الموسم الثالث من مسلسل القضاء: ما الأفضل لنفسية الطفل البقاء مع عائلته التي ربته أم العودة لعائلته الحقيقية؟

المشكلة التي تحدث هو أنه فور إثبات انتماء الطفل بالفعل لعائلته الحقيقية ترغب عائلته بانتقاله إليهم فورا دون مراعاة لمشاعر هذا الطفل ووضعه، أنا أتفهم حب واشتياق والديه ولكن يجب عليهم أن يفكروا في طفلهم أيضا وليس في أنفسهم فقط، الطفل الآن في حالة صدمة واضطراب ولا يعرف كيف يتعامل معهم، لديه صراع داخلي كبير فهو فجأة يكتشف أن والديه ليسا بوالديه وأنه الآن مفروض عليه أن يحب أشخاص لا يعرفهم وأن يذهب للعيش معهم! حياته بأكملها ستتغير، لهذا أرى ضرورة وجود جهة مختصة لتنظيم الأمر بين العائلتين، تحدد هي السن المناسب للطفل للانفصال عن عائلته الحالية وآليات الإنتقال، وتوفر الدعم النفسي من قبل مختصين وتتأكد من جهازية الطفل لهذه الخطوة بكامل ارادته.

الخطوات التي ذكرتيها رائعة جدا للتعامل في هذه الحالات، أهم حل بالفعل يكمن في التدرج مع الطفل، فلا يجب وضعه تحت فرض أن يختار البقاء مع أحد الطرفين، عليه أن يعتاد على عائلته الحقيقية أولا وأن يشعر معهم بالألفة والأمان والحب، ثم يذهب إليهم إذا اصبح مستعدا تماما لفكرة الانتقال الكامل مع الاستمرار في زيارته لعائلته التي ربته، فيكون محظوظا وقتها بأن لديه عائلتين بدلا من واحدة وهناك أشخاص أكثر يهتمون به ويحبونه، ولكن أريد أن أعرف منك، ماذا لو فضل الطفل بعد كل هذا ورغم اعتياده على عائلته الحقيقية أن يظل مع عائلته التي ربته؟ ما التعامل الأمثل من وجهة نظرك التي يجب أن تقوم به عائلته الحقيقية؟

ربما هناك حل ثالث يربط بين الأمرين، طالما أن الطفل مرتبط عاطفيا بقوة مع العائلة التي ربته والأفضل له نفسيا الاستمرار معهم فترة أكبر، ولكن عائلته الحقيقية توفر له حياة أفضل من حيث الجانب المادي كظروف تعليم أفضل وهكذا، من الممكن أن تكون مسؤولية الإنفاق على الطفل من قبل عائلته الحقيقية في حين تستمر إقامته مع عائلته الحالية لحين الإعتياد وبلوغ السن المناسب للانفصال عن العائلة التي عاش معها.

هل يبقى مع العائلة الحالية أو يعود للعائلة الحقيقية.

أعتقد بعد مرور فترة مناسبة من تقبل واعتياد الطفل على هذا الأمر، وتجاوز هذه الصدمة سيكون من الأفضل أيضا ترك الخيار له إذا كان يريد الانتقال لعائلته الحقيقية أم البقاء مع عائلته الحالية، بالطبع بعد دراسة وضع العائلتين من قبل جهة مختصة للتأكد من أمان واستحقاق البيئتين لوجود الطفل معها وضمان رعايته بشكل جيد من قبلهم، وهنا إذا كان وضع كلا العائلتين مناسب، يكون من الأفضل ترك القرار النهائي للطفل، مع التنسيق والاتفاق مع الطرف الذي سيبقى معه الطفل بضرورة تحديد مواعيد أسبوعية لكي يلتقي الطفل مع الطرف الآخر.