رحيل الماضي وبينما كنتُ أعدو باتجاه الشمس، التي طفقت تميد غاربة نحو البحر. فهمَّت تلملم ما بقي من نسيج خيوطها الوردية الملقاة كوشاح شاحب فوق جسد الماء البارد. ثم خلّفت وراءها أشباحاً سود، راحت تلاطم الأمواج الهائجة لتلقيها جثثاً ممددة على رمال الشواطئ. ففي تلك الوهلة الرهيبة، المترنحة بين تململ الضوء وولوج الظلام. تلفّت وبي شغف لأرى ماضي الأمس، فأفتش في الذكريات الغابرة عن قبس أو عن ظلمة، عن فرح أو عن كآبة. فرحتُ أحدق في ما خبا وما اختفى
14 نقاط السمعة
853 مشاهدات المحتوى
عضو منذ
بقايا عمر
بَقَايَا عُمْر هُناكَ... أَمْضِي بَعِيدًا وَحْدِي... أَبْحَثُ عَنْ ذَاتِي وَعَنْ بَعْضِ أَحْلَامِي، عَنْ حِكَايَةٍ أَبْتَدِئُ بِهَا، أَوْ لَا أَبْتَدِئُ. فَتَذُوبُ مُخَيِّلَتِي وَتَتَنَاثَرُ فِي الهَوَاءِ، وَتَذُوبُ حِكَايَتِي فِي رَأْسِي وَفِي أَفْكَارِي، كَمَا الثَّلْجِ فِي نِهَايَاتِ الشِّتَاءِ. أَهْمِسُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَبْحَثُ مِنْ جَدِيدٍ، عَنْ فَرَحِي وَعَنْ أَجْنِحَتِي، عَنْ مَاضِي العُمْرِ الَّذِي مَضَى سَرِيعًا مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَطَارَ إِلَى السَّمَاءِ... طَارَ كَطَائِرٍ غَرِيبٍ، طَارَ وَحَلَّقَ بَعِيدًا عَنِ الأَحْدَاقِ، وَاخْتَفَى وَرَاءَ السُّحُبِ وَالضَّبَابِ. عُمْرِي بَعْضُهُ بَقِيَ فِي جَسَدِي، كَوَرَقَةٍ تَسْبَحُ، ثُمَّ تَتَمَايَلُ، ثُمَّ تَغْرَقُ
حديقة الحب
حديقة الحب الحب في أن تقول لمن تحب كلمات، ترفعه فيحلق عالياً وأن تجعل قلبه مثل حمامة، ترفرف فوق حديقة العشاق. والحب مدرسة تحتوي على كل الكتب الثمينة والمجلدات. فأنت تعشق القراءة حتى الجنون. ليس الحب كلمات بالمعشوق تأخذه في حلم جميل. ثم تتركه يهو حتى الموت. بل أن تحمله بيدين ناعمتين وان تحتضنه حتى ينام... والحب كالثلج النفناف، يتساقط على قلبك فيجعله قطنا ناصع البياض، فترتوي من قطراته حتى الإكتفاء لا تخف من الحب لأنه كالزهرة تحلق برأسها في
صور خفية
صُوَرٌ خَفِيَّةٌ بقلم: عبدو بليبل ما نَحنُ إلَّا صُورَةٌ أَثِيرِيَّةٌ لِحَقِيقَةٍ تُحَدِّقُ بِنَا، فَلَا نُدْرِكُ وُجُودَهَا، لِأَنَّنَا نَسْبَحُ فَقَطْ عِندَ شَوَاطِئِهَا البَعِيدَةِ. وَمَا نَحنُ إِلَّا ظِلٌّ يَسِيرُ خَلْفَ الأَصْلِ، نَقِفُ عِنْدَمَا يَقِفُ، وَنَمْشِي عِنْدَمَا يُومِئُ إِلَيْنَا بِذَلِكَ. وَمَا أَعْمَالُنَا إِلَّا وَهْمٌ ظَاهِرٌ لِحَقِيقَةٍ مُتَخَفِّيَةٍ وَرَاءَ لُحُفِ الحَيَاةِ، الَّتِي لَا تَقُولُ كَلِمَةً قَطُّ، بَلْ تَهْمِسُ هَمْسًا مِنْ خِلَالِ عَنَاصِرِهَا المُتَوَاجِدَةِ حَوْلَنَا، وَبِأَشْكَالٍ مُخْتَلِفَةٍ. الحَيَاةُ تُطِلُّ عِنْدَمَا تُرِيدُ، وَتَخْتَفِي كُلَّمَا هَبَّتْ عَاصِفَةٌ هَوْجَاءُ، لِتَخْتَبِئَ خَلْفَ سِتَارِ المَادَّةِ، وَتَبْتَسِمَ كُلَّمَا أَرَادَتِ الِابْتِسَامَ. نَمُدُّ