الواقع المختلط (Mixed Reality) هو تقنية تجمع بين الواقع الافتراضي (Virtual Reality) والواقع المعزز (Augmented Reality) لإنشاء بيئات وتفاعلات جديدة تدمج العناصر الافتراضية والحقيقية. هذه التقنية يمكن أن تفتح آفاقا جديدة للتعليم عن بعد والتجربة الواقعية، ومن أشهر تطبيقاتها التي سمعنا عنها مؤخرا نظارة ابل الافتراضية.

لنعود للتعليم، فلنتخيل مثلا أني طالب في كلية الطب، واريد أن اتعلم كيفية إجراء عملية جراحية معقدة. في الماضي، كان عليك أن تحضر دروسا نظرية وتشاهد فيديوهات أو صور للعملية، أو ربما تحصل على فرصة لمشاهدة الأطباء وهم يؤدونها في المستشفى. لكن مع الواقع المختلط، يمكنني أن أخوض تجربة أكثر واقعية وتفاعلية، حيث أستطيع أن أرى العملية بتفاصيلها وزواياها المختلفة، واستخدم أدوات طبية افتراضية لمحاكاة الإجراءات اللازمة، وأتلقى تعليقات وإرشادات من مدرب مختص. كل هذا يمكن أن يحدث في منزلي أو في أي مكان آخر، بدون الحاجة للسفر أو التنقل لمكان آخر.

ببساطة، يتم تحقيق هذه التجربة المميزة من خلال استغلال مجموعة من التقنيات المبتكرة المستخدمة في هذا المجال.

تُعد نظارات الواقع المختلط، مثل HoloLens من Microsoft، تمكن هذه النظارات الذكية الطلاب من رؤية العالم الحقيقي من حولهم، فيما تضيف له عناصر افتراضية تتفاعل بشكل ذكي وواقعي مع البيئة المحيطة.

وتأتي القفازات الحساسة (Haptic Gloves) ذات التقنية الحديثة لتكمل هذه التجربة، حيث تُمكن الطلاب من الشعور باللمس والضغط عند تفاعلهم مع عناصر الواقع الافتراضي.

أما برامج التعلم الظاهري، مثل Immersive Learning من STRIVR، فتعتمد على الذكاء الاصطناعي والواقع المختلط لإنشاء تجربة تعليمية شاملة ومشوقة. تساعد هذه البرامج الطلاب على التفاعل مع المحتوى بشكل أكثر عمقًا وفعالية، مما يجعل عملية التعلم أكثر متعة وفاعلية.

باستخدام هذه التقنيات المتطورة، يمكن للطلاب اليوم الاستفادة من تجربة تعليمية استثنائية تمزج بين الواقع والواقع الافتراضي بشكل سلس، مما يسهم في تعزيز فهمهم واستيعابهم للمواد بطريقة تفاعلية وواقعية لا تنسى و لكن كيف يمكن للواقع المختلط أن يدعم التعلم القائم على المشاريع والمشكلات والحالات في مجالات مختلفة مثل العلوم والهندسة والفن والتصميم؟ و هل يمكن للواقع المختلط أن يحل محل التعليم الحضوري في المستقبل؟