تقدم جيفري هينتون "الأب الروحي" للذكاء الاصطناعي في شركة جوجل باستقالته. وانضم -بهذه الاستقالة- إلى مجموعة متزايدة من المعارضين لسرعة تطور الذكاء الاصطناعي الذين يرون أننا نتسابق نحو خطر محدق.

من هو جيفري هينتون؟

أكبر ما اشتهر به هو إنشاؤه لخوارزمية الانتشار العكسي (backpropagation)، وهي أساس الشبكات العصبية (Neural Networks) المستخدمة حاليا في جميع المجالات: بدءا من أنظمة الرؤية الحاسوبية، وحتى النماذج اللغوية الكبيرة مثل: ChatGPT. حتى إن أحد طلابه هو من مؤسسي شركة OpenAI التي تعمل على تطوير مختلف أدوات الذكاء الاصطناعي.

كان هينتون يرى أن الشبكات العصبية الاصطناعية ليست محاولة مثالية لمحاكاة الشبكات العصبية الحيوية. لكنه يرى الآن أن الوضع تغير بشكل مفاجئ. تبدو آراؤه كأنها نوع من الخيال العلمي، لكن يمكن تلخيصها فيما يلي:

  • يستطيع GPT4 تخزين قدر أكبر بمئات المرات من المعلومات مما يستطيعه أي إنسان. لذلك، يتوقع أن يصل هذا النموذج لقدرات تعلم أكثر كفاءة، وسرعة من البشر.
  • ماذا عن هلاوس الذكاء الاصطناعي؟ يراها هينتون ميزة، وليست خطأ. فالبشر يختلقون أشياء طوال الوقت، إلا أن ما يختلقونه قريبا من الحقيقة. هو يرى أن هذا دليل أن الذكاء الاصطناعي يتصرف مثل البشر: يقول أنصاف حقائق، ويختلق قصصا، ويضيف بعض التفاصيل الغير دقيقة.
  • تمتاز الشبكات العصبية الاصطناعية بقدرة فائقة على التواصل، فما يتعلمه واحد منها ينتقل للبقية في لحظات. وهذا فارق كبير من الذكاء البشري، والاصطناعي.
  • أدوات الذكاء الاصطناعي قد تغدو أذكى من البشر في المستقبل القريب. يخشى هينتون من أن تتمكن هذه الأدوات من اكتشاف طرق للتلاعب بالناس، وأن يصبح لديها أهدافها الخاصة. وعبّر عن قلقه من استخدام قوى الشر لأبحاثه، واستخدامها للحروب، والتلاعب بالشعوب.

هل ترى مخاوفه في محلها؟ وهل يمكننا اعتباره تأييدا للساعين في وقف تطور الذكاء الاصطناعي؟