ربما مرّ علينا جميعا هذا الأسبوع خبر إعلان صفقة علنية بين ريديت وشركة غوغل تقضي ببيع بيانات المستخدمين على المنصة مقابل 60 مليون دولار بغية تدريب الذكاء الاصطناعي، والبارحة فقط مرّ عليّ خبر أن الصفقة تضمنت كذلك تغيير نتائج محرك البحث غوغل لصالح هذا الأخير، فقد لاحظ العديد من خبراء السيو وتحسين محركات البحث أن غوغل تقوم بإزاحة نتائج البحث خاصتها وتستبدلها بنتائج بحث ريديت، أي أن الصفقة بنظري هي بيع بيانات المستخدمين لتدريب الذكاء الاصطناعي لشركة غوغل مقابل إجبار المستخدمين بزيارة هذه المنصة، لكن أين المشكلة في ذلك؟

أين المشكلة، مادامت هذه البيانات ستذهب لصالح عمليات التدريب التي تحتاج لمثل هكذا نوع من البيانات كي يتم تطوير نماذج وأنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على عمل الكثير وبالدرجة الأولى إفادتنا نحن كمستخدمين أي أنه في نهاية الأمر يعود للصالح العام.

وكل هذا قائم على جودة البيانات بحدّ ذاتها فلها أهمية خاصة مع الذكاء الاصطناعي، كما أن نشر أدوات تطهير البيانات لتقييم البيانات بحثًا عن وجود أخطاء باستخدام القواعد أو الخوارزميات يعدّ أمرًا ذا أهمية قصوى لأن المخرجات يجب أن تكون جيدة مثلها مثل المدخلات، لذلك أعتقد أن عملية البيع هاته ماهي إلا خطوة أولى فقط في مسار تدريب الذكاء الاصطناعي وتطويره ولا حرج في أن يتم استغلالها في ذلك ما دامت لا تمسّ مباشرة بخصوصيات المستخدمين ولا تستغلّ في أمور غير قانونية وغير أخلاقية.