في عالم سيطرت عليه التكنولوجيا كليًا، فلا استغناء عنها إطلاقًا في أي مجال في حياتنا. ولعلنا نتيقن تمامًا بأن الجيل الحالي من الأطفال والجيل المقبل سيرى العالم بشكل مختلف تمامًا عما كنا نراه. فإن تحدثت عن نفسي كمثال، في نعومة أظفاري لم يكن الهاتف الذكي هو وسيلة لتهدئتي عندما أبكي بل لم تكن الهواتف الذكية متوفرة أصلًا ... فكان معظم الوقت الذي يُقضى كصبي يكون بين الأصدقاء والعائلة والقراءة وممارسة الهوايات ككرة القدم .

لا يمكننا أن نغفل دور التقنية في تسهيل حياتنا اليومية وفتح الكثير من الوسائل الترفيهية حتى للأطفال وغيرهم، كل شيء أصبح أسهل وأسرع، لكن .. لنكونَ صريحين، فقد قضت التقنية على طفولة الكثير من الجيل الحالي وأثرت بشكل سلبي على عدة أشياء كطاقتهم على التركيز على شيء محدد لفترات طويلة أو حتى حياتهم الاجتماعية وتكوينهم لأصدقاء حقيقيين وقدرتهم على التعامل مع الناس في مختلف صور وأشكال الحياة ، فهل ذلك الحال مع الأطفال والجيل الصغير فقط أم معظم الجيل الحالي ؟ 

كما استطاعت التقنية التأثير سلبيًا .. فستستطيع بالتأكيد التأثير إيجابيًا على بناء جيل واعٍ من الشباب، لكن كيف نستخدم التقنية لبناء جيل واع ؟ وما دورنا كمهتمين بجديد عالم التقنية ومساهمين في تغييره من مبرمجين ومصممين ومختلف المهتمين بالمجالات الأخرى من أجل جعل استخدام التقنية أرقى ؟ لا أقصد هنا تطور الأدوات فقط ... بل جعل التأثير على المجتمع سلبًا أو إيجابًا عنصرًا من عناصر اتخاد القرار قبل العمل على مشروع جديد أو إطلاقه .