مسلسلات رمضان، ما هي السمة المشتركة الوحيدة بين كل هذه المسلسلات التي نشاهدها الآن في الموسم الرمضاني الذي يبدو هذه السنة حافلاً بالأعمال الكثيرة جداً والمتنوعة؟ أعتقد الطول، هذه السمة الوحيدة المشتركة، كل هذه المسلسلات مكوّنة من 30 حلقة أو من حلقات تُعرض على مدار شهر رمضان المبارك، حكايات متساوية بالطول وإن اختلفت بالمعنى والغرض والأهمية. 

هل هذا جيّد؟ أو لسؤال بصياغة أكثر دقّة: هل يُمكن أن تتساوى الحكايات بالطول دون أن يُسبب هذا أذى في بنيتها، هل هناك حكايات تحتاج سرداً أقل طولاً؟ أو هناك ربما حكايات تحتاج منّا أكثر من شهر لحكيها؟ 

أُشاهد الآن على الشاشة المصريّة تجربة رائدة على ما أعتقد وغير مسبوقة بحسب علمي، مسلسل رمضاني بـ 15 حلقة فقط! ما يعني أنّ المسلسل سوف ينتهي في منتصف شهر رمضان، المسلسل هو "الهرشة السابعة" التي تمثّل به الفنانة أمينة خليل. 15 حلقة فقط في موسم رمضاني. 

يبدو أنّ هذا تصريحاً قاسياً وبياناً واضحاً يقول للجميع بكل بلاغة برأيي: هذا مسلسل بلا ثرثرة، لقد احتجنا 15 حلقة فقط واستخدمنا ما نحتاج، لم نبني ما لا يجب أن نبني في المسلسل من خطوط فرعية لنصل إلى الحد الذي يجب أن نصل إليه، أعتقد أنّ مسلسل الهرشة السابعة هو المسلسل الوحيد ربما الذي يحتاج إلى اهتمام مضاعف، لإنّ جرأة بالعرض كهذه تتطلّب أيضاً جرأة بالكتابة والإخراج وفنيّات أعلى بكثير من المتوقّع: لماذا؟ 

لإنّهُ مسلسل يجب أن يترك انطباعاً أقوى بسبب رحيله المُبكّر. 

هل انتبهت لهذا المسلسل قبل الآن؟ وبغض النظر عنه، بشكل عام هل تعتقد أنّ عدد حلقات كهذا في رمضان أو عدم التقيّد أساساً بعدد أيام رمضان المبارك في موضوعة العرض أمراً ملائماً؟ أم تعتقد أنّ على المسلسل التلفزيوني الرمضاني واجب البقاء مع مشاهديه إلى نهاية شهر رمضان؟ يجب عليه تسليتهم ومواصله إمتاعهم على مدار الشهر؟ سمعت الكثير من البشر يجيبون على هذه الأسئلة بهذه الطريقة: يجب أن يتكيّف صنّاع أي عمل مع ما أحتاج وأطلب وفقط وبالتالي مع وقتي حتى!

وأنت ما رأيك؟