حينما قرأت خبر إطلاق Devin من قبل شركة ِCognition AI وهو يعتبر أول مهندس برمجيات بالذكاء الاصطناعي رأيت أن هذا الخبر سار كالنار على الهشيم في أوساط مهندسي البرمجيات فمنهم من تناول الخبر بشكل هزلي ومنهم من تناوله على محمل الجدّ، أما أنا فلا مع هذا ولا مع ذاك، لكن أصابني الذهول من سرعة تطور التقنيات في عصرنا هذا فهذا المهندس ليس مجرد مساعد برمجيات آخر نضيفه إلى قائمة المساعدين التقليديين، بل هو زعيم اللعبة بأكملها إذ يمكنه التعامل مع مشاريع التطوير بأكملها من البداية إلى النهاية، فحل سيحلّ مكان مهندسي البرمجيات؟

الذي جعل من ديفن مطوّرا خبيرا هو تزويده بأدوات البرمجة الخاصة به، فنجد أن لديه سطر أوامر ومحرّرا للشفرة ومتصفحا للويب، أي أنه يقوم بإدارة المهام وكتابة الأكواد وإصلاح المشاكل ويجمع المعلومات من الويب ويستكشف مختلف الموارد.

حل المشاكل بشكل ذاتي اليوم بالنسبة للمهندسين يتطلب جهدا واستعانة بأدوات عدة، لكن ديفن في اختبار تم إجراؤه عليه واجه خطأ غير متوقع فلم يتراجع أو يستسلم وبدلا من ذلك أضاف بيانا للتصحيح وأعاد تشغيل الشفرة واستخدم سجلات الأخطاء لتشخيص المشكلة واصلاحها.

أما بخصوص استبداله لوظيفة مهندسي البرمجيات فهذا برأيي أمر مستبعد وكلام مستهلك، فديفن ليس مشاركا في القيادة فهو بمثابة عامل برمجي اصطناعي بالكامل، لهذا يمكن لفرق الهندسة والتطوير تفويض المهام إليه، ممّا سيتيح للمهندسين البشر التركيز أكثر على الأعمال الإبداعية والابتكار وترك الأعمال الروتينية ل Devin.