من أهم مجالات علم الكلام هو ذات الله وصفاته، كما ورد في الحديث الضعيف " تفكروا في آلاء الله ، ولا تفكروا في ذات الله" سواء كان فعلا عن الرسول ام من تأليف أحدهم فهو يلقي سؤالاً مهمًا، وهو أنه من المستحيل دراسة ذات الله او التحدث عنها او تصورها او الاشارة اليها، لان اللغة قاصرة والعقل قاصر ونسبي ولا يمكن جعل المطلق نسبي الا من باب التشبيه والقياس على عالمنا، وهذا ما أدركه علماء الكلام عندما تفادوا الحديث عن ذات الله وداروا حولها متكلمين عن الجوهر والهيئة..الخ، وأي محاولة لفهم ذات الله وتصوره ما هي الا محاولة لتصور الانسان لنفسه، فيجعل الله موجودًا كامل الصفات له الصفات الجيدة كلها وليس له اي من السيئة، وأي أحد يصور الله بهذا الشكل فهو يخطئ ولا يصور الا انعكاس رغباته البشرية الضارقة في القدم، الا اذا كان يستخدم الوصف من باب التشبيه والقياس مع معرفته ان هذا التشبيه والقياس لن يوصله لحقيقة طالما يستخدم اللغة، لذلك قد يكون احد الحلول هو الصمت، فحتى الرموز تفشل لانها نوع من الاشارة لشئ غير موجود في عالمنا وبالتالي هي ليست سبيل الى الحقيقة، لذلك الصمت والتجربة البشرية المباشرة التي لا يمكن التعبير عنها بالكلمات قد تكون السبيل الوحيد لمعرفة وفهم الله، والوسيلة الوحيدة لنقل هذه المعرفة للآخرين هي الأفعال، لذا فذات الله تتجلى في أفعال العباد، والله اعلم ربما انا انطق فقط بالهراء فأتمنى التصحيح لي إن أمكن.
كيف تتحدث عن ذات الله والأمر مستحيل أصلًا؟
عندما نرى قاضي عادل نشعر بالسلام، كذلك عند النظر إلى الطبيعة الخلابة نشعر بالسلام والأمان وأشياء جميلة جداً،
اتفق معك أن الطبيعة فعلا خلابة وتجربة واستكشاف كل شئ في قمة المتعة.
ولكن لماذا ذكرت فقط الاشياء اللتي تسعدك ونسبتها الى الله.
هل عندما نرى قاضي ظالم أو طبيعة قاسية تكون ايضا تجليات الله.
الله هو من خلقنا قادرين على الفساد والظلم. وجعل في احتياجاتنا التي هو خلقها دافعا لنا للفساد. فسارق الطعام لا يسرق الا لجوع.
ولكن حتى أن افترضنا جدلا أن الله غير مسؤول عن أفعال الناس السيئة كما تؤمن.
ماذا عن الطبيعة القاسية اللتي قد تغرق الانسان في البحر بسبب الأمواج العالية أو تبلعه في الأرض بسبب الزلازل أو تشله بسبب المرض.
من المسؤول الان في رأيك ؟
حتى إسلاميا يبدو أن القرآن يتفق معي : "ولقد خلقنا الانسان في كبد"
من الصعب أن تحكم على الله أنه كلي الرحمة وهو يفعل ذلك بنا.
ولو قلت لي أن الدنيا مقارنة بالآخرة كيوم صغير وستنسى كل شئ عندما تنعم بنعيم الجنة الابدي.
سأقول لك ولماذا اساسا يريد أن يعذبنا الله هذا اليوم ؟ لماذا يريد أن يختبرنا ؟ هذا طبعا اذا كان عندك ادني دليل على وجود الجنة اساسا.
في الحقيقة يا أخي الكريم، الفساد يأتي من الذين يظنون أنهم أقوياء وقادرين على الحفاظ على ثرواتهم وقوتهم مهما حدث.
الفساد له أسباب كثيرة منها حب وتفضيل الذات. ولكن الله هو من خلق حب الذات في الناس. انت تدرك جيدا أن الحيوانات تتألم عندما تُذبح، ولكن لا تعيرها اهتمام لأنك أنت تريد ان تأكل. قتلك مخلوق اخر لتعيش هو قمة الفساد ولكن لأنك مضطر يصبح اللوم ليس عليك ولكن على الذي خلقك.
أنت لست في لعبة يا اخي الكريم أنت في عالم حقيقي جداً، لذلك لولا قسوة هذا العالم لما اندفعنا للعلم ومحاولة علاج هذه الكوارث
اولا لماذا يريد الله أن تندفع للعلم ونطور العالم. هو يستطيع أن يطوره بنفسه.
ثانيا لماذا جعل الالم هو سبيل تطويره، كان من الممكن أن يجعل الشغف سبب كافي.
ثالثا، كلامك لم يغير شيئا في شر هذه الأحداث. لأنه ببساطة الدواء لن يكون مفيد، ولن نريد أن نبحث عنه اذا لم يكن هناك داء.
من هذا الجاسوس الذي سرب لك هذه المعلومة السرية، أنا لا أدرك أبدا ألام هذه الحيوانات، ولا أعلم أن كانت تتألم أصلاً
عندك حق في هذا.
لا يمكنني أن أثبت وجوبا أن غيري يشعر بالألم كما اشعر انا.
لأنه قد تكون الغزال اللتي تحاول ان تهرب من الأسد فقط تمثل أو تتظاهر بأنها لا تريد أن تموت.
ولكن إذا كان هذا صحيحا قل لي لماذا يريد الله ان يخلق هذه المسرحية.
ولما لا ابدأ بقتل كل من اراه بحجة اني لا يمكنني أن أتأكد وجوبا اذا كان يتألم فعلا أو لا.
من المنطقي جدا أن أرجح أنه انت وغيرك يشعرون بما اشعر به حتى لو اختلفت نسبة الشعور لأني اري بيعني أنه عندما تضع إبرة في جسد مخلوق كان انسان او حيوان تجده فجأه يتفاعل معها ويبغضها.
بالتالي انا اعتقد أنه من الطبيعي أن أجعل ما اشعر به معيار للحكم على ما يشعر به الآخرين.
او كما قال محمد.
حب لاخاك ما تحب لنفسك.
او دخلت امرأة النار في قطة حبستها.
حتى تفهم نفسك وتحفظها ولا تفسدها بأفعال سيئة، لابد أن تذوق من كأس المرارة حتى تعرف مدى خطورة الأفعال السيئة
ليست بالشرط الأفعال السيئة هي اللتي تجعلك تذوق من كأس المرارة. الطفل الذي بالكاد يستطيع أن يفعل أي شئ من الممكن أن يمرض ويتألم ومن ثم يموت. لماذا يريد الله أن يذيقه من كأس المرارة في رأيك ؟
بل مفيدة جداً، هذه المواد التي يتم أكتشافها تساعدنا على فهم هذا العالم بطريقة أفضل
يا حبيبي، اذا لم نكن نمرض على سبيل المثال فلن نحتاج لعلم الطب ولن يكون مفيد اساسا.
فعندها يمكننا أن نبدأ بدافع الشغف مثلا أن نتعلم ونبحث في اسرار الكون ونطور في العلوم المختلفة لأن الأمر ممتع.
ليس هناك داع لأن يمرضنا الله لنطور من انفسنا، هناك مليون طريقة أخري.
ولكن لم تجاوب على سؤالي لماذا يريد الله أن نطور أو نعمر الكون اساسا ؟
أحب أن أسمع ردك على هذا.
التعليقات