من منا لم يكن يملّ من حصص الفلسفة أيّام الثانوية! صف مادة الفلسفة لطالما كان فارغا عن بُكرة أبيه، خاصة في الأقسام النهائية، كنت أتساءل عن السبب الذي جعل الجميع يفرّ من حصة الفلسفة، لكن اﻷمور كانت واضحة للعيان، فلا أحد يفهم ما يقوله الأستاذ ولا ما يحاول شرحه على السبورة، فالمحتوى التعليمي الذي كان يقدّمه كان ثابتا ومملّا وروتينيّا بحتا، دون أيّ تفاعل يُذكر، كنت شخصيا أستغلّ تلك الحصة في إنجاز التمارين والواجبات المتراكمة، وآخرون كانوا يقضونها في اللعب واللهو والحديث الفارغ، كنت متذمرا من الفصل، أو بالأحرى من الفصول فالمحتوى المقدم في موادّ أخرى كان مملّا وليس ببعيد عن واقع الفلسفة! ومن هناك بدأت رحلتي مع العالم الرقمي والمحتوى الرقمي التفاعلي، عبر منصات إلكترونية أبرزها اليوتيوب، فلماذا يا ترى كان المحتوى التعليمي بتلك الصورة المملّة وماذا كانت النتائج لتكون عليه لو أنّ الأساتذة اعتمدوا على التفاعلية الرقمية في تقديم الدروس؟

أمثلة المحتوى التفاعلي الرقمي قد تكون كثيرة في وقتنا الحديث، نظرا للاهتمام الذي يوليه كلّ من المعلّم والمتعلّم لهذا الجانب، فنجد:

  • الكورسات الإلكترونية وتحتوي هذه اﻷخيرة على دروس مصورة ونشاطات تطبيقية وإختبارات تقييمية مثال أكاديمية حسوب
  • القصص الرقمية وتسمح للقارئ بالتركيز على سير الأحداث والشخصيات.
  • الإنفوجرافيك التفاعلية من خلال عرض البيانات والإحصائيات بشكل مرئي وديناميكي.
  • الكتب الصوتية وتضم خاصية التفاعل مع النص والإستماع إلى الترجمة أو التعريف أو المزامنة.
  • الفيديوهات التفاعلية التي تدعو المشاهد إلى اختيار خيارات مختلفة أثناء المشاهدة.

الشيء الملفت للانتباه وهو التوجه الجديد الذي وصلت إليه التقنية، عبر روبوتات تعليمية مساعدة للأستاذ، بدأ اعتمادها في دول كاليابان، من شأنها أن تعزّز من التجربة التعليمية التقليدية، وتنقل المحتوى التعليمي من عالم السكون إلى عالم الديناميكا! ما تصوّركم في حال اعتماد هذه الوسائل الحديثة في العملية التعليمية، وهل يمكن أن تستبدل الروبوتات مهنة التعليم في المستقبل؟