مازلنا نرى الصراع الذي يحدث بين المتصفحات إلى يومنا هذا وتتزايد الحاجة إلى متصفحات ويب جديدة تجلب معها ميزات مبتكرة وتجارب مستخدم محسنة، أحد المشاريع الجديدة البارزة هو متصفح Ladybird، الذي يجذب الانتباه بتمويله الذي بلغ مليون دولار وتطويره بقيادة مؤسس GitHub السابق ومديرها التنفيذي الحالي، فهو ليس مجرد متصفح تقليدي بل مشروع مفتوح المصدر يهدف إلى تقديم تجربة تصفح سريعة وآمنة مع التركيز على كفاءة الأداء والتخصيص، ويتميز المتصفح بمحرك عرض خاص يدعم المعايير الأساسية للويب، مع ميزات مثل حجب الإعلانات بشكل مدمج ومنع تتبع الطرف الثالث لتعزيز الخصوصية، كما يمكن للمستخدمين تخصيص واجهة المتصفح وإضافة الامتدادات لتلبية احتياجاتهم الخاصة، ويتطور Ladybird بفضل دعم مجتمع المطورين، مما يجعله منصة تعليمية للمساهمين الذين يرغبون في فهم أساسيات هندسة المتصفحات، وبالرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها في منافسة المتصفحات الكبرى مثل Chrome وFirefox، فإن هدفه يكمن في إظهار إمكانية تطوير متصفح حديث ومستقل بعيدا عن هيمنة الشركات التقنية العملاقة.
ما الذي يجعلنا بحاجة للمزيد من متصفحات الويب؟
التنوع بالمتصفحات يحفز الابتكا ويضمن عدم احتكار شركة واحدة لمعايير الانترنت أو بيانات المستخدم، توفر المتصفحات المختلفة ميزات مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات المستخدمين المختلفة، وبذلك يستخدم الانسان المتصفح بحسب الوظيفة التي يدخل بها، وعدا عن ذلك، كثيرة هي المتصفحات التي تنتظر زلة من المتصفحات الكبرة كغوغل وبينغ وغيرهم لكي تدخل مكانهم في السوق وتأخذ حصتهم، وبالمناسبة غالباً ما تعطي المتصفحات البديلة الأولوية للخصوصية في زمن من المتصفحات الأساسية معدوم من الخصوصية كمل نسمع كل يوم، التنافسية بين المتصفحات أمر صحي وبرأيي يضمن تسارع التحديثات أكثر والاهتمام أكثر وأكثر
لكن مع كل هذا كثرة المتصفحات لا أرى منها فائدة حيث أن هذه المتصفحات الجديدة تظهر لفترة قصيرة ثم تختفي أضوائها، حتى أن المتصفحات المشهورة تسرق منها الأفكار و تطبقها لديها و بالتالي تبقى دائما في الصدارة، لذا في وقتنا الحالي أرى انه من الصعب منافسة المتصفحات الحالية.
بالضبط الشركات العملاقة مثل مايكروسوفت وجوجل لا تسمح لأحد بالدخول لهذا السوق، لتكون محتكرة هلذا السوق متحكمة به بكل شيء، لا تنس أننا اليوم بعصر البيانات هي أغلى من الدهب بل هي الدهب الأسود للعصر، ومحركات البحث مصدر ضخم لهذه الشركات كمصدر للبيانات وتبيعها لأكثر من جهة، وتستفيد منها بخلاف الأغراض الأخرى، لذا ولا تحلم أي شركة بأخذ قطعة من هذه التورتة
التنافس بين الشركات بإنشاء متصفحات ويب مختلفة يدفع هذه الشركات إلى الابتكار وتحسين أداء المتصفح. هذا التنافس لا يحفز فقط تطوير ميزات جديدة، بل يضمن أيضًا تحسينات مستمرة في التوافق مع احتياجات المستخدمين، والأداء العام، والأمان والخصوصية، وهو ما يصب في مصلحة المستخدمين.
فبعض المتصفحات تركز أكثر على توفير خصوصية وأمان عالي مثل Brave و Tor ، بينما تركز أخرى على السرعة والكفاءة في استهلاك الموارد مثل Opera .
مع كل هذا لازالت المتصفحات المشهورة و التي لم تذكرها في الواجهة مثل Chrome و Edge ، و بالتالي سيتم فقط تقليد هذه الأفكار الجديدة في المتصفحات المعروفة.
المتصفح المفضل لدي هو Safari ، النسخة الخاصة به على الحاسوب رائعة، وبها مميزات عديدة.
بعد ذلك أستخدم Brave أكثر من Chrome ، فلا عجب أن البساط بدأ يُسحب من تحت هذه المتصفحات المشهورة خاصة Chrome نتيجةً للسمعة الشائعة باستهلاك كمية كبيرة من حجم الذاكرة أثناء التشغيل، هل ترى ذلك حقيقيًا؟
صحيح سمعة الإستهلاك الكبير للذاكرة ليست بدون أساس، Chrome يمكن أن يكون مكثفا في استخدام الذاكرة، خاصة عند فتح عدة علامات تبويب أو استخدام إضافات عديدة، هذا يرجع جزئيًا إلى طريقة إدارة Chrome للعمليات، حيث يخصص لكل علامة تبويب وإضافة عملية منفصلة لضمان الاستقرار والأمان. ولكن، هذا النهج يمكن أن يؤدي إلى زيادة استهلاك الذاكرة، مع ذلك أعتقد أن أي متصفح يعتمد على نفس محرك Chromium الذي يعتمد عليه Chrome مثل Brave سيكون فيه نفس المشكلة.
ما الذي تقصده بأزمة، من ناحيتي أرى أنه في السنتين الأخيرة تحسنت كثيرا المتصفحات و نقصت الهيمنة التي إعتدنا عليها من طرف متصفح واحد و هذا ما أدى إلى ظهور ميزات جديدة في كل مرة.
البحث ليس مشكلة المتصفحو إنما هو أمر متعلق بمحرك البحث الذي تعتمد عليه، و الأمر أيضا يتطلب بعض المهارة في إستخدام الكلمات المفتاحية المناسبة للوصول للنتيجة التي تريد إليها، إذا كنت هذا ما تقصده فمحركات البحث يعتبر أمر آخر تماما وهو مجال واسع أيضا.
الفكرة في خلق تنوع صحي بدلا من الاحتكار الحادث. هذه أول مرة يبدأ صنع متصفح من الصفر من أكثر من 20 سنة على حد علمي. كما أنه مشروع مفتوح المصدر، ولن يتم إطلاقه لويندوز بالأساس.
بما أنه بقيادة مؤسس GitHub، فهذا ما يعطي الأمل أنه قد يتم إنشاؤه لمشاركة عدد كبير من المطورين. مهمة إنشاء متصفح مهمة صعبة ومكلفة للغاية. معظم ما تراه من متصفحات هي بالأساس معتمدة على Chromium مع بعض الإضافات. لذا سيكون من الجيد رؤية متصفح بأساس جديد، والبناء عليه.
التعليقات