أوّل ما يَخطر ببالنا حينما نسمع مصطلح الدّينار الرّقمي أنّه مثلُ باقي العملات الرقمية المعروفة التي تستخدم تقنية البلوكشين، لكنّ الحقيقة خِلافُ ذلكَ تماما! 

الدّينار الرّقمي الجزائري هو عبارةٌ عن عملة رقمية ويطلق عليها بالإنجليزية ب Central Bank Digital Currency، سيتمُّ إصدارها من طرف البنك المركزي الجزائري وتحملُ هذه الأخيرة نفس خصائص العملة النقدية والورقية، وقد تعتمدُ على تقنيات التّشفير التي تستخدم في العملات الرقمية مثل البلوكتشين، وهذا ما جعلني أبحثُ عن مميّزات هذه العملة الرقمية الجديدة، فوجدتُ أنّ العمليات التّجارية والتحويلية، الدّفعُ والتّبادل الإلكتروني للسّلع والخدمات ومختلف العمليات الإلكترونية لا تحتاجُ إلى بنوك وسيطة بين البائعِ والزّبون مثل ماهو الحال مع التّعاملات التٌّقليدية فكلُّ العمليات تمرُّ عبر البنك المركزي.

والجديرُ بالإشادة هنا أنّ كلّاً من العملة النقدية والرقمية مرتبطان بسعر الصّرف لعملة الدّولة وستكون له آثارٌ مهمّة تُجاه السّوق السّوداء وستزيدُ من حركيّة التّعاملات الإلكترونية والرقمية وستعود بالفائدة للمتعاملين الاقتصاديين والزّبائن والإقتصاد المحلي على حدٍّ سواء، أمّا عن استخدام هذه الأخيرة فسيكون محدودا عبر الحواسيب والهواتف الذكية ويهدف أساسا لتقليل التّعاملات الكلاسيكية مع ضمان الحماية والأمان الذي تكفَلُه الدّولة عبر بنكها المركزي.

أمّا عن رأيي الشّخصي في سياق هذا الموضوع، فمِثلُ هاته المشاريع تستغرقُ سنواتٍ طويلة لتجسيدها، وربّما لعقودٍ من الزّمن، في نفس الوقت هي خطوة جيّدة لتقليل استعمال الأوراق والقطع النّقدية، ويبقى الفارق الجليُّ في الدّينار الرّقمي والعملات الرقمية المعروفة كالبيتكوين وغيرها أنّ هذه الأخيرة تعتمد أنظمة لا مركزية، بينما الدّينار الرّقمي سيكون بديلا فقط للدّينار الورقي والنّقدي تحت حماية ووصاية البنك المركزي الجزائري، أظنّها خطوةً بالغةَ الأهمية، لكنّ ما يحزُّ في نفسي هو تدهور العملة المحلية نتاجَ التضخُّم الذي تشهدهُ دولنا العربية ممّا أثّر سلبا على جيبِ المواطن العربي، وحصرَ إقتصاد هاته الدّول بإرتفاع وإنخفاض أسعار النّفط والبترول، فهل سيكون لهذه المعاملات الجديدة دورٌ في تحسين الاقتصاد أم أنّها ستبقى حِبرًا على ورق وحبيسةَ التّضخيم الإعلامي الذي لا طائل منه.

ما رأيك في فكرة الدّينار الرّقمي أو الجنيه والدّرهم والرّيال الرّقمي كمزايا وعيوب؟