سئمت تبجيل الذكاء الاصطناعي وتملّقه!

لفت نظري هذا الأمر على منصات التواصل وكل مؤثر يشارك أهم أدوات الذكاء الاصطناعي بمجاله، وحتى الدورات تضيف جزء حول الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في إنجاز المهام.

ورغم أن الموضوع ارتفع عن حده، لكن لا يمكننا أن ننكر أنه يجب علينا اليوم مواكبة التطورات، خاصةً في مجال الذكاءالاصطناعي والتعمق بها ولا ضرر من الاستعانة بها لتوفير الوقت والجهد، وبالتالي أرى أنه في وقت من الأوقات سيكون هذا المجال مهارة يجب علينا تعلمها لنتمكن من التواجد على الساحة والمنافسة بقوة مع الآخرين، وهذه حقيقة لا يمكننا إنكارها، حتى لو كان ما يحدث حاليا مبالغا فيه

أظن أن تلك الفرقعة الإعلامية حول الذكاء الاصطناعي، مثلها مثل أي فرقعة أخرى، ستأخذ وقتها ثم تصاب بالخمول، إنها الآن مادة دسمة ومشوقة ومثيرة لأغلبية الناس، وهذا بسبب أنها حقاً نقلة تاريخية في تاريخ التقنية أن يقوم روبوت بالحديث معنا حديثاً تفاعلياً لحظياً بهذه الدرجة من الدقة والتخصيص..

ولكن بعد فترة سيؤول مصيرها إلى الخمول والاعتياد، مالم تحدث فيها طفرات جديدة تبقيها على الساحة النشطة مرة أخرى.

المتخصصون في التقنية يقولون بأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقوم بالرد على كل المواضيع بلا تخصص واضح هي نماذج ضعيفة معلوماتياً ولا يمكن أن تتطور تطوراً كبيراً في الوقت الراهن، مشيرين إلى أن النماذج المتخصصة قد يكون لها فرصة أفضل في التطور في القريب العاجل إذا ما استقت معلوماتها من متخصصين في المجال وتعاملوا معها بشكل مباشر بدلاً من عشوائية المستخدمين العوام.

أي أننا ربما نشهد نماذج متخصصة في البرمجة، وأخرى في التصميمات، وأخرى في الإدارة، وهكذا.

وعندئذ سيكون كل نموذج منهم معداً للعمل مع أشخاص من نفس المجال وبالتالي فمن المحتمل أن يصبح وسيلة مساعدة لأصحاب المجال من المتخصصين أنفسهم وليس وسيلة لأصحاب المشاريع للاستغناء عن المتخصصين.

ولكن الجدل كثير في هذه المواضيع وهناك أشخاص تتخيل وتكتب خيالاتها في صورة مقالات إخبارية وتطرحها كحقائق! فالتثبت واجب في هذه الفترة تجاه أية أخبار يتم تداولها منعاً لانتشار الزيف والخداع!