هل نحن نعيش في الماضي فعلا وان الكون منتهي ام اننا نعيش في الواقع الحاضر الذي لم يسبقه الزمن تساؤل غريب ولكنه منطقي ما الذي يحدث من حولنا ؟ احياناً نرى حالات نعتقد اننا رأيناها من قبل فسرها العلماء على ان احد العينين ترى الحدث قبل العين الاخرى واحيانا نحلم باشياء ثم نراها تتحقق فيما بعد ولكن بفارق زمني كبير ولكن مع ذلك لا اعتبره تبرير علمي هل سالت نفسك يوما انك تعيش واقعا ام ماضيا ؟
منذ فترة قرأت عن نظريات تقول اننا ربما نعيش في الماضي
الفيلسوف الألماني نيتشه أذكر أنّه قدّم فكرة أدهشتني الصراحة تتعلق بوجودنا في الماضي كما ذكرت وسماها بما يُعرف الآن في الأوساط الفلسفية بفكر العود الأبدي، حيث كان يرى أن الكون بأحداثه وأزمنته قد انتهت بالفعل وأن كل ما نعيشه الآن هو تكرار أبدي لما حدث سابقاً، يعني بمعنى آخر نحن عالقون في دائرة زمنية مغلقة لا نهاية لها وكل لحظة نعيشها قد عشناها من قبل وسنعيد عيشها بلا توقف!!!!.
هذه الرؤية ليست مجرد تصور فلسفي بالمناسبة، بل تحمل أبعاد وجودية علمية أيضاً قد تكون صحيحة ولكن يستحيل تأكيدها الآن، بالعموم أرى أن هذه الأفكار يمكن أن نأخذ منها أمور إيجابية تهدف إلى دفع الإنسان لتحمل مسؤولية أفعاله وكأنها ستتكرر إلى الأبد، أو نأمل ذلك.
صراحة أعتقد أن تلك النظريات عن العيش في الماضي وما شابه ما هي إلا وسيلة لنكون أكثر رضا عن أنفسنا ونحاول تبرير إخفاقاتنا وقراراتنا الخاطئة التي نتخذها بمحض إرادتنا من خلال أن نحاول إقناع نفسنا أننا أصلا في الماضي وكل ما نحن فيه قد حدث بالفعل ونحن ليس لنا أي سيطرة عليه، وهي نظرة لا أحب أن أنظر بها إلى الأمور مطلقا.
بأسلوب عقلانيّ ومنطقيّ فنحن في المستقبل وفي الماضي وفي الحاضر... نحن في مستقبل القرن الماضي، وفي ماضي القارن القادم، وفي الحاضر الذي نعيشه الآن.
ومن ناحية دينية فنحن نعيش في الحاضر الذي قدّر لنا بشكل مسبق من الخالق عز وجل، وقد قدّر أيضًا من يعيش في الجنة في الحياة الأخرى ومن يسكن الجحيم، إذًا فحياتنا تلك التي نعيشها هي ماضي بالنسبة لنسختنا التي تعيش في الجنة أو في النعيم، وكذلك من عاش قبلنا من آباءنا وأجدادنا لم يعرفوا أننا سنوجد على تلك الحياة؛ فنحن إذًا مستقبل هؤلاء البشر الذي لم يعيشوا فيه ولم يروه.
لا أؤمن إطلاقًا بنظريات تقول إننا ربما نعيش في الماضي، لأنها تتعارض مع أبسط الحقائق العلمية والمنطقية حول طبيعة الزمن، فالزمن مفهوم نسبي لكنه يتقدم باستمرار إلى الأمام، وهذا مدعوم بالعديد من الظواهر الفيزيائية التي يمكن قياسها، مثل حركة الكواكب وتغيرات الطبيعة، مثل هذه النظريات تبدو وكأنها تعتمد على فرضيات فلسفية أكثر منها علمية، ولا تقدم أدلة ملموسة تدعمها، نحن جميعًا نعيش في الحاضر، ووعينا وتفاعلاتنا اليومية دليل واضح على ذلك، وأرى أن الانشغال بمثل هذه الأفكار مجرد هروب من الواقع وليس له أي قيمة عملية.
يعني نكذب نظرية الإدراك الحسي والعقلي ونناقش احتمالية أننا نعيش في الماضي ؟ لو الأمر كذلك فلماذا لا نناقش فكرة أننا أموات وهناك أحياء لا يروننا ولا نراهم أو العكس ؟!
التساؤلات التفنيدية المنطقية مفيدة ولكن هناك أمور لا تقبل الشك؛ لذلك ليس منطقي أن أضع فرضية أن العالم انتهى ونحن نعيش في الماضي لأن كل عاقل يعلم أن لنهاية العالم احداث لم تبدأ بعد؛ لذلك عن نفسي لن أفكر لو لثانية واحدة في هذه الفرضية
هذا السؤال عميق ومثير للتفكير حول طبيعة الزمن والواقع. الكثير من العلماء والفلاسفة ناقشوا هذه المواضيع، ولكن لم يُتوصل إلى إجابة حاسمة.
ظاهرة رؤية حالات تعتقد أنك رأيتها من قبل تُعرف بـ "الديجافو" (Déjà vu)، وهي تجربة غامضة لم تُفسّر بالكامل بعد. إحدى النظريات هي أن واحدة من العينين تعالج المعلومات قبل الأخرى بفارق زمني صغير، مما يخلق إحساسًا بأن الحدث قد حدث من قبل. فيما يتعلق بالأحلام التي تتحقق لاحقًا، يُعتقد أن العقل البشري يتمتع بقدرة لاشعورية على التنبؤ بناءً على تجاربه وملاحظاته، ولكن هذا لا يعتبر تفسيرًا علميًا دقيقًا.
الواقع والزمن مفاهيم معقدة. في الفيزياء، النظرية النسبية لأينشتاين تشير إلى أن الزمن والفضاء مرتبطان، وأن الزمن ليس مطلقًا ولكنه يعتمد على سرعة وحركة المراقب. هذه الأفكار تجعل التساؤل عن ما إذا كنا نعيش في الماضي أو الحاضر أمراً فلسفياً وعلمياً مفتوحاً.
التعليقات