كانَ كلّ من يمرُّ في حياتي ويسمعُ صوت بكاء قلبي المهجور يدخل للمساعدة ولا يخرج بعدها أبداً..

جميعهم حاولوا مساعدة اللاشيء الموجود بالداخل، جميعهم لم يعرفوا أنّ صوتَ البكاء هذا مستمرٌ منذ سنة ، وتحديداً ابتداءً من اليوم الذي ماتَ فيه ذلك القلب بعدما رماه أحدهم هنا..

شممت رائحة غريبة أخذت بي للتقيؤ، فذهبت إلى الحمام كي 

أكتشف لاحقاً أن ما تقيأته لم يكن سوى أعضاء بشرية.

هو لا يريد أن يكف عن الصراخ طوال الليل بغرفة قلبي، أزوره في قبره وأطلب منه كل ليلة أن يكف عن الصراخ،لكن لا حياة لمن تنادي.

بعد ليلة طويلة مليئة بالصراخ، استيقظت على صوته يغني، بعدها استوعبت أن الأغنية وضعتها له في جنازته..

كنت أكره صوتي الشاحب جداً، فأحببت التخلص منه،فقمت باقتلاع أحبالي الصوتية أولاً، تمنيت لو أن هناك نسختين مني حتى أستطيع أن أنتحر بواحدة ، وأشاهد بالأخرى ، خلاصي الممتع من كل شيء،فسال دم كثير حينها لكنني لم أتألم، دخلت إلى غرفتي لأتناول مطهر الجرح من الخزانة فوجدت مكانه شهادة وفاتي منذ سنة..