أتسائل أحيانًا، هل سمعة تيك توك حقيقية؟ أحقًا ما يُشاع على خوارزمياتها من أنّها دقيقة، تتعلّم بشكل مستمر، ومهندسة لدرجة يمكن أن تتوقَّع الكائن البشري المعقّد؟ أم أنَّ هناك تفسيرات أبسط، ربما البشر يمكن تصنيفهم إلى أصناف واسعة بشكل متوقَّع، ربما تحرّكهم نفس المحرّكات والحوافز؟

أزداد حيرة حينما أبحث عن “TikTok Thinks I’m” على تويتر، فأرى الناس يشتكون من أن خوارزمية تيك توك تقترح لهم أشياء غير دقيقة، فتارة تظنّهم مدمنين المشروبات الكحولية، وتارة تظنّهم مُصابين بالتوحّد.

الذي أتوصَّل له من هذا، هو أنَّ خوارزمية تيك توك جريئة، تقترح بعض الأمور التي تمسّ المستخدم بشكل طفيف، وترى تفاعله معها. إذا رأتنا نصغي لفيديو عن اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ADHD ستعيد اقتراحه مرّات أكثر.

في تعليقات مثل هذه الفيديوات التشخيصية، تجد بعض الناس يصدّقون ما قصّه عليهم "التيك توكر" من أعراض المرض، ويقولون "وأخيرًا عرفت الذي يجري لي"

مشاركة بعض الأمراض في تيك توك قد تكون سمة جيَدة، فبيئة الاعتراف بالضعف ومشاركة الأمور الخاصة، ستكون أفضل للصحة النفسية ممّا لو قارناها ببيئة الانستغرام التي تعتمد على اظهار الصور المثالية، بعبارة أخرى، تيك توك يساعد على تقليل الوصمة المجتمعية لبعض الأمراض.

حتى الكاميرا في تيك توك قريبة على وجه المستخدم، فيها نوع من الحميمية التي تشجّع هذا الجو من الاعتراف، وفوق ذلك صاحب الفيديو من الغرباء الذين يسهل معهم مشاركة مثل هذا النوع من المعلومات.

المشكلة تكمن في التوسّع في مثل هذه التشخصيات، لو شاركت تشخيصا عن "المرحلة البرنسيسة" التي لا تهتم فيها لكل شيء من حولك، وتركّز على نفسك، لن يضر هذا الكثير من الناس، لأنّه هراء.

لكن تشخيص بعض الأمراض الجدية، في فيديو طوله 60 ثانية، قد يجعل صانع الفيديو يبدو واثقًا من كلامه، لن تكتشف الكثير من الأخطاء عمّا يقول، ولن تجد "وجهة النظر المعارضة" لما يطرح. عكس الذي يحصل لك مع الطبيب، حين تقترح عليه تشخيصا لحالتك قد وجدته على جوجل، فيبيّن لك اختلاف هذا المرض عنك، أو يقول أتقارن شهادتي ببحث جوجل؟ :p