شركة أبل هي أكثر شركة تتمتع بولاء زبائنها وعملائها، رغم أن لها تاريخ طويل من الخداع والإحتكار لهؤلاء العملاء، ينبغي أن نفهم ما تفعله أبل بالضبط.

من المعروف أن سعر منتجات شركة أبل مرتفع بشكل كبير عن باقي المنتجات، والأمر ليس له علاقة بالجودة إطلاقا، ولكنه تسويقي بحت، إن أبل لا تبيع فقط المنتج بل هي تبيع رغبة عملائها في الشعور بالتميز والاختلاف وبأنهم يملكون منتجا لا يمكن للجميع شرائه مهما أدعوا أن الأمر عكس ذلك، فمن الناحية التقنية يعتبر الأيفون جهاز ليس قويا وممل نسبيا مقارنة بالأجهزة الأخرى.

 لا تتعجب أن بعض الناس على استعداد لدفع مبالغ طائلة فقط للشعور بالتميز وأنهم مختلفون، فطبقا لعلماء النفس فالاحتياجات والدوافع الإنسانية هي المحرك الأساسي للبشر على كل المستويات سواء المادية أو الإجتماعية، على كل فإن أبل ترفع قيمة منتجاتها لتستهدف فئة معينة من الناس.

وهذه الفئة تحديدا على استعداد لدفع مئات الدولارات كل بضعة اشهر من أجل شراء الطراز الأحدث، وعلى شركة أبل أن تغذي شعورهم بالتميز لتربح منهم مئات الدولارات كل أشهر وإلا فستنهار، لأن هؤلاء المستخدمين عددهم قليل جدا وبالتالي إذا اشتروا هاتف مرة واحدة كل بضعة أعوام مثل باقي الناس فإن أبل لن تصبح أبل التي نعرفها علما بأن 70% من دخل أبل تأتي من الأيفون.

في سبيل هذا الأمر تستخدم أبل العديد من وسائل الخداع، فمثلا اعترفت أبل نفسها أنها كانت تضع تحديثات في الإصدارات القديمة تجعلها تعمل بشكل أبطا وأسوأ حتى يضطر المستخدمون لشراء الإصدارات الأحدث التي في الحقيقة لا تختلف كثيرا عن الإصدارات التي سبقتها، وقد بررت أبل هذا الأمر بأنها تسعى لإطالة عمر البطارية وفي نفس الوقت عرضت على المستخدمين شراء بطارية جديدة إذا إرادوا أن يعمل الجهاز بنفس الكفاءة السابقة، وقد تناولت القنوات الإخبارية العالمية هذا الأمر.

الخدعة الأحدث لشركة أبل هي إزالة الشاحن والسماعة، وبالطبع ليس السبب الحفاظ على البيئة، فما تفعله أبل في العديد من الجوانب ضار بالبيئة بشكل أعلى بمراحل، مثل الشاحن اللاسلكي الذي يستهلك أضعاف الشاحن العادي من الطاقة، وأيضا الإصدارات الجديدة من الهواتف كل 6 أشهر أليست أيضا ضارة بالبيئة، ثم إنني في كل الاحوال سأذهب لشراء شاحن وسماعة جديدين، فأين الإستفادة للبيئة هنا، الاستفادة الوحيدة هي لشركة أبل التي ربحث مالا إضافيا، شخصيا أرى أن هذه ليست فقط عملية احتيال بل عملية سرقة مكتملة، ورغم كل هذا سنجد الكثير ممن لا زالوا يدافعون عن أبل، السبب ليس لأنها جيدة أو أن منتجاتها جيدة، بل لأنها تغذي إحساسهم بالتميز وهم لا يريدون أن يفقدوا هذا الإحساس.

وأنت عزيزي القارئ، هل تعتقد أن أبل تخدعنا؟؟