شيماء إبراهيم

150 نقاط السمعة
7.45 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
نتحدث عن ما بعد إتقان الأساسيات، بطبيعة الحال لا أستطيع تقديم خدمة لا أتقن مهاراتها اللازمة. ولكن الوقوف عند هذا الحد، وعدم اكتساب مهارات تكميلية توسّع من قدراتي وتزيد الطلب على خدماتي، سيجعلني في مأزق تكرار نفس الخدمة بنفس المستوى. حتى لو كنت أفضل من يقدمها، سيأتي وقت لن يكون ذلك كافيًا.
هذا إن كان هدفنا اللوم وفقط لكن الوصول للطرف المقصر سيجعل هناك توجه للوصول لحلول فعالة. ما هي الحلول الفعالة التي طُرحت للتعامل مع هذه المشكلة؟ يعني حتى المشاركة نفسها تثبت أن التركيز منصب على البحث عن المخطئ. وليست هذه الحادثة الأولى من نوعها حتى نقول أن الحلول العملية قادمة في الطريق. نتعامل مع قناعات هنا. والحادثة لو لم تكن انتشرت، لما كان هناك محاسبة بالأساس.
الوقوف عند مَن الملام إهدار للوقت والجهد، يُحاسب ولكن دون أن نجعل كل التركيز على هذه النقطة، لم أجد أحدًا طرح حلًا عمليًا. فمشكلة النقل العام نعاني منها منذ عشرات السنوات. هل مع تكرار الحوادث، تم التعامل معها جذريًا؟ لأننا نفكر بطريقة معكوسة، بدلًا من البحث عن حلول والسعي لتنفيذها، نمسك المشكلة ونبحث عمن يتحملها. وهكذا تنتهي وتُغلق. مسألة أن الأتوبيس ليس به مكان، هل لو توقف وتنازل أحدًا بالوقوف ليجلس هذا الرجل العجوز، سيصبح جريمة مثلًا؟ لا أنظر إلى
لماذا يجب أن يكون هناك شخص ملام من الأساس؟ لا أتحدث عن لوم أحد، وإنما الحل المناسب في هذا الموقف، بدلًا من البحث عن شخص يحمل الخطأ والدخول في دوامة لا تنتهي.
أبسط تصرف إنساني لهذا الموقف أن يتوقف الأتوبيس ليركب الشخص، أيًا كان سنه أو جنسه. فضلًا عن أولوية التعامل معه في هذه الحال. خطأ العجوز أنه مريض وفقير، لا يستطيع أخذ سيارة خاص توصله إلى المشفى أو حتى الانتظار؟
يمكن الحل يكون في إعادة تعريف مفهوم الرقابة والثقة داخل بيئات العمل إن المدير يراقب النتائج لا الساعات، ويخلق أدوات متابعة ذكية بدل الحضور الجسدي.  حتى هذه لن يبذل جهدًا كبيرًا في إعادة تعريف أو خلق أنظمة، نحن الآن نستطيع الوصول لمئات الشركات التي سبقتنا في تبني نموذج العمل عن بُعد، وبمقدار بسيط من المعرفة، نستطيع أن ننطلق من خبرتهم وتجاربهم التي مهدّت لنا الطريق. مثلًا طالما ذكرنا شركة حسوب، هذه الشركة تتيح دليل كامل لسياسة العمل عن بُعد من
اختصرت رحلة الحياة بكل بساطة، وما بين ذلك مليون تحدي وعثرة يقع فيها الإنسان حتى تقيس صدقه وثباته عليها. كم مرة ترددت في إنكار المنكر لأن أحدهم استطاع بمنطق فاسد أن يزين لك هذا المنكر؟
كيف ستكون الأخلاق قابلة للتطور؟ يعني قيمة مثل الأمانة أو الصدق، هل ستختلف معالمها ما بين الماضي والحاضر؟ الذي تغير هو سلوك البشر في الوصول لأهدافهم، واختلاف تسمية الأشياء عكس حقيقتها، تجميلًا لها، حتى لا نصطدم ببشاعة ما نفعله فنرفضه مطلقًا. ومن هذا من يسمي الرشوة إكرامية. هل كوني آخذ مقابل غير قانوني لأعطي لشخص ما شيء ليس من حقه، أو حتى أسرّع ما هو من حقه، غيّر من حقيقة أني تحوّلت إلى مرتشي؟ سؤالك تحديدًا يجعلنا ندرك ألاعيب كثيرة
 الحقيقة أن العمل المكتبي يخدم مصلحة أكبر بكثير مصلحة التحكم والسلطة. فوجود الموظف في المكتب لا يعني فقط أنه يعمل، بل يعني أن المدير يرى، يسمع، ويشعر أنه يسيطر . المكتب يمنحه وهم الهيمنة، ومساحة النفوذ التي لا يمكن ممارستها خلف شاشة هذا الكلام يناقض بعضه يا خلود. ولكن الأهم، أي مؤسسة إن لم تكن تهدف إلى الربح، فماذا سيفيدها وجود الموظفين إن كان الهدف هو مجرد حضورهم ومراقبتهم؟ حتى لو كانت مؤسسات غير ربحية، فهي تقدم خدمات تحتاج إلى
قيمة الإنسان في هذه التحديات التي يواجهها وكيفية تعامله معها، أي كلام نظريًا سهلًا، ولكن بمقدار إيماني به سأتمسك. أما ما ذكرت من مسألة الثقافة السائدة، فالتوازي ستجد أمامك خيارات أفضل ومستقيمة توصلك إلى نفس الهدف، نحن نقرر ما نختار. وهذا ليس تنظيرًا بل واقع يشهد عليه مئات القصص والحالات، في أي زمن لن نستطيع تلبيس الأشياء عكس حقيقتها.
جزء من كونها حياة هو أنها لن تكون عادلة في جميع أحوالها، والأمر هنا باعتباره اختبار في حد ذاته، ولكن العاقبة معروفة. كم شخص تسلط وتجبّر على غيره وكانت نهايته عبرة؟ ولكن أقف عند جملتك هذه قليلًا: بدل محاولة تفسير كل نجاح أو فشل حسب الأخلاق  على ماذا ترين أنه يجب الارتكاز في تفسير الأحوال التي نجدها من حوالنا؟ مع العلم أن هذه النظرة التي نحكم بها هي نفسها المحرّك الذي يدفعنا في الحياة
لكنه لم يروِ قصص من وصلوا لمنصبهم بالدسيسة والمخالفات وإزاحة المنافسين وظلوا في أماكنهم ثابتين وناجحين. الكتاب تطرق إلى بعض القصص عن هذا الجزء أيضًا. وحتى لو لم يذكره. نحن لا نستنتج بدون دليل، التاريخ حافل بالفاسدين والمحتالين الذين قرروا اختيار الطرق الملتوية للوصول لأهدافهم. وماذا كانت النتيجة؟ كل شخص يجني ثمار اختيارته عاجلًا أم آجلًا، وإلا لكان قانون الغابة هو السائد، من قدر على شيء أخذه بدون وجه حق! الأمر الثاني الذي ذكرته أيضًا يحتاج إلى نظرة أعمق وأكثر
هذا الطرح بعيد عن حقيقة العمل عن بُعد، فلا يعني أنه يعيش ف جزيرة نائية. وإما يمتلك وقته بالقدر الكافي للتحكّم في إنتاجيته بتركيز أعلى. أما جميع ما يمكن أن يفعله من تواصلات ونقاشات وتحليل منافسين، أصبحت متاحة بنقرة زِر. فلماذا يضيع فرصة مضاعفة إنتاجيته وتوفير عشرات الساعات المهدرة أسبوعيًا في التنقل؟
حمل تأثير الإنتاجية على أن الموظفين يلهون غير متوافق مع ما تناقشه الفكرة هنا لن يقضوا اليوم في الحديث والمزاح بل في العمل. مَن يعمل بهذه الطريقة في أي مكان لن يستطيع الاستمرار بأي شكل، لأن هناك نتائج عمل تقيس إن كان يعمل أم يقضي وقته في المزاح والحديث الجانبي. أتفق معك نسبيًا في أن هناك مجالات لا يمكن رقمنتها، على الرغم من أن التوجه المستقبلي يهدف إلى تحويل كل شيء رقمي. ولكن نحن نتحدث عن شركات في المجالات التي
هل تجد أن الأهداف على مستوى الشركة خاضعة لاختلاف أو اتفاق أعضاء الفريق في تبني القرار؟
تبنّي الأحكام المسبقة أجده وسيلة دفاعية، يحمي بها الإنسان نفسه من التعرض للألم بأي شكل من أشكاله. وينطبق على الأمثلة التي ذكرتيها. فالأم والأب بطبيعة الحال هما مصدر الأمان والرعاية، كيف يتصور أن يكون العكس؟ والرجل العجوز مرهون ذهنيًا بصورة الجد الطيب الحنون. خلاف ذلك يجعلنا نصارع الجميع في الحياة، مَن يجب أن نحذرهم ومن نسكن إليهم. وهذه فكرة مجرد تخيلها، مرهق! وعي الإنسان بعدم تبني أحكام مسبقة على أحد هو نضج في حد ذاته، وأقصد بالأحكام المسبقة هنا السلبية
اعتبار "المراهقة" مرحلة لا بد أن يمر الجميع بها أمر شائع ولكنه غير صحيح. ما نتعامل معه على أنه مرحلة عمرية، هو في أصله عبارة عن مجموعة مشاكل يجب معرفة أسبابها حتى نستطيع التعامل معها. د. أيمن عبد الرحيم له حديث عن ذلك في دورته الخاصة بعلم النفس حسب ما أتذكر. سيفيدك كثيرًا تصحيح هذه القناعة، لفهم كيفية التعامل معها. فليس الجميع مر أو يحتم عليه أن يمر بفترة المراهقة، فالبعض يواجه تحديات في التكيف مع متطلبات مجتمعه في أي
كيف إدارة وقت وأنا أتعامل مع المهام هنا؟ سواء أنجزت المهام المحددة تباعًا أو وزعتها على مدار اليوم، عندي حرية ومرونة في ذلك. نهاية اليوم سأحسب نفسي هل الإنجاز تم أم لا بناءً على النتيجة وليس توقيتها.
الإطلاق العام بناءً على موقفين غير صحيح، فتكرار الحكم على الحادثتين بصواب الشيخ العجوز وخطأ الشاب لا يجعلهما قاعدة عامة. لكل حالة ملابساتها. ولكن أجد تناقض في طرح الحادثة الأولى، كيف سيحصل "إجماع" على خطأ طرف، هل اتفقوا جميعًا على ذلك مسبقًا مثلًا؟ وما الذي يجعلهم جميعًا متفقين على ذلك إن كان الواقع خلاف ذلك؟ رؤية الموقف هنا يحتاج إلى تحليل أدق حتى لا نخرج بنتيجة أنه على الرغم من أن الشاب لم يخطئ، إلا أن الجميع "بالصدفة" اتفقوا على
أنا ذكرت طريقتي بالفعل، وهي بالمناسبة لم تأتي إلا بعد سنوات من المحاولة والتعثر في إدارة وقتي. لهذا أدركت بالطريقة الصعبة أن الأصح الانطلاق من إدارة مهامي، أحدد 3 مهام يومية أركز عليها، وفي العمل كذلك. ثم أحساب نفسي عليها في نهاية كل يوم، أقف عند ما لم يُنجز وأستدرك سبب المشكلة في اليوم التالي، حتى ينتهي الأسبوع بأقل قدر من الأضرار :) ضمن هذه المهام أمور أساسية يجب الالتزام بها، ولكنها أبسط من حيث الوقت والجهد المبذول فيها، تسطيع
حتى مع وجود فواصل خشبية يصعب التركيز، لأن مصدر الضوضاء والتشتت في كل مكان حولي. وهنا أصحاب المهن بالإبداعية ينهارون في صمت في ظل بيئة العمل هذه :) شخصيًا لا أتخيل العمل في مكان كهذا بنفس الجودة التي أعمل بها في غرفتي مع هدوء تام. نعم سيكون هناك بعض مصادر الإزعاج، ولكنها لا تُقارن، ويسهل السيطرة عليها. لهذا حتى مع مقاومة شركات كبيرة مثل جوجل لطبيعة العمل عن بُعد، إلا أنها أصبحت تتبني ذلك جزئيًا بتقسيم أيام العمل. والأمثلة كثيرة
يعني كشخص يبدأ في تنظيم يومه ويحتاج إلى طريقة سهلة تمكّنه من الشعور بالإنجاز وأنه يفعل شيئًا مفيدًا. أقول له يجب أن تفهم إمكاناتك ومقوماتك والظروف المحيطة بك أولًا لتدير وقتك بشكل صحيح؟ هل بهذا التعقيد يمكن أن يتبنى الفكرة وينجح في تحويل يومه من العشوائية إلى الإنتاجية؟
مسألة المكاتب المغلقة ترف لا يتوفر إلا لأصحاب المناصب الإدارية يا نورا، أما في سبيل توفير مساحات ومع عدد الموظفين الكبير، فمن أين تأتي الشركة بمكتب مستقل لكل موظف؟ العيادات حالة خاصة، لا نستطيع أن نضعها في نفس الكفة مع الشركات، لأن خصوصية المرضى هنا أولوية. نعم بالضبط، هذه المرونة هي ما نحتاج أن نلفت النظر إليه، سواء كانت مهام إبداعية أو غيرها، مع جو من الصخب والازدحام المتواصل، مَن يستطيع أن يركّز لينجز عمله كاملًا دون أن يكون له
بصراحة مفهوم إدارة الوقت من المفاهيم غير الدقيقة. لا أتوقع أن أحدًا لم يجرب تقسيم يومه بالساعات؛ من التاسعة حتى التاسعة و15 دقيقة سأفعل كذا، ومن التاسعة و15 دقيقة حتى التاسعة و45 دقيقة سأفعل كذا. حتى لا يُكمل في ذلك -إن كان بطلًا- شهرًا واحدًا فقط. لماذا؟ لأن الأفضل هو إدارة مهامي وليس وقتي، أركز على 3 مهام أساسية في اليوم يجب أن ألتزم بها. ثم تأتي الأمور الباقية بجانب تلك المهام، مع الحرص على الاعتدال والالتزام بالقليل الدائم. والتخطيط
هذا النوع من المكاتب الحديثة تحديدًا هو سبب التحدي الذي يواجهه العاملين بالمقر الشركة، فهو يفقدهم القدرة على الاستغراق في المهام المطلوبة، وبالتالي يتحوّل العمل إلى عرض متواصل ينتقل ما بين المكتب والمنزل. فلا يُنجز في النهاية إلا في جو من الهدوء والانفراد. وتصبح مسألة التوازن بين الحياة الشخصية والعملية سراب نستمر في مطاردته. لهذا أعتقد أن المهم هو الإنجاز نفسه بغض النظر عن مكانه، فهل أنجزت مهامي أهم من أين أنجزتها، سواء في المكتب أو المنزل أو حتى في