ندخل هذا العام الموسم الدرامي الرمضاني بـ 150 عمل تقريباً موزّعة على جميع الفضائيات العربيّة تحملُ تنوّعاً رهيباً بالمحتوى والمُمثلين والقصص من كل الحقب التاريخية تقريباً ومعظم البلدان، ولكن القاسم المشترك الوحيد الذي يجمع بين جميع هذه الأعمال هو أنّها مجتمعةً لا يُمكن ولا بأي حال من الأحوال مقارنة جودتها بجودة عمل لم يدخل هذا السباق، السباق الذي يُسمّى: سباق الدراما الرمضانية. 

ولكن لماذا؟ لماذا أُطلق هذا التعميم بثقة كبيرة؟ الأمر يُعزى إلى دليلين أتكل عليهما في بناء فرضيّتي، أوّل دليل بكل تأكيد هو أنّ للمسلسلات التي تخرج من سباق الموسم الرمضاني القدرة والمرونة على اختيار يوم العرض وتسليم المسلسل إلى الفضائيات بعد بيعه، لديهم القدرة والمرونة لإنّهم غير مرتبطين بوقت لا يمكن التنازل عنه مثل باقي المسلسلات الرمضانية، بالتالي يأخذون من الوقت ما يحتاجون فعلاً دون أن يضطروا إلى الاستعجال جداً في أيام التصوير والخروج من هذه الجلسات بنتائج سيئة أو طبعاً النتائج الأسوء أن يضطروا إلى إلغاء تصوير بعض المشاهد ولي عنق المسلسلات بهذه الإجراءات الغير مقبولة نهائياً. 

أمّا ثاني هذه الدلائل التي أعتمد عليها هو أنّ المسلسل الرمضاني عليه أن يتقيّد حتماً وبغالب الأمر بمتطلّبات القنوات العربية لهذا الشهر، في أن يكون المسلسل حصراً 30 حلقة ليكون مناسباً ضمن العرض في الشهر الرمضاني، على القناة أن تضمن تواجد المُشاهد 30 يوماً في هذا الشهر لمشاهدة جميع إعلاناتها. هذا الأمر قد يؤثّر كثيراً على جودة المسلسل حيث بتقرير الكاتب فؤاد حميرة وخبرته (فؤاد حميرة هو كاتب مسلسل غزلان في غابة الذئاب): "كل مسلسل مكوّن من 30 حلقة لا بد وأنّهُ يحوي في طيّاته ثرثرة ما وخاصّة بعد الحلقة 23 بحسب خبرتي، وهذه الثرثرة يحاول الكاتب الجيّد منطقتها وتوريتها لتكون جزءاً من النص ومنسجمة معه وهدفها الرئيسي هو الوصول إلى بر الحلقة 30 بكل سلاسة وأقل خسائر ممكنة" هذا ما لا نراه بالضرورة في مسلسلات خارج رمضان وأذكر منه مثلاً مسلسل الـ 8 حلقات "قيد مجهول" الذي حقق نتائج مذهلة عند عرضه.

أخيراً: هل تتفق معي في هذه الآراء؟ أم أنّك تعتقد مثلاً أن السنة تمنح البريق والنجاح للمسلسلات المتواجدة في رمضان بشكل أكثر؟