هل عرفت يوماً كيف تجهض نفسك؟؟

هل جربت يوماً أن تشعر بمرارة فقد جزءاً منك؟؟

هل تعرف معنى أن تكون فارغاً من الداخل لرغبة الآخرين بذلك؟؟

كلها أسئلة كانت تدور في عقلي يومياً و انا و حيدة في غربتي

لم أختر الغربة يوماً و لكن كما يقولون (ما الذي جبرك على المُر سوى الأمرّ)

نُفيت من منزل عائلتي بسبب أحلامي، هل سمعت يوماً بشخص نُفي من موطنه بسبب أحلامه و طموحه!!؟؟؟؟

لا يزال صوت ابي في ذاكرتي و هو يخبر امي بأن هذه آخر مرحلة دراسية لي... كنت حينها صغيرة على المقاومة و لكن أحلامي و طموحاتي أبت أن تكون حبيسة عقلية ابي و قريتي،، قاومت بالسرقة و كنت كل يوم أتعلم اللغة الإنجليزية،،

صحيح لم أخبركم عن نفسي،،

أنا فريدة مسؤولة قسم اللغات في جامعة كوليدج /لندن

شغفي في تعلم اللغات لا أعلم مصدره،، ربما هو حب تعلم شيء جديد أو فضول لا أعلم،، لكنه كان حلمي منذ الصغر..

حسناً لنكمل قصتي...

صحيح أن ابي كان ممانعاً لفكرة الدراسة لي و لكن لحسن الحظ عمي كان عكسه تماماً و هو من كان يحضر لي كتب تعلم اللغات خفيةً

لا أذكر كم عاماً مرّ على هذا الأمر و لكن ما اذكره تماماً صراخ ابي المخيف عندما رأى كتب اللغات المخبأة في خزانتي

ضربني حتى كاد أن يقتلني لكن عمي تدخل،، لم أعرف يومها أكان ضربه لي عقوبةكذبي عليه؟! أم شعوره بعدم السيطرة على ابنته!؟ ام لأن عاداته تخبره بعدم السماح للفتيات بإكمال تعليمهن!؟

بعد ضربه الشديد لي يومها وقعت أرضاً،، استيقظت لأرى نفسي بمنزل عمي،، أبلغني أن موعد سفرنا بعد يومين و ان ابي أخبره بأنه لم يعد يريد رؤيتي

أحداث كثيرة مررت بها في غربتي و لكن حماية عمي لي و تشجيعه و اهتمامه بي جعل مني ما انا عليه اليوم

ما أردت اخبارك به بأن تتعلم ألّا تجهض أحلامك من أجل أحد،، و إذا جُبرت على الإجهاض إسعى لتحمل حُلماً آخر،، لكن إياك أن تبقى فارغاً.