منذ فترة انتشرت جمل كنعيم الجهل وجحيم الوعي كترند مضحك على السوشيال ميديا من أجل التسلية، ولكن لو تعمقنا به لوجدنا أن معناه معبر حقيقة ويوجه الأنظار لتساؤل هام حول حال الإنسان في كل وضع من بينهما ما بين الوعي والجهل، فمن جهة يرى البعض أنه كان أسعد وأكثر تفاؤلًا حينما كان جاهل بكثير من الأمور وحقائق الحياة، ومن جهة يرى البعض الآخر أنه كان يتعرض للاستغلال بسبب جهله، والآن بعدما وعى بما يحدث حوله أصبح أكثر قدرة على حماية نفسه وتحجيم أهدافه، ولكن في المقابل أصيب بخيبات كثيرة. فأي من وجهتين النظر ترون أنها الأصوب؟
أيزداد الإنسان شقاء كلما زاد وعيه أم يكون أكثر عرضة للاستغلال كلما زاد جهله؟
منذ القديم استهدف العقل وعانى صاحب المعرفة فقد كان سقراط شقيا في محيطه وحمل هموم عصره حتى انتهى به وعيه الى الاعدام.
كما اكد المتنبي على معاناة العالم بالامور فترك لنا بيتا من الشعر سبق به عصره
ذو العقل يشقى في النَعيم بعَقلِه
وأَخو الجهالة في الشقاوة ينعم
ولكن يبقى الوعي بمرارته ارقى من حلاوة الجهل
ولكن يبقى الوعي بمرارته ارقى من حلاوة الجهل
وهل بالفعل الإنسان قادر على تحمل تبعاته؟ معرفة بعض الحقائق قد تهدم حياة إنسان لا يمتلك رفاهية أو قدرة على إعادة بنائها من جديد. إذا كان الإنسان يعيش مطمئنا مستقرا في حياته ولو على أساس جاهل بحقيقة ما يحدث حوله أليس من الأفضل أن يبقى كذلك؟
التعليقات