اتفق معك تماما فالاعتذار ليس مجاملة بل هو عمل اخلاقي تؤطره القيم ولا ينبغي ان يتكيف وفق البروتوكولات الاجتماعية. هو ليس ارضاء لطرف مقابل بقدر ما هو تعبير عن ندم واعتبار من الاخطاء واستعداد لجبرها.
Habib Ouja
استاذ تعليم ثانوي تخصص تاريخ وجغرافيا. مهتم بالشان الثقافي مغرم بالتصوير الفتوغرافي وبتوثيق التراث
72 نقاط السمعة
4.48 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
0
الملاحظ كما ذكر بعض الاخوة والاخوات ان تراجع التفاعل مع مضمون معين ليس وليد العزوف عن ولوج المواقع خلال شهر رمضان بقدر ما هو مرتبط بتغير نوعية المضامين التي تلائم المشاهدين خلال هذه الفترة وبالتالي على صانع المحتوى ان ينخرط في "الموجة الرمضانية" وهذا مستبعد او انه يداوم على نشره المعتاد دون الرفع من سقف الانتظارات وفي كل الاحوال الاحوال عليه باختيار الوقت المناسب للنشر فاوقات الذروة تتغير في شهر العبادة
الحل في استرجاع مؤسسة الزواج لقواعدها القيمية وهذا يتحقق داخل الاسرة اولا بعدم النظر له باعتباره مشروع "استثماري" يتطلع من خلالها الشاب ذكرا او انثى الى تحقيق طموحات مادية فكثير من الزيجات افسدتها الاطماع ثانيا بغرس روح المسؤولية في ابناءنا فالزواج هو علاقة تقوم على اساس تحمل كل طرف فيه مسؤولياته فللاسف اصبحت كثير من حالات العنوسة اختيارية لعدم تعود بعض الشبان على تحمل المسؤولية اطلاقا .
منذ القديم استهدف العقل وعانى صاحب المعرفة فقد كان سقراط شقيا في محيطه وحمل هموم عصره حتى انتهى به وعيه الى الاعدام. كما اكد المتنبي على معاناة العالم بالامور فترك لنا بيتا من الشعر سبق به عصره ذو العقل يشقى في النَعيم بعَقلِه وأَخو الجهالة في الشقاوة ينعم ولكن يبقى الوعي بمرارته ارقى من حلاوة الجهل
ارضاء الاخرين متطلب اخلاقي ولكنه لا ينبغي ان تكون له الاسبقية على ارضاء الذات (ومنها الضمير والحاجيات والطموحات ) فكثير من الاشخاص يدفنون احلامهم وطموحاتهم باسم التضحية فتتحول هذه القيمة الى سبب للفشل. عدا ذلك فان حصر النفس داخل بعض قوالب الحيف الذي يصنعه المجتمع مثل قبول الاخت بارضاء اخوتها الذكور عبر التنازل عن بعض حقوقها او خدمتهم دون مراعاة لمعاني تساوي الحقوق والواجبات يمثل هدما لشخصية الفرد المضحي في غير موقع التضحية.
العبارة صادمة لكن لا يوجد لفظ ادق يعبر عن ذلك السلوك. صحيح اننا نتحدث عن طفل والغالب على سلوكه العفوية والبراءة ولكن هذا الكائن الرقيق يمتلك قدرا من الذكاء يكتسبه من الملاحظة والتخزين لسلوك الكبار وردود افعالهم. لا ينبغي ان نستهين بهذه المرحلة العمرية فعلى تراكماتها ستبنى شخصية الرجل او المراة والتربية السليمة تكون بالمراوحة بين اللين والصرامة
اظهار الطفل غضبه واعلان كرهه لاحد ابويه ليس تصرفا مجانيا حسب رايي فرغم طبيعة المرحلة العمرية التي تغلب عليها البراءة الا ان هذا الكائن الوديع يتحول الى "مبتز" ماهر لوالديه "يقايض" المشاعر بالمكاسب ويؤذي اذا منع مما يريد والتغاضي عن ذلك السلوك يؤدي الى التمادي اذا لاحظ الطفل ضعف والديه او احدهما تجاهه. فلا بد من مواجهة ذلك بعدم الرضوخ مع ضرورة ظهور الاباء بمظهر القدوة لان الابناء يتعلمون من المحيطين بهم.
هذا التفكير الخطير يندرج في اطار السلوك الاستهلاكي الذي رسخته منظومة الراسمالية العالمية التي لاهم لها سوى الترويج والربح وتعول في ذلك على اذرع الاعلام والسياسيين. المسألة ليست سلوكا فرديا بل توجه جماعي يظهر وكانه يستشرف الفناء فينغمس في المتع بمختلف انواعها دون ان يقيم حساب للطوارئ وقد نسب لامرئ القيس بيت يحمل المعنى وان اختلف الاطار: "اليوم خمر وغدا امر"
مهما كان الاحتراز والاحتياط شديدا فان احتمال تعرض الشخص للخداع يبقى احتمالا قائما هذا على مستوى العلاقات وعلى مستوى المعرفة. فمن ناحية العلاقات يكون تجنب الامر اسهل لان المبدا هو الحذر قبل بلوغ الثقة فهناك مسافة امان زمنية اما المعرفة فخلاف ذلك حسب قناعتي فكل معلومة لا تتعارض مع المنطق يؤخذ بها في انتظار ما يدحضها
للاسف اصبح العرف الاجتماعي يثمن معايير جديدة للتعامل بين الافراد اساسها الثروة والسلطة فالمال يجلب الاحترام لصاحبه ويشتري له العفة وفاقده منبوذ واستحضر قول الامام الشافعي: رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مالٌ ومن لا عنده مالٌ فعنه الناس قد مالوا رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهبٌ ومن لا عنده ذهبٌ فعنه الناس قد ذهبوا رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة ومن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة