ومِن فتاواهم (أي: مما أفتَوا به -أي: مما قالوه- بغير عِلم): أنَّهم إذا سُئلوا: ما الفرق بين الخِيار (بكسر الخاء) والخَيار (بفتحها)؟ قالوا: «اعلمْ أنَّ "الخِيار" (بالكسر): النبات المعروف، والخَيار (بالفتح): الاختيار. فتأمَّلْ»، ألا فبئسَ ما كانوا يصنعون؛ فلا صحَّ في العربيَّة أصلًا (في وجودها -بفتح الخاء-)، ولا تفريقًا.
0
* والأحسن في ["التعبير عن"] الآراء: ألَّا يُقالَ: «بالنسبةِ إلىٰ»؛ فهو غلطٌ؛ صَحَّ عربيَّةً -وشتَّانَ: الغلطُ، والخطأ-، وضعُف فصاحةً، فليس عند العرب: «بالنسبة إلي، فأنا أقول أن...»، ولا يخفىٰ ما بهذا مِن ركاكةٍ و"ليونة"، ولا يُخيَّلُ لعربيٍّ أن يقوله أسلافه من الأوَّلين، فإنَّهم إنَّما قالوا: «قولُك عندي ضعيف، وأمَّا هذا الوجه فهو عند البِصريِّين حَسَن (صواب؛ صحيح)، وعند أهل الكوفة باطلٌ (خطأٌ؛ فاسد، سقيمٌ لا يستقيم)».
إنَّما الصواب: «ما الصحيح؟ وما ليلةُ القدر؟ وما فَيَرْفُكْس؟ وما المَطَرَة؟»، وفي إجازة الضمير تكلُّف، فالأصلُ: «ما هذا؟»، لا: «ما هو هذا؟». وكذلك التعريف، فلا يُقال: «المِصْعد: هو آلةٌ في العِمارات تصعدُ بالناس وتَهبِطُ بهم بقوة الكهرَبا»؛ فهو حشو، وإنما الصواب: «المِصْعد: آلة في العمارات، تصعد بالناس و...»، ويُقال: «المِصعَد: آلةُ الصعود والهبوط». وإيَّاك إيَّاك أن تقول: «المِصعَد: هو عبارة عن...»!!! فإنْ قُلتَها فإنَّك إذًا لَمِن الضالِّين، هُديتَ، والمؤمنينَ أجمعينَ، إلىٰ صراطٍ مُبين؛ فقد جئتَ شيئًا إمْرًا لا يستقيمُ ولا
أنَّ الأُولىٰ (بالنسبة لـ) خطأ، والآخِرة (بالنسبة إلىٰ) صواب؛ فإنَّ أصلَهما الفعلُ «نَسَبَ»، وهو يتعدَّىٰ بـ «إلىٰ»، فيُقال: «نَسَبْتُ هذا القَوْلَ إلىٰ صاحبِهِ، أنسُبُهُ (بالضم؛ فلا تقُلْ: أَنسِبُهُ)، نَسَبًا (بالفتح، لا: نَسْبًا)، ونِسبةً». وشاعَ على ألسنتنا -نحنُ عامَّةَ الناس- الخطأ والغلطُ حتىٰ حسِبناهما فروقًا! فتراهم يقولون: ما الفرق بين: شَكَوْتُ (وهي الصواب)، وشَكَيْتُ؟ وما الفرق بين: سِيَّما، ولا سِيَّما (وهي الصواب)، وهكذا دَوَالَيْك. ثُمَّ يقولُ قائل: «ما لكم تتشددون في العربية؟ ما الفرق إنْ فتحتُ المكسور، وكسرتُ المفتوح، أو استبدلتُ
ردّ أعجبني من مقطع يوتيوب: إدخال مصطلحات جديدة في وقتنا الحاضر وسيلة للغزو الثقافي ومحو الهوية .. خطوةً بعد خطوة وكلمة بعد كلمة حتى نرى اللغة بدأت تُملأ بكلمات دخيلة تتلقاها الامة وتتقبلها . حتى تصبح الاعجمية جزءا من حديثنا وتواصلنا اليومي. فتُروج لنا الثقافة الغربية بسهولة ويسهل على الاجيال القادمة تقبلها .. فذلك الطفل الذي اصبح يتكلم لغةً مشوهةَ لا عربية ولا أعجمية . لم يعد ينتمي لتاريخه . ولن يمد يده لقرأ كتابا بلغة عربية بليغة فهو لم