في الصين هناك رقابة صارمة من الحكومة على ما يُكتب، حُظِرت كلمة ""ووهان" من المنصّات الاجتماعية في بداية شيوع فايروس كورونا، فقام الناس بكتابة "ووه" اختصارًا تعبيرًا عن المدينة، ثمَّ عرفت السلطات هذه الخدعة فأضطرَّ الناس للتعبير عن المدينة بصفاتها في محادثاتهم.

ليست الصين وحدها في ابتكار هذا الحجب، الكثير من الأنظمة تلجأ لمثل هذه الطرق لفرض النظام ومنع استخدام بعض الكلمات التي تهدِّد الأمن أو تؤثِّر على مظهر الحكومات.

الشركات التقنية الكبرى بدأت تلجأ لمثل هذا الحجب من خلال منع بعض الكلمات. والعقوبات على استخدامها تكون عادة الحظر، وإن لم يُحظَر الحساب فهذا سيجعله معاقبًا من الخوارزميات ويقل ظهور حسابه، وهذا بمثابة قُبلة الموت لمن يملك حسابًا مشهورًا.

هذا يجعل روّاد هذه المواقع تغيِّر بعض الحروف لتلتف حول هذا الحجب، لعلّكم لاحظتم "اليه*د" بدلًا من اليهود، والـ "ش$اذ " بدلًا من الشواذ وغيرها من الكلمات.

كلّما زاد شدِّة الحجب، وجدت الناس طريقًا يلتفون به حول هذا الحجب.

الكثير من الحسابات في تيك توك تستخدم الكلمات المُموهَّة للتعبير عن المواضيع المثيرة للجدل، فالكثير من المصطلحات ظهرت بعد فايروس كورونا، وحتى بعض المجتمعات التي تناقش فكرة الانتحار اصبحت تستخدم كلمات مثل "فكرة كونك عديم الحياة"

كيف تُحل هذه المشكلة برأيكم؟

أوّل الخطوات برأيي أن تُبدَّل الأنظمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تعيين الكلمات المحجوبة إلى بشر حقيقيين، يعرفون ما يفعلون.

مهما اختلفتَ مع الكائن البشري في سبب قراره، في النهاية سيكون عنده وجهة نظر لما فعل. هذا لا يحدث مع الخوارزميات والذكاء الاصطناعي، حتّى مهندسي هذه الخوارزميات لا يفهمون أحيانًا سبب قلّة تقييم بعض المنشورات دون غيرها.

جعل البشر يُديرون هذه العملية يعني أن تصرف تلك الشركات الكثير من الأموال، وهذا ما لن يحدث، الأسهل عند الشركات الكبرى أن تستعمل الذكاء الاصطناعي وأقل كمية ممكنة من العمالة البشرية المُكلفة.

وجود البشر في إدارة هذه المهام يعني أنّ التركيز الأصلي لن يكون على حظر الكلمات بقدر ما يكون على تشجيع المساهمات الجيّدة والإبداع المشترك.

العمالة البشرية ستكون أقل كلفة في المجتمعات الصغيرة، لهذا هي أكثر مرونة من ناحية الموضوعات المثيرة للجدل. وعلى أبسط مثال، ما يوجد هنا في حسوب I/O لا أتذكّر أنِّي قُمتُ بحذف الكثير من المساهمات في الشهر الأخير في المجتمعات التي أديرها، لأنّها المساهمات لم تكن تستوجب ذلك أصلًا.