ذكاء الاصطناعي، تعلم الآلة، وتنظيف البيانات هي أدوات تكنولوجية كثيرة، ولكن السؤال... كيف يستطيع الآلة أن تتوقع ما هو الترند القادم؟ وكيف يمكنها توقع الأسهم في البورصة وميعاد سحب أسهمك ومتى تشتري أسهمًا إضافية، ولماذا تنجح فيها بدرجة معقولة.

السبب هو تعلم الآلة أو (Machine Learning)، فهي السبب في كل التطور الذي نعيشه الآن. تعلم الآلة هو جزء كبير من الذكاء الاصطناعي. عادةً، يمر تعلم الآلة بعدة مراحل قبل الوصول إلى النتيجة النهائية، حيث تُقدم له مجموعة بيانات هائلة ليتعلم منها النمط السائد ويتخذ قرارات بناءً على ذلك.

كما في السؤال السابق، كيف يتوقع الذكاء الاصطناعي الاتجاهات المستقبلية وأوقات نشر المحتوى؟ يعتمد ذلك على تحليل سلوكنا على مر السنوات السابقة. على سبيل المثال، بعد تقديم بيانات لتعلم الآلة حول سلوكنا خلال شهر رمضان على منصات التواصل الاجتماعي، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلحظ زيادة في التفاعل بعد صلاة العصر والعشاء، نتيجة للراحة بعد المدرسة أو العمل ولانتهاء تناول الإفطار بعد صلاة العشاء. وهكذا، يصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على تحديد الوقت والمحتوى المثاليين وتحسين مستوى الأداء. يمكن أن تكون النتيجة مقترحًا لك مثل: "انشر البوست الساعة الثامنة بتوقيت مصر قبل مباراة الكرة وبعد صلاة العشاء" أو "انتظر يومين بعد انتهاء المباراة حتى يعود التركيز إلى محتواك".

يمكنني أن أكون متخصصًا في تطبيقات التواصل الاجتماعي، ولكن قد أفتقد إلى معلومة مثل هذه عن طريق الخطأ. يقوم الذكاء الاصطناعي بتصحيح مثل هذه المعلومات ليختار لنا الوقت والعنوان المناسبين للمحتوى ويقدم نصائح لتحسين مستوى أدائك.

أضيف، ربما مشاركة بياناتنا الشخصية ليست بالأمر الخاطئ، فلقد ساعدت معلومات مهمة مثل تلك الكثير من الشركات وليس فقط منصات التواصل الاجتماعي. ربما بياناتنا الخاصة تحمينا من تطورات التكنولوجيا الحديثة، وربما بيع معلوماتنا الشخصية في النهاية تكون منفعة لنا. فهل تعتقد أن ذلك أيضًا؟ هل هو حقا سلاح ذو حدين لا يمكن التحكم به؟ أم أنه أمر يحمل سلبياته وإيجابياته دون المساس بجانب دون الآخر؟