شركة جوجل تتيح الانضمام للاجتماعات أثناء قيادة السيارة! عبر تطبيقها أندرويد أوتو، كيف سيؤثر على تجربة السياقة؟

لا أفهم إلى أين تريد هذه الشركات الوصول فعلاً، تريد أن تبيعك منتجاً أو خدمة عند كل زاوية في حياتك، صار الأمر ووصل إلى حد القرف الصراحة، لا أرى أي غاية لهذه الأمور مهما كان الشخص مشغول، إذا كان أصلاً مشغول إلى هذه الدرجة عليه أن يتحكّم بحياته لا أن يزيدها مضغوطية، الأمر يمكن أن يصل أخيراً إذا استمرّ بهذه الحالة إلى اجتماع أثناء النوم، هذا طبعاً إذا ما أغفلنا ما يمكن أن يسبب هذا الأمر من خطورة، هناك بعض المخاطر المحتملة المرتبطة بالانضمام إلى الاجتماعات أثناء القيادة، أولاً يمكن أن يكون مصدر إلهاء حتى لو كنت تستخدم الصوت فقط، هذا ليس عذراً، أي شيء يمكن أن يكون مصدر للإلهاء حتى موسيقى السيارة، فلا تزال بحاجة إلى الانتباه إلى الاجتماع والطريق معاً وهذا كثير، بالنسبة لسلامتك على الأقل، قد يكون من الصعب القيام بذلك في وقت واحد وقد يؤدي إلى وقوع حادث. ثانياً، قد يكون من الصعب المشاركة في اجتماع أثناء القيادة، قد نواجه مشكلة في سماع المشاركين الآخرين وقد لا تتمكن من الرد على أسئلتهم أو تعليقاتهم بالسرعة التي كنا نفعلها لو كنا في قاعة الاجتماعات أو منازلنا، برأيي خدمة لا فائدة منها.

إذا كان بإمكاني أن أتوقف بالسيارة لأدخل الاجتماع فهذا وارد، رغم أن الاجتماعات أغلبها تكون منسقة بشكل مسبق، والحالات الطارئة قد تكون محدودة، لكن اجتماع مع القيادة يعني مهمتين يحتاجان للتركيز التام والتقصير بأحداهما قد يؤدي لأضرار جسيمة. لذا يمكن تقنيا تطوير نظام عبر الذكاء الاصطناعي يقيس مدى تركيز الشخص وفي حال قل التركيز أو انشغل مثلا، يكون هناك تقييد لهذه الميزة، حرصا على حياته. طبعا مهم جدا أن يكون هناك حالات معينة للاجتماع بهذه الطريقة وبخلاف ذلك لا يعمل التطبيق.

لا أجد مشكلة كبيرة في ذلك طالما عين السائق ليست مشغولة بشيء غير الطريق فمعظم السائقين يقومون بالفعل بأداء المكالمات الهاتفية والسماع للبودكاست وما شابه ذلك من أمور قد تحتاج للتركيز أثناء قيادتهم للسيارة، لكن الأمر أيضًا يتعلق بدور كل من يحضرون الإجتماع فبعض الأدوار لا يصلح لها إلا أن تكون مشاركتها عن طريق الفيديو أو في وضع ومكان يسمح لهم بالتدوين وأخذ الملاحظات، فأعتقد أن الأمر لا يمكن إتاحته للجميع لكن لبعض من يحضرون الإجتماع كمستمعين بشكل أساسي لا للمشتركين الرئيسيين فيه.

قد تؤثر هذه الطريقة على القيادة وعلى تركيز السائق

الفكرة التي قد أشير إليها تتوافق مع هذه الإشارة منكم، الحديث عن قوانين المرور التي تمنع استعمال وسائل الاتصال، كالهاتف مثلا:

منع استخدام الهاتف ليس لسبب أن السائق مضطر لحمله بيده فيصبح تحكمه مرهون بيد واحدة، المنع الفعلي يكون بسبب احتمالية فقدانه التركيز لهذا تضع القوانين شروطا لنسبة الكحول في الدم مثلا، حرصا على إبقاء تركيز السائق.

وإلا فلماذا لا يتم تغريم السائق المدخن أو الذي يحمل كوب قهوة أو غيره رغم أنه يشغل يدا من يديه، ففكرة أن غوغل وفرت خاصية التواصل دون الحاجة للهاتف أو الكمبيوتر لا يلغي السبب الرئيسي لمنع استخدام الهاتف أثناء القيادة.

 برأيي أنها صحيح تهدف إلى تحسين الإنتاجية والتعاون للأشخاص الذين يحتاجون إلى حضور هذه الاجتماعات في وقتها ولديهم ظروف طارئة تمنعهم من حضوره من خلال مكاتبهم

لا أعرف تمامًا مع الغرض من تلك الميزة، فلربما كانت للشركات غاية خفية منها ولا نستبعد هذا من رؤساء تلك الشركات المجانين. لكن لطالما كانت الابتكارات تُقدم مغلفة بالحرص على إفادة البشرية وجعلها مكان أفضل، تمامًا مثل الهدف المُعلن من تلك التقنية. لكننا كبشر -وبطبيعتهم المنتهزة للفرص- نقوم باستغلال تلك الابتكارات لأغراض أخرى غير التي صُممت لها. هنا مثلًا أتوقع أن الكثيرين سيبدأون في العزوف عن حضور الاجتماعات بسببٍ وبدون سبب لأنهم يستطيعون الانضمام إليها أثناء ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.