يُقال بأنّ الإرادة هي ما يدفعك للخطوة الأولى نحو الكفاح أما العزيمة فهي التي تُبقيك حتى خط النهاية، ولعلّ هذا ما لمسته بشكل واضح عندما شاهدت هذا المسلسل الذي وقعت عليه بالصدفة ولم أكن أعلم ماذا تحوي حلقاته، ولم يكن توصية من صديق أو من صفحات الويب التي تغمرنا بمشاهدات الأشخاص في هذا العالم الافتراضي الواسع، وقد أطلقت عليه العبارة الشهيرة المتداولة "صدفة ويا محاسن الصدف"، ليس لأنّه يحوي قصة أسطورية أو أداءً جباراً أو حتى شخصيات لامعة في عالم هوليوود، بل لأنّه يحوي قصة نجاح، عُرضت في قالب لطيف، شبابي ومتميز، يجعلك تُشاهد هذا المسلسل في أي وضعٍ كنت، سواءً كنت في فترة الاستراحة أثناء أوقات عملك أم كنت في أحد صالات الانتظار أو كنت مسافراً وترغب بوجبة خفيفة تُنسيك ملل ساعات الطريق الطويل!
يحكي المسلسل قصة رائدة الأعمال الشابة الأمريكية "صوفيا أموروسو"، بدءاً من اتخاذها قرار الاعتماد على ذاتها والصعوبات التي واجهتها في هذا الطريق، من وجهة نظري ما جعل هذا المسلسل مبدعاً هو قدرته على تحفيز من يملكون الرغبة بتأسيس مشروعهم الخاص، فكيف لفتاة مراهقة، أنّ تتخذ هذا القرار وهي تملك والداً غنياً ميسور الحال؟!، وكيف لها أنّ تقضي الساعات الطوال وهي تبحث عن الإلهام والفكرة التي ستصعد بها خطوة إلى الأمام؟!، والذي أثار اهتمامي بشكل أكبر، هو قدرتها على تخطي الكثير من العوائق التي واجهتها من خلال الاستعانة بصديقتها المقربة، أحببت هذه اللفتة اللطيفة في المسلسل والتي دلّت على أهمية الصداقات وعُمق تأثيرها في مسار حياتنا وطموحاتنا المستقبلية.
تمّ إدراج اسم "صوفيا أموروسو"، من قِبل مجلة الفوربس الأمريكية، كواحدة من أغنى النساء اللاتي صنعن ثرواتهن من الصفر، والمشاهد للمسلسل سيُدرك تماماً أنّها استطاعت البدء من الصفر تماماً، وأنّ والدها لم تكن له أي صلة بأحلام ابنته، وأحد أهم الدروس المستفادة في هذا المسلسل والتي تمكّن المخرج من إيصالها بشكل مبطن، هو أهمية عدم الاستماع لانتقادات الآخرين أو أخذها واعتبارها من باب إعادة صياغة الأفكار التي تدور في عقلك وإعادة قولبتها كي تُلبي هدفك الأساسي.
بالمناسبة، يُصنف هذا المسلسل كمسلسل كوميدي درامي، إلا أنّني أصنفه في خانة "مسلسلات التطوير" التي أرى أنّها تصب في مصلحة المشاهد، فهي بالإضافة إلى أنّها ممتعة كمسلسل يحمل الجانب الترفيهي، فهي من الجانب الآخر، تشحذ القدرات الكامنة فينّا وإنّ قمنا بإماتتها من خلال العيش كالآخرين والرضا بالعمل ذي الثماني ساعات!
كلمة أخيرة، لمحبي الاطلاع على كتب السيرة الذاتية الخاصة بروّاد الأعمال، ستجدون الكثير من التفاصيل المثيرة عن تأسيس علامتها التجارية في عالم الأزياء"ناستي غال"، عبر كتاب "Girl boss" الذي صدر في عام 2014م.
التعليقات