للصور المولَّدة بالذكاء الاصطناعي طابع مختلف، رغم أنّها مميزة من الناحية التقنية، إلّا أنّها تتميز بثيمات من الوحدة، التجرُّد والسطحية. هذه الصور تفتقد إلى اللمسة والسياق الإنسانيين، والمعنى الذي يشكّل فهمنا للواقع.

أجرّب عادة انشاء الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، عندي قناة أنشرُ فيها هذه الصور على أبيات شعرية عربية قديمة، لأنّ الثيمات الصحراوية لا توجد بشكل كبير في الصور العادية على الإنترنت.

أثناء عبثي مع هذه الخواص، أرى تجربتي تشوبها مشاعر مختلفة، الصور تصوّر بعض التعبيرات البشرية والعواطف، لكنّها تفتقر للتاريخ، الهويّة والعلاقة بالعالم. حتّى مع نفس العناصر والثيمات الكئيبة، اللوحات البشرية تبدو أكثر حيوية.

هذا طبيعي، الصور مولَّدة باستخدام أنماط احصائية بدلًا عن تجارب تحتوي على التجارب الإنسانية، فتراها تخلط بين العناصر المألوفة وغير المألوفة بطريقة عشوائية، لكنّها توهمنا أنّها مفهومة لنا.

لهذه الصور طبقات مختلفة من التساؤلات الاجتماعية، تخيّل أنّك ترى شخصًا سعيدًا، ولا تعرف أنّه مولّد باستخدام الذكاء الاصطناعي، تخيّل أن ترى مكانًا يبدو كجنّة من الجنات، ولا تعرف أنّه جمع وخليط لأنماط احصائية لأمكنة مختلفة، هذا النوع من الصور يمكنه أن يجرِّئنا على اهمال واغفال التجارب الإنسانية الأصيلة.

أعني أنّه سيجعلنا أقل رغبة بالتعلّم عن الأمكنة والأشخاص الحقيقيين، يجعلنا أكثر تحيّرًا عن الواقعي والصحيح، عن الجيّد والسيء، يجعلنا أكثر جرأة على إهمال البحث عن معاني الصور، تاريخها وأعرافها وتقاليدها.

الصورة للمقال مولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي. تراها خليط من النمط البدوي الصحراوي، الشماغ الخليجي، الاختلاط مع النساء، لكل هذه العناصر تاريخ وعراقة، لها أعراف وتقاليد، هكذا أعني أنّ صور الذكاء الاصطناعي تجرّئنا على الأصول المجتمعية.