الجمهورية أفلاطون

136 نقاط السمعة
10.9 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
6

عالم يتكرر... جيل جديد، نتائج قديمة

حين تأملت في حوادث الحياة الاجتماعية من حولي — الفرح، الحزن، الموت، الحروب، الاحتفالات — وجدت أنها تتكرر بلا نهاية، وكأنها مسرحية قديمة تُعرض لجمهور جديد في كل زمن، مع تغيّر الأزياء والوجوه، وبقاء النص بلا تبديل. لقد سألت نفسي كثيرًا: هل هذه البساطة المدهشة في تكرار الحياة نابعة من طبيعة الإنسان نفسها؟ أم أنها نتيجة لنظام بشري خفي يعيد إنتاج نفس النتائج عبر الأجيال؟ حين أنظر لتاريخ بلدي، الجزائر، أجد أن ذاكرة أبي وجدي مشبعة بنفس الكلمات: الاستعمار، العزل،
6

الحياة مراحل لا تُقفز، بل تُعاش بتدرّج ووعي

السؤال عن السكن بعيدًا عن الأهل، خصوصًا إذا كان العمل بعيدًا عن المنزل، يبدو بسيطًا، لكنه يحمل في داخله الكثير من المعاني العميقة. بالنسبة لي، أرى أن الإنسان يمر بمراحل في حياته، وكل مرحلة لها معناها وقيمتها، ولا يصح أن يقفز عليها متوهمًا أنه يحقق نضجًا أو تقدمًا. كثيرون يعتبرون التسرع في الاستقلال نوعًا من الذكاء أو الطموح، لكنني أراه أشبه بمن ذهب لشراء شيء وسقطت منه نقوده في الطريق. إذا انتبه سريعًا، يمكنه استرجاعها بسهولة، لكن إن تأخر، قد
5

هل قرّبتنا التكنولوجيا أم زادتنا بُعدًا؟

التكنولوجيا اليوم أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فهي التي غيّرت طرق التواصل والتعلم والعمل وحتى التفكير. البعض يراها أداة قرّبت المسافات وجعلت العالم قرية صغيرة، حيث أصبح بإمكان أي شخص أن يتواصل مع آخر في أي مكان وزمان. بينما يرى آخرون أنها لم تجعل العالم أقرب، بل زادت من تعقيده وحوّلته إلى عالم واسع يزرع العزلة ويضعف الروابط الإنسانية الحقيقية. ويبقى السؤال قائمًا: هل هذا التأثير كان مدروسًا ومخططًا له من البداية، أم أنه خرج عن سيطرة الإنسان،
5

"الإنسان بين التسيير والتخيير: أيهما يحكم قراراتنا؟"

يتساءل الإنسان منذ القدم عن مدى حريته في اتخاذ قراراته، وعن العلاقة بين إرادته الشخصية وقدرة الخالق المطلقة. هل نحن مخيرون تمامًا أم مسيرون بالكامل؟ أم أن الحقيقة تكمن في مزيج بين الاثنين؟ إذا اعتبرنا الزمن نفسه مخلوقًا، فإن هذا يقودنا إلى تصور ميتافيزيقي يجعل الخالق خارج نطاق الزمن وقادرًا على الإحاطة بكل أبعاده – الماضي، الحاضر، والمستقبل – في وقت واحد. من هذا المنظور، يكون الخالق كمن يشاهد فيلمًا مكتملًا. يمكنه رؤية كل الأحداث منذ بدايتها حتى نهايتها، لكنه
4

الحياة معركة.. والاستيقاظ هو النصر

الحياة ليست مجرد مرور الزمن أو تكرار أفعال ننجزها بلا وعي، بل هي مساحة معركة مستمرة بين الوجود والعدم، بين الحلم والواقع، بين الاستسلام والثورة. ففي مسيرة الحياة، نواجه كثيرًا من التساؤلات التي تزعجنا وتحثنا على التفكير العميق. من بين أهم هذه الأسئلة، التي سأحاول الإجابة عليها في هذا المقال ما معنى الحياة وكيف أستغل وقتي بوعي؟ الحياة ليست فقط أن تكون حيًا أو تتنفس، بل أن تستغل الوقت الذي تعيشه بوعي وهدف. العمر الذي يُمنح لنا هو فرصة ثمينة
5

الإنسان بين البراءة الأولى واختياراته المتكررة

الإنسان يولد صفحة بيضاء، لا يحمل خيرًا ولا شرًا. هذه الفكرة تُعبّر عن مفهوم "الصفحة البيضاء" كما وصفها الفيلسوف الإنجليزي جون لوك. منذ لحظة الولادة، يبدأ الإنسان في تلقي تجاربه واكتساب معايير أخلاقية تساهم في تشكيل شخصيته وسلوكه. يتعلم الإنسان ما هو صواب وما هو خطأ من خلال المحيط الذي ينشأ فيه، سواء عبر التربية أو المجتمع أو الدين لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل الإنسان يولد طيبًا أم شريرًا؟ أم أنه مجرد صفحة بيضاء، والمجتمع هو الذي يحدد
4

هل حرية التعبير المطلقة حق أم عبء؟

حرية التعبير تُعد من أهم الحقوق التي يتمسك بها الإنسان، غير أن التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي جعل هذه الحرية متاحة للجميع بسهولة غير مسبوقة، وهنا يطرح التساؤل: هل الحرية المطلقة تخدم المجتمع فعلًا أم تتحول إلى فوضى كلامية تُضعف قيمة الكلمة وتربك وعي الناس؟ وهل تُعتبر حقًا طبيعيًا يجب أن يبقى مطلقًا، أم أنها تحتاج إلى حدود حتى لا تصبح عبئًا على المجتمع؟ وإذا كانت مطلقة، فكيف يمكن منع الإشاعات وخطاب الكراهية من أن تختلط بالآراء الصحيحة؟ ومن يملك
5

.لماذا سقطت الحضارة الإسلامية؟ وهل يمكن أن تنهض من جديد؟

رغم أن الحضارة الإسلامية كانت في يوم من الأيام من أعظم حضارات الأرض، إلا أنها انهارت بطريقة محزنة ومحيرة. كيف لدولة امتدت من الصين شرقاً إلى الأندلس غرباً، وشهدت أعظم نهضة علمية في العصر العباسي، وبنت حضارة فريدة في الأندلس، وامتلكت أطول خلافة في التاريخ مع الدولة العثمانية، أن تسقط بهذا الشكل السهل؟ السبب لم يكن في العدو الخارجي، بل في الضعف الذي بدأ من الداخل. الأمة الإسلامية تفككت إلى دويلات متناحرة، كل حاكم يفكر في عرشه لا في الأمة
4

لا يُلام الطفل على فوضى بيتٍ غابت عنه الأم، كما لا يُلام الشعب على فوضى وطنٍ غابت عنه الدولة

في كثير من المجتمعات، يُلقى باللوم على المواطن باعتباره المسؤول الأول عن فساد الأوضاع. لكن هل من المنطقي تحميل الجزء الصغير مسؤولية انهيار الكل؟ وهل يمكن فعلاً إصلاح الدولة من الأسفل، بينما رأسها يرفض التغيير؟ الدولة تزرع في أذهان المواطنين أن التغيير يبدأ من الفرد: "لو كل واحد خدم خدمتو، البلاد تصلح". لكن هذا الخطاب يخفي حقيقة جوهرية: لا يمكن بناء بيت من الحجارة الصغيرة دون أساس سليم. الإصلاح الحقيقي يبدأ من القمة، من النظام الذي يصوغ القوانين ويوزع الموارد
4

وطن... الكأس، والذاكرة

ما الوطن؟ هل هو حدود مرسومة؟ علم مرفوع؟ أم هو شعور لا يُعرّف؟ حين نشتاق للوطن، هل نشتاق فعلاً له، أم لما فيه؟ لأمّ كانت تدفئنا، لصديق عرفنا دون سؤال، لشارع علق في ذاكرتنا ونحن أطفال؟ نحن لا نحب الوطن كوحدة كاملة، بل نحب أجزاءً منه... نحب الأم، والخبز، واللهجة، والضحكة القديمة، والطفولة التي كنا نعتقد أنها لن تنتهي. نحن نحب "كأساً" من الذكريات، لا "الطاولة" التي كانت تحمله. فحين أقول "أشتاق للوطن"، أنا لا أحنُّ إلى ترابه كتراب، بل
5

علاقة الحب والفطرة والتربية بين الوالدين والأبناء

الحب ذلك الشعور العميق الذي يربط كل جانب من جوانب حياتنا، سواء كان حب الأم أو الأب أو حتى الأصدقاء والآخرين في حياتنا. ولكن هل يمكننا اعتبار هذا الحب فطريًا أم مكتسبًا؟ وهل تمثل العلاقة بين الوالدين والأبناء ارتباطًا بيولوجيًا فحسب، أم أن الحب والارتباط العاطفي يتطوران ويتشكلان من خلال الرعاية والاهتمام؟ في هذا المقال، سنستكشف هذا الموضوع من خلال عدسة فلسفية تبحث في دور التضحيات والتربية في تشكيل العلاقات الإنسانية، وخاصة العلاقة بين الوالدين وأبنائهم. الحب الفطري: غريزة أم ارتباط من خلال العطاء؟ منذ العصور
4

مفهوم "مالا نهاية" في الفكر الديني والعلمي

مصطلح "مالا نهاية" (Infinity) يعبر عن فكرة الكمية التي لا تنتهي، والتي تُستخدم في الرياضيات والفلسفة للإشارة إلى أشياء تتجاوز قدرة الإنسان على الإدراك تمامًا. لكن عند التفكير في هذا المفهوم من منظور ديني وعلمي، نجد اختلافات جوهرية في طريقة فهمه وتفسيره. 1. المالا نهاية في العلم : في العلوم الحديثة، المالا نهاية تُستخدم للإشارة إلى الأعداد التي لا تُعد ولا تُحصى، مثل الأعداد الحقيقية أو المتتالية التي تذهب إلى ما لا نهاية. في الرياضيات، تُعتبر الأعداد "المالا نهائية" مثل
3

مناقشة حول ما إذا كانت الأخلاق ثابتة أم قابلة للتغيير

الأخلاق: ثابتة أم متغيرة؟ الأخلاق هي المبادئ التوجيهية التي تحدد ما هو الصواب وما هو الخطأ في المجتمع. لقد كان السؤال حول ما إذا كانت الأخلاق ثابتة أم قابلة للتغيير موضوعًا للكثير من النقاش بين الفلاسفة وعلماء الاجتماع وعلماء النفس. يزعم البعض أن الأخلاق غير قابلة للتغيير، بينما يعتقد آخرون أنها تتطور مع الوقت والثقافة والتطور المجتمعي. يستكشف هذا المقال كلا المنظورين، ويحلل الحجج المؤيدة والمعارضة لفكرة أن الأخلاق يمكن أن تتغير، ويقترح وجهة نظر متوازنة تأخذ في الاعتبار المبادئ
4

هل الصعوبة في التعليم دليل تطور؟ نظرة على مناهج الجزائر

غالبًا ما يُقال إن الصعوبات التي تواجه الطالب هي جزء من تطوره العلمي والفكري، وأنها تحديات ترفع من مستواه وتزيد من قدراته. لكن هل هذا صحيح دائمًا؟ هل الصعوبة في الاختبارات والمناهج التعليمية تعني بالضرورة أننا نتطور؟ الصعوبة بين التطور والتخلّف في العلم والتعليم، الصعوبة ليست بالضرورة دليل تطور. أحيانًا تكون الصعوبة نتيجة تخلّف في طرق التدريس أو نقص في تجهيزات التعليم. في الجزائر، المناهج الدراسية غالبًا ما تحتوي على أفكار ومعلومات كثيرة وجديدة يُفترض أن تواكب العصر، لكن بدون
3

مفهوم "مالا نهاية" في الفكر الديني والعلمي

مصطلح "مالا نهاية" (Infinity) يعبر عن فكرة الكمية التي لا تنتهي، والتي تُستخدم في الرياضيات والفلسفة للإشارة إلى أشياء تتجاوز قدرة الإنسان على الإدراك تمامًا. لكن عند التفكير في هذا المفهوم من منظور ديني وعلمي، نجد اختلافات جوهرية في طريقة فهمه وتفسيره. 1. المالا نهاية في العلم : في العلوم الحديثة، المالا نهاية تُستخدم للإشارة إلى الأعداد التي لا تُعد ولا تُحصى، مثل الأعداد الحقيقية أو المتتالية التي تذهب إلى ما لا نهاية. في الرياضيات، تُعتبر الأعداد "المالا نهائية" مثل
3

من نور الوهم إلى ظلام الوعي… فهل يشرق النور الحقيقي؟"

أنا شاب جزائري، عمري 19 عامًا، وأدرس في الجامعة. كنت تلميذًا جيدًا في الثانوية، لكن الآن أشعر بأن رغبتي في الدراسة قد تراجعت، وأصبحت تراودني أفكار كثيرة. أريد أن أخطو خطوتي الأولى نحو مستقبلي، لكن تنفيذها أصعب مما تصورت. كلما تقدمت في العمر، زادت رؤيتي وضوحًا، وأصبحت الأمور التي كانت تفرحني في الماضي تحزنني الآن. مثلًا، كنت أشعر بالسعادة عندما أرى الطائرات تحلق في السماء، أما اليوم فأشعر بالحزن لأن ركوبها أصبح حلمًا بعيد المنال. ما يؤلمني أكثر هو أننا
4

الدنيا والآخرة وهدف الخلق

منذ بداية الزمان، كان البشر يتصارعون مع أسئلة عميقة تتعلق بغرض وجودهم في الكون. وقد بُذلت محاولات مختلفة لتفسير الحياة والوجود بناءً على التجارب الإنسانية والفلسفية والدينية. يستكشف هذا المقال مفهومي الدنيا والآخرة باعتبارهما أجزاء مترابطة من الرحلة الإنسانية ، محاولاً فهم كيف يوفر الدين، وخاصة الإسلام، إجابة شاملة لهذه الأسئلة المعقدة. 1. الدنيا اختبار والآخرة غاية في العديد من الأديان السماوية، بما في ذلك الإسلام ، يُنظر إلى الدنيا على أنها مرحلة مؤقتة يمر بها الإنسان قبل الوصول إلى الحياة الآخرة . يُنظر إلى الدنيا على أنها اختبار يشمل كل جانب من جوانب الحياة، من التجارب اليومية إلى القرارات الأخلاقية .
3

كيف يمكن لمبدأ المساواة المطلقة 1=1 أن يقضي على العبودية؟"

العبودية، بجميع أشكالها التقليدية والحديثة، تمثل تحديًا مستمرًا للمجتمعات الإنسانية. إذا كانت الدولة نفسها هي التي تستغل الإنسان وتجعل منه مستعبدًا، فإن قدرتها على منع العبودية تصبح موضع تساؤل. إذ لا يمكن للمستعبد أن يكون المحرك الحقيقي للتحرر. لذلك، يجب أن يستند منع العبودية إلى مبدأ جوهري يقوم على المساواة المطلقة بين البشر، وهو ما يمكن التعبير عنه بمبدأ "1=1". هذا المبدأ يعني أن جميع الأفراد متساوون في الحقوق والواجبات، وأن قيمة الإنسان لا تُحدد بمنصبه أو طبقته أو أي
3

الخيار والحرية والخسارة: تأملات فلسفية في حدود الإرادة الإنسانية في عالم يتداخل فيه الفكر والواقع

يظل سؤال الحرية والإرادة محورًا أساسيًا في فهم طبيعة الإنسان، ودوره في صنع حياته. هل نحن نمتلك خيارًا مطلقًا؟ وهل كل فعل نقوم به ناتج عن إرادتنا الحرة؟ وما موقع الخسارة في هذه المعادلة؟ هذه الأسئلة تفتح أبوابًا للتأمل العميق في طبيعة الاختيار ومسؤوليتنا تجاه أفعالنا. الخيار بين المعرفة والجهل ينطلق الفيلسوف سقراط في تفسيره للشر من فكرة أساسية تقول: «لا أحد يفعل الشر عن علم، بل عن جهل». أي أن أفعالنا الخاطئة أو الضارة تنبع من نقص في المعرفة
3

بين الضحية والقوة: تأملات فلسفية في المجتمع والذات

في رحاب الحياة الاجتماعية، كثيرًا ما نجد أنفسنا نتصارع مع فكرة الضحية. نرى من يكون ضحية المجتمع، وضحية الظروف، وأحيانًا ضحية النفس. لكن، هل فكرت يومًا أن تكون ضحية في مجتمع ما يعني أنك في واقع الأمر ضحية لنفسك؟ هذه المقولة تحمل في طياتها عمقًا فلسفيًا يستحق التأمل. المجتمع ليس مجرد إطار خارجي نعيش فيه، بل هو مرآة تعكس قوتنا وضعفنا الداخلي. حين نكون ضحايا، ليس دائمًا السبب خارجنا فقط، بل أحيانًا السبب أعمق فينا، في طريقة تفكيرنا، في ضعف
5

الخواء الذي لا يُفرّغ القلب

"إن كان خوائي مع أخي، فلا خواء في قلبي، فمن يريده خواء؟
5

الأم غمامة حصانها

بكاءُ طفلٍ من ألمِ الإبَرِ، كأنينِه من ضربِ الأمِّ إن حضرِ. لا تخدعْكَ دَمعَتُهُ السريعة، فليسَ كلُّ حبٍّ يجيدُ الصنيعة. سمّينا ألمَ الإبرة دواءً للساق، فكيف لا نسمي ضربَ الطفل تأديبًا بصدقٍ راق؟ ألمُ الإبرةِ يُشفي السّقام، وضربُ الأمِّ يُهذّبُ الأيام. فلا تجعلِ الأمَّ كالإبرة، تفنى وتُرمى مع المُنتظر. بل اجعلْ وصاياها غمامةَ هُدى، تزيدُك سعيًا وترتقي بكَ المُدى.
3

مفارقة العلم والفكر: هل يمكن للمعرفة أن ترتقي بالعقل البشري؟

في الوقت الذي يشهد فيه العالم قفزات علمية وتكنولوجية هائلة، يُلاحظ تراجع في المستوى الفكري العام وانتشار السطحية، فهل هذا التناقض عشوائي ناتج عن تسارع الأحداث، أم أنه نتيجة محكمة لمنظومة محددة؟ وإن كان محكمًا، فما الغاية من ذلك الانفصال بين المعرفة العلمية والوعي الإنساني؟
2

معرفة الذات بين الوعي والمغايرة

تُعد معرفة الذات من أعمق الإشكالات الفلسفية، لأنها تكشف علاقة الإنسان بنفسه وبالآخر في آن واحد. فهل يمكن للإنسان أن يعرف ذاته فقط من خلال وعيه الداخلي، أم يحتاج بالضرورة إلى المغايرة مع الغير؟ إن الوعي الداخلي يبدو في البداية أساس كل معرفة بالذات، لأنه تجربة شخصية لا يشاركه فيها أحد. فالإنسان حين ينتبه إلى مشاعره وأفكاره ورغباته، يدرك ما يجري في داخله إدراكًا مباشرًا لا يمكن لأي طرف خارجي أن ينقله إليه بشكل مطلق، إذ يبقى التعبير عن الإحساس
2

أحلامي وتحديات بناء الجزائر الجديدة: رؤية للإصلاح والتغيير

بسم الله الرحمن الرحيم أبدأ كلامي بمقال اليوم، حيث أُحكي فيه عن أحلامي. لكن، عندما أُسقط هذا المصطلح على أشياء ملموسة، خاصة فيما يتعلق بدولتي، أجد نفسي أمام أمر محزن. فهناك أشياء صعبة التحقيق، وأحلام قد تبدو بعيدة المنال. لكن حتى وإن بدا تحقيق الأحلام مستحيلاً، فإن تحقيق الأحلام – برأيي – أمر نسبي، ليس مطلقًا. وهذا ما دفعني للتفكير بعمق في أحلامي والتعبير عنها بصدق. أحد أهم أحلامي التي كنت أظن أنها ستحقق عند وصول رئيس الجمهورية تبون هو