لا بد أنكم قرأتم عن الحادث الذي حصل لفتًى مسلم في أمريكا، حيث أحضر ساعةً للمدرسة فانتهى به الأمر مكبلاً في قسم الشرطة.

القضية ملأت الصحف واستغلها الكل من أوباما إلى عمر البشير، ومن غوغل إلى MIT. الكل يحاول إظهار نفسه داحراً للعنصرية وداعماً للتعليم بتشجيعه لهذا الطفل العبقري.

لكن للأسف، يبدو أن الفتى لا عبقري ولا هم يحزنون، فعلى رغم تكراره أنه اخترع تلك الساعة فصورتها تدل على أنها ليست سوى أجزاء ساعة قديمةٍ لم يطرأ عليها أي تعديل (

كثيرون على الانترنت يكتبون أن ذلك لا يهم، فالمخترعون الصغار يبدأون بتفكيك الساعات والراديوهات وبذلك يتعلمون.

لكن ما يزعجني في الموضوع هو أن الفتى يعتقد أنه حقق إنجازاً عظيماً ويبدو ان لا أحد واجهه بالحقيقة. أرى أن أبناءنا كما يحتاجون تحفيزنا ودعمنا، فهم يحتاجون صراحتنا. يوماً ما سيفيق هذا الفتى ليجد أن إنجازه العظيم ليس كذلك، وأن المشوار أمامه لا يزال طويلاً جداً، وأن العلوم والتكنلوجيا ليستا بالبساطة التي كان يظن. وعندها قد يصاب بخيبة أملٍ ويضمحل شغفه بهما.

كوني طالبة كيمياء حيوية أعرف مدى صعوبة البحث العلمي. الباحث، خاصةً في المراحل الأولى يراجع خياراته في اليوم ألف مرة، ويلعن نفسه لأنه اختار البحث العلمي مهنةً في الأسبوع مرةً على الأقل. نعم، سعادة الوصول إلى المعرفة لا توصف، لكن الإحساس بالضياع أثناء البحث عن تلك المعرفة أيضاً يعجز عنه الوصف.

علينا أن نحبب الأطفال في المواد العلمية والتكنلوجيا، لكن ذلك يجب ألا يكون على حساب الحقيقة في رأيي. يجب علينا أيضاً أن نوعيهم بأن طريق العلم والاختراع صعبٌ وشائك ويتطلب الصبر.

ما رأيكم في هذا الموضوع؟ أعلينا أن نسبغ المديح على أطفالنا مهما كان حجم إنجازاتهم، أم أن علينا أن نواجههم بالحقيقة؟