عندما كنت صغيرًا كانت جارة جدتي تزورها باستمرار وهي عجوز كفيفة فقدت بصرها في عمر الخمس سنوات وكنا نتجمع حولها ونحب حديثها بينما كانت هناك أسئلة كثيرة تدور بمخيلتي لا أتردد بسؤالي لها فأطلب منها بدافع الفضول أن تصف لي الشجرة والقطة والبحر وأن تخبرني ما هو لون العشب ولون السماء وأسئلة كثيرة جدًا كانت تجيبني عليها بصدرٍ رحب ولإشفاقي عليها كنت أحلم بأن يتم اختراع جهاز يساعدها على معرفة الأشياء والقدرة على وصفها وأن يستفيد منه كافة المكفوفين في العالم كي يندمجوا معنا ويشعروا بما نشعر به.

كان ذلك ضربًا من الخيال في زمن لم يكن الحاسوب منتشرًا فيه، لكنني لم أتخيل أن يأتي هذا الزمن بسرعة حاملاً معه تلك التقنية الرائعة باستخدام قارئات الشاشة أو المكبرات التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي لقراءة النص وعرضه على الشاشة، نعم تلك التقنية أصبحت واقعًا وأكبر مثالٍ عليها هو تطبيق Seeing AI الذي طرحته مؤخرًا مايكروسوفت والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لوصف العالم من حول المستخدم، وتوفير وصف صوتي للأشياء والأشخاص والنص.

وفي حين لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لضمان إتاحة الذكاء الاصطناعي وشموله للجميع، فإن المستقبل يبدو مشرقًا للأشخاص ذوي الإعاقة.

هل صادفتم تقنيات أو تطبيقات مشابهة لمساعدة ذوي الإعاقة؟ وهل ترون أن الذكاء الاصطناعي قادر على تغيير حياة هؤلاء الأشخاص، وتمكينهم من التغلب على العوائق وتحقيق أهدافهم بطرق كانت مستحيلة في السابق؟