير عندما طلب التاجر اليهودى من القاضي أن يأخذ رطلا من لحم بطل الرواية مقابل دينه الذى لم يستطع أن يوفيه!!!.