في استطلاع أجرته The Independent على أكثر من 9000 شخص من 8 دول، استمع المشاركون لأغاني بشرية وأخرى مولدة بالذكاء الاصطناعي وكانت النتيجة صادمة، حيث 97% لم يتمكنوا من التفرقة بينهما. هذا الرقم يضعنا أمام مفارقة غريبة. فبينما يتكرر الحديث عن أن الذكاء الاصطناعي يقتل روح الفن ويجرده من إنسانيته، يثبت الواقع أننا لا نستطيع حتى معرفة الفرق عند السماع.

قد يكون السبب أن علاقتنا بالفن ليست فقط مبنية على الجودة، بل على القصة خلف العمل أو على الشخص الذي يقف خلف الميكروفون والتجربة التي نحسها حتى قبل أن نسمع النغمة الأولى. لكن عندما تختفي هذه الخلفيات ولا يبقى أمامنا سوى المنتج النهائي، يبدو أننا نتعامل معه بدون تمييز عن الذكاء الاصطناعي.

هذا الوضع يجعل فكرة روح الفن نفسها موضع إعادة تفكير. إذا كان الذكاء الاصطناعي قادر على إنتاج أعمال لا تختلف في أذن المستمع العادي فقد نكون أمام مرحلة جديدة يصبح فيها الفن أقل ارتباطا بالمبدع وأكثر ارتباطا بالناتج. مرحلة تتغير فيها تعريفات الأصالة والموهبة والإبداع بشكل تدريجي دون أن نلاحظ