خاصة حين نعلم أن وظيفة الأولى الإعلام عن الماضي، والثانية الإعلام عن الحاضر، يعني يوجد ترابط وثيق، وبالأخص لما يؤكد معظم الباحثين، أنهما مجالان يحملان مستويات من التعقيدات والمرونة، لدرجة تسمح للشخصيات والمؤسسات بالتلاعب في الحقائق عبرهما.
ما الفرق الحقيقي بين التاريخ والصحافة؟
مثلاً اي باحث في التاريخ حاليا يريد الكتابة عن فترة ثورة 1919 وما قبلها وما بعدها يجب عليه العودة لأرشيف الصحافة المصرية، لأنه سوف يعطيك لمحة عن آلام الناس وهمومهم اليومية، وأعمدة الرأي في وقتها سوف تعطيك لمحة عن ما كان يدور في الشارع، وحتي لو كانت بعض الصحف مدعومة من الملك او الحكومة او الانجليز ستجد فيها ردود علي ما كان يقولوه انصار الثورة، فمثلا ستجد ان المخربين يدعون كذا وكذا ونحن نري ان هذا غير صحيح، وبتلك الطريقة ستعرف لمحة عن وجهة نظر المعارضين.
انا شخصيا اري الصحافة هي تأريخ الواقع للمستقبل، وهذا هو أساس الترابط بينهما، ومهما كانت الصحافة غير حره، سيجد الباحث بين السطور إشارات لما يدور في الشارع فعلاً وإشارات حتي لو كانت بالنفي او بردود علي المغرضين كما تدعي تلك الصحافة غير النزيهة.
التعليقات