مسلسل bodies: كيف تتخيل شكل العالم بعد 30 عام من الآن في ظل المخاوف من الذكاء الاصطناعي؟

حتى البيوت سيكون فيها على شكل مساعد لكل شيء..

وجوده في البيوت كمساعد شخصي كان أمر عظيم حقا، فهو ينظم كل امورك ويذكرك بأهم التفاصيل التي تنساها وتغفل عنها ويقترح عليك أيضا اقتراحات مختلفة عندما تواجهك مشكلة ما أو تسأله عن شيء معين، تستطيع التحكم في كل شيء في منزلك من مكانك بسرعة وسهولة، ولكن ما أخشاه من بعض عيوبه في هذه الحالة أن يصبح أداة سهلة لاختراق حياة البشر ومعرفة خصوصياتهم وتفاصيل حياتهم، هذه الفكرة تخلق لدي بعض القلق حول انتشاره بشكل موسع في بيوتنا، فكيف نتأكد أننا آمنين 100% من عدم اساءة استخدامه!

كان يعجبني جدا كل المشاهد التي توضح كيف أن هناك تطور كبير في تأدية مهمة ما ولكن مازال الإنسان هو من يدير المهمة في النهاية، فالتكنولوجيا ما زالت مجرد أداة مستخدمة وليست متحكمة بشكل كامل، أتذكر مشهد كان يريدون من خلاله معرفة هوية شخص من خلال تحليل الحمض النووي الخاص به، فما كان سوى أن قاموا بوضع قطعة من القماش بها بعض من دمه تحت جهاز قام في خلال ثواني بعمل الفحص وأظهر هوية الشخص ولكن بالطبع كان هناك شخص يتعامل بنفسه مع الجهاز ويحلل النتائج وهكذا، أي في كل الأحوال ومع تطور التكنولوجيا بشكل واسع وزيادة انتشارها هناك دوما دور للبشر في الإدارة والتوجيه واتخاذ القرارات.

تشوقت لمشاهدة المسلسل

المسلسل جيد جدا من ناحية القصة وسير الأحداث والنهاية أيضا، جرعة التشويق والغموض به عالية وممتعة، بالنسبة لي من أفضل مسلسلات هذا العام، ارشحه للمشاهدة.

المهم وجود أعمال مثل هذه تحاول أن تتعامل مع الأمر بواقعية أكثر ودون مبالغة أو إطلاق غير منطقي لخيال المؤلف والمخرج، لكني في نفس الوقت أجد أنه في بعض الأعمال يكون مفيد أن يكون هناك هذا النوع من الخيال لكن على حسب موضوع كل عمل وطريقة عرضه

لا بأس بالطبع في بعض الأحيان وعندما يكون هناك مبرر أو يحتاج أساس ومنطق القصة أن تكون هناك بعض المبالغات في وصف العالم في المستقبل، وربما واقعيا قد يكون المستقبل مختلفا جدا عن كل ما تصورناه، قد يكون عكس ما رسمه المسلسل وما اتفقت عليه، هذا وارد جدا، فلا حدود للعلم ولا لجنون الإنسان، حاضرنا الآن ملئ بالازمات والحروب والصراعات، ومن الصعب علينا معرفة كيف ستنتهي بعض القضايا المستمرة حاليا، فما بالنا بالمستقبل، ربما يدهشنا جميعا، لكن ما يجعلني أميل لتصور المسلسل شعوريا أنني اتذكر حديث البعض مما كان يتوقعون شكل العالم عام 2020، هذا الرقم وهذا العام تصوره البعض أن البشر سيكونون ذاهبين لعملهم من خلال مركبات طائرة بدلا من السيارات، وقد استقبلنا العام بجائحة طرحتنا منازلنا طوال أشهر عاجزين وخائفين، فلم نكن بكل هذا التطور أو الذكاء الذي توقعناه وكأننا سيتم استبدال ما بجنس آخر.

أظن أن السؤال يجب أن يحدد أيضاً الوقت المقصود في مستقبل : هل نتحدث على سنوات القادمة أو خلال عشر سنوات أم نتحدث عن مستقبل خلال 50 عام مثلاً مثل عمر المسلسل أم نتحدث عن مستقبل أبعد من مائة عام فلكل طبيعة زمنية شكل ما من التخيل

مسلسل bodies: كيف تتخيل شكل العالم بعد 30 عام من الآن في ظل المخاوف من الذكاء الاصطناعي؟ الزمن كان محدد في عنوان المساهمة فلم أكتبه في السؤال النهائي لها.

تجعل تلك الميزة الحياة أسهل بكثير على الاشخاص فهم يحصلون على مئات الأمتيازات لكونهم جزء من (منظومة واحدة) تمتثل أيضاً لنفس الأجندة السياسية لنظام عالمي موحد مخيف لكلاً من هو يفكر في عصيانه

لا استبعد هذا السيناريو صراحة وبالفعل قد تم طرحه في المسلسل بشكل مشابه لما وصفته، البطلة في زمن المستقبل كانت عاجزة ولا تستطيع المشي ولكن بفضل انتمائها وخدمتها ضمن النظام الحاكم كان يتوفر لها جهاز يتم شحنه وزرعه في أعلى ظهرها لكي تستطيع السير وبدونه كانت تكون عاجزة عن الحركة مرة أخرى، وأخيها الذي يعاني من نفس الأمر ولكن رافض سياسات النظام لم يحصل على نفس الميزة فكان مصيره هو العيش على كرسي متحرك، هذا التصور مقبول منطقيا وأستطيع تخيله يحدث بسهولة في المستقبل، فيتم خلق طبقات تتميز على أخرى ليس ماديا أو اجتماعيا بالشكل المعتاد، بل في كل شيء تقريبا، الصحة والذكاء والمظهر وتقريبا كل ما يصنع الفوارق بين الطبقات يمكن الغائه لتصبح هناك طبقة بعينها تحصل على كل شيء.

فتشعر الروبوتات بالظلم وأن العالم الذي كان يستعين بهم يسعى للتخلى عنهم وأنهم لا يشكلون له أكثر من مجرد مرحلة فيحاولون (التأقلم والتطور ) ويندمجون مع المسلمين والعرب على نفس الهدف ليشكلوا بالنهاية جبهة واحدة تجابه بعضها البعض.

هذا ما لا أعتقده، لا أعتقد أن الروبوتات ستشكل وعيا ذاتيا ويكون لها نظام شعوري واداركي خاص بها لدرجة تصبح على دراية بأنها تتعرض للظلم وتقرير مواجهتها، مازلت أرى أنها مجرد أدوات مستخدمة يتم تحريكها والتحكم فيها ولن تكون هي يوما المتحكمة.

الذكاء الصناعي سيكون الى ازدياد بما أنه يساهم في توفير شروط أفضل للحياة البشريّة. سيكون في أوجه خلال الأعوام المقبلة وهو ما سيحُدث نقلة نوعية في حياة البشر في شتى المجالات.

لكن اعتقد ان تلك النقلة ستكون خاصة بفئات معينة ولن يستطع الجميع أن يحصل على نفس القدر من المميزات التي توفرها لنا التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ومن هنا ستظهر لنا طبقات جديدة تتميز عن غيرها فيما تملكه من امتيازات وميزات وفرها الذكاء الاصطناعي، فهل تعتقدين مثلا أن سيارات وبيوت الناس العادية قد تتمكن من إدخال وتوظيف الذكاء الاصطناعي لخدمتها ومساعدتها مثل الطبقات الغنية في المجتمع؟