في الوقت الذي تتجه فيه كبرى الشركات الغربية مثل OpenAI وغوغل وميتا نحو إغلاق نماذجها للذكاء الاصطناعي، وحمايتها خلف جدران مشددة من القيود، يلوح في الأفق مسار مختلف تمامًا قادم من الصين. فهناك تتبنى الحكومة نفسها سياسة دعم نماذج مفتوحة المصدر، في محاولة لبناء بيئة تشاركية تسمح للمطورين حول العالم بالمساهمة في تطوير الذكاء الاصطناعي.
هذا الانفتاح لا يخلو من الجاذبية؛ فهو يَعِد بتسريع الابتكار، وتوزيع القوة التكنولوجية خارج نطاق الشركات العملاقة، بل وربما تمكين دول ومجتمعات بأكملها من استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم، والصحة، والاقتصاد المحلي، دون دفع تكاليف باهظة.
لكن الوجه الآخر لهذا الانفتاح يثير قلقًا متزايدًا. إذ أن إطلاق العنان لنماذج مفتوحة المصدر قد يعني أيضًا فقدان السيطرة على كيفية استخدامها، أو من يستخدمها، أو في ماذا تُستخدم. ومن دون رقابة فعالة، يمكن أن تصبح هذه النماذج أدوات لنشر المعلومات المضللة، أو اختراق الخصوصية، أو حتى تسليح الذكاء الاصطناعي في مجالات ضارة.
هل ترى أن النماذج المفتوحة تمثل طريقًا نحو مستقبل تكنولوجي أكثر ديمقراطية، تُوزع فيه القوة بين الجميع؟ أم أنها مجازفة قد تفتح أبوابًا لا يمكن إغلاقها؟
التعليقات