قبل حوالي سنتين طرحت ابل شريحة M1 الثورية, هذه الشريحة احدثت قفزة نوعية في مجال الحواسيب المكتبية واللابتوبات. القصة باختصار انها قامت بجلب تقنيات الهواتف الذكية التي تتميز بالكفاءة العالية باستهلاك الطاقة ووضعتها في الحواسيب المكتبية, والنتيجة لابتوب (MacBook Air ) بمواصفات قوية واستهلاك قليل للطاقة بحيث قد تدوم ليوم كامل او اكثر وكذلك دون الحاجة لوجود مروحة( macbook pro يحتاج لمروحة). لم تكتفي ابل بذلك بل قامت بتطوير هذه الشريحة واصدار نسخ اقوى M1 max و M1 Pro و M1 Ultra الاخيرة قوية جدا ومخصصة للديسكتوب وتنافس اقوى الاعتدة وبسعر اقل مقارنة بهم.

M1 ليس مجرد معالج كمعالجات انتل او AMD بل تضم بالاضافة للمعالج الرام ومعالج الرسوميات ومعالج الشبكات العصبية(للذكاء الاصطناعي) وغيرها, هذه الشريحة تنتمي لفئة SOC اي النظام داخل الشريحة.

طيب لماذا نجحت ابل دون غيرها؟ لما لم تقم شركة مايكروسوفت بهذه الخطوة؟

مايكروسوفت كانت سباقة بهذا المجال قبل ابل بـ 8 سنوات فقد اطلقت نظام Windows RT الذي كان يعمل على معالجات ARM ولكنها كانت تجربة فاشلة اذ انه انتهى بحلول سنة 2016. سبب الفشل انه نظام ضعيف ولا يُمكن من تشغيل البرامج الموجودة على نظام الوندوز العادي وبالتالي فقد اهم ميزة واصبح كأنه نظام جديد او نظام محدود.

بينما شركة ابل كان لها ستراتيجية جيدة, الحواسيب الجديدة التي تعمل على M1 بامكانها تشغيل البرامج القديمة وذلك من خلال Rosetta 2 وهو برنامج محاكي Emulator يستخدم لتشغيل البرامج المكتوبة على معالج انتل لتعمل على الشريحة الجديدة وبالتالي المستخدم لن يفقد برامجه السابقة(بالاضافة لعدم توفر نسخة تعمل على M1) ولن يشعر بفرق كبير, ولكن ابل قامت باكثر من ذلك فعمل برنامج محاكي لتشغيل البرامج سيجعلها بطيئة وللتغلب على هذه المشكلة قامت بدعم المحاكات بالهاردوير اي خصصت قسم من الشريحة لدعم المحاكاة Hardware accelerator (التفاصيل الدقيقة لهذه العملية غير واضحة حسب بحثي عنها). 

ابل شركة رائدة بتصميم رقائق الهواتف الذكية منذ اكثر من 15 سنة بعكس مايكروسوفت التي تعثرت بهذا المجال وانتهت تماما منه, اضافة لذلك مايكروسوفت تنتج نظام وندوز لكي يعمل على منصات هاردوير من شركات مختلفة وبالتالي هناك تشتيت للجهود بعكس ابل تحتكر تصميم وتقديم الهاردوير والسوفتوير للمستخدم النهائي.