اذا كان الشرق الاوسط هو مهد الحضارات العظيمة والقديمة فإن مناطق اخرى ظهرت بها حضارات اقدم واعظم (المايا في امريكا الوسطى والاغريق في شرق اوروبا والامبراطورية الصينية القديمة...) لابد انه تم إرسال انبياء الى تلك المناطق لتوحيدها ولكن اي منها لم تذكر في القران غير تلك التي في الشرق الاوسط، اذا كان السبب انهم لم يؤمنوا فإن قوم عاد وقوم ثمود من لم يؤمنوا وذكرهم القران ولك ان تعرف مكان هذه الاقوام، كما ان القران وجميع الكتب المقدسة السماوية لم تهتم الا بالمكان المُنزلة فيه وخصصت كل الاحداث فيه.
لماذا يذكر القران الأنبياء الذين ظهروا في الشرق الاوسط فقط ؟
لم ارد ان اشارك في هذا الموضوع لانه يستنزف الوقت ويتطلب البحث المعمق دعني انبهك انه في البحث العلمي ليس عليك ان تتقمص دور المؤمن. والا سقطت في التحيز.
على اية حال. القرآن ذكر معلومة مهمة جدا ربما تبدو بسيطة وغير ذات اهمية للبعض وهي ((وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)) وهي توضح منهج القرآن المعروف في ايراد القصص (القصد العبرة وليس التاريخ). لكنه اشارة ايضا لفتح باب البحث لم اراد اذ يعطينا هذا ان هناك رسلا لم يذكروا في القران فلم يحصرهم واكتشفنا اخرين فجاة وهذا مهم.
كما ان المنهج الديني الاسلامي واضح جدا في وصفه لله انه يفضل بوضوح دون لبس اماكنا واشخاصا وازمانا معينة لاسباب واضحة او غير واضحة لكن التفضيل حقيقة وهو واقع.
والان بعد هذا التوضيح العام لا بد ان نقول بخصوص ذكرك للالفاظ ان التحقق من نسبها اللغوي صعب لذلك لا بد من التريث والتدقيق الكامل قبل ان نتكلم عن نسب كلمة ما والسبب ان اللغة العربية واللغات الشرقية عموما متخلفة جدا عن ركب الدراسات اللغوية فلا تملك العربية للان معجم لغة تاريخي لذلك من الصعب عليك ان تجزم ان هذه الكلمة تعود لاصل ما. كما يجدر التنبيه الى ان العربية اقدم بكثير جدا من الفارسية القديمة والحديثة ان اعتبرنا ان جذورها موجودة منذ الحضارة السومارية. هناك بحوث جيدة قام بها فهمي خشيم في الموضوع.
بخصوص كلامك عن الاقتباسات اللغوية ومن قبلها الاقتباسات الاسطورية فهي اجتهادات علمية اذ يحيل القران العالم الى امور لا تتوفر لدينا الان فمثلا لما يقول لك احد اسطورة نوح مقتبسة عن اوتانبشتيم. نقول له وما دليل على ان اوتانبشتيم لم يقتبس من صحف نزلت على نبي ولم تصل الينا (حتى الان)؟؟ التسرع في علم الاثار غير محمود ولا في الانثربولوجيا ولا علم مقارنة الاديان. لذلك قبل ان نتكلم عن الاقتباس اللغوي او القصصي لا بد عليك من التالي:
- ما هو قول العلم في قدم اللغتين عربية او عبرية عربية او فارسية؟ وما هي الوثائق والملابسات التي جعلت الاثنين يتلاقحان. الخ. فلما تثبت الاقدمية تبدا بحثك من اقتبس ممن؟
اما قولك عن لماذا يستعمل مصطلحات شرق اوسطية فقط فهذا كلام دون استقراء علمي فنحن لا نعرف اصل الابجدية من اين وهناك من يقول انها من قارة مو الضائعة وانه نتج منها ايضا كلمات واساطير اتت للشرق الاوسط ومن الواضح بعد قرائتك للكثير عن بنية الشرق الاوسط اللغوية والفكرية انهم اخذوا الكثير جدا مما هو ليس في الشرق الاوسط.. كيف ومتى ولماذا؟ يطول الشرح ولا بد من بحث.
حتى ان كان لدي وقت فليس لدي معلومات كافية. بدات منذ فترة قصيرة اطالع كتب لم اطالعها من قبل لفراس السواح. اعتقد ان كتبه لها علاقة جيدة بهذا الموضوع مع محاولة القراءة للاخرين كي تتكمل الصورة لذلك حتى يتكون لدي راي جيد ومتكامل وموثق عن الامر فالجواب هو لا أدري في هذه المسألة. فراس السواح في كتابه الاخير تماما جميل جدا فهو يقول انا لا افكر بالنيابة عن القارئ انا اعرض ما توصلت اليه وعلى القاريء ان يفكر بنفسه ويتوصل بنفسه للحقائق.
المؤسف ان كتبه يستعملها بعض المتأسلمين لاثبات حقائقهم. كذلك المسيحيون واليهود. وهذا ما يعرفه هو ويعارضه لانه ليس علميا انا انزعج علميا من ان الغربي يتعب لياتي ابو لحية كي ياخذ علمه ويدعيه لنفسه ولدينه فهذا مشكل فعلا.
منذ فترة كنت اقرأ كتاب سزكين فؤاد في التراث العربي المقدمة بالضبط وارى المجهود الذي بذله في التحقيق لياتي سلفي ويقول ان قلب المسلم ليتحسر لانه لا يستطيع ان يستغني عن كتابه وفي نفس الوقت فيه اخطاء واضحة (في نظره طبعا) وهنا المشكل بدل ان يقوم هذا السلفي بالدراسة عشرين سنة لتاليف ستة مجلدات ضخمة في التراث العربي يقلل ويقيم من قيمة ما انجز بالفعل وهكذا دواليك قس في فروع العلم الاخرى.
انزعاجي زاد لما تطالع كتاب ولم دمبسكي تصميم الحياة لتجد في المقدمة مقولة لابن تيمية في جواز الترجمة !
من هنا تدرك بوضوح ان الوصول الى العلم (كما هو) ولا اقصد العلم الغربي انما العلم الموضوعي كما قام به ارخميدس البيروني الخوارزمي ولافوازييه وامثالهم.. لايزال امامنا قرون متطاولة لفعل ذلك. -آمل ان تكون قرونا لا اكثر-.
للاسف لم اطالعه لا هو ولا كتب مؤلف كتاب حتى الملائكة تسأل.
لكن العلاقة بين (العقل) والنقل بين الحكمة ولشريعة افضل من فصل فيها بن رشد. لهذا تبدو حجج موريس بوكاي من نمط الحجج الخطابية وليست البرهانية التي تصلح للعامة ذوي الثقافة العادية راجع ان توفر لديك الوقت كتاب فصل المقال الصغير لابن رشد.
لكن المدرسة الفرنسية لوصل الدين بالعلوم مهمة ومعتبرة علميًا فعلا ويرجى الرجوع الى هؤلاء كمثال: روجيه غارودي وريني غينون وإتيان دينيه.
فقط للمعلومية طالعتُ النسختين العربية والانجليزية لصفحة موريس بوكاي. وانوه ان المصادر التي اعتمدت في نقده على الصفحة ليست علمية
The Telegraph وغيرها جورنال ستريت مثلا ليست مصادر للعلم وقد تنبهت الويكي لذلك متاخرا جدا فحاولت ان تجعل الاستشاهد بالديلي ميل كمثال غير معتمد ولا مقبول بعد نشرها اخبارا زائفة.
الامر ليس دفاعا عن موريس بوكاي لكن لما اقرأ
"وقد سخف اقواله بعض العلماء واللاهوتين المرموقين" يشبه لما اقرا في كتب الوهابية "وقد قال اهل العلم المحققون" ولا يذكرون لك من قال واين وباي كيفية. فكلمة قال وقيل ليست مرجعية لدي.
المصادر العلمية كمثال:
مجلات الدراسات الاسلامية العربية المعتمدة في بريطانيا المانيا روسيا وغيرها من مدارس الاستشراق.
مجلات العلمية المسجلة برقم دولي وتهتم بالموضوع.
المجلات العربية المحكمة. وهي كثيرة.
من غيرها يبقى الموضوع (كلام جرائد).
ربما منطقة الشرق الأوسط هي مكان لإتصال الحضارات والعالم ببعضه البعض تستطيع السؤال لماذا معظم الحروب تدور في الشرق الأوسط أيضا ؟ للشرق الأوسط مكانة في كل الأديان السماوية.
إختيار الله لقصص الشرق الأوسط وأنبياءه يبدو معقولًا، اولًأ هو يختارهم للعبرة، ثانيًا إختياره لأنبياء يعرفهم العرب وتعرفهم المنطقة التي سينزل فيها يبدو معقولًا جدًا في ظل رغبته بإقناعهم بالدين وتذكيرهم به وضرب المثل، ثالثًا تعريب الأسماء لا يعني شيئًا ولا يبت في صحة أي شئ، فأصلًا القرآن يدعي أن الرسل أرسلوا لكافة شعوب الأرض ولذلك من الطبيعي أن تجد رسل باسماء غير عربية وآخرين يتم تعريب اسماءهم لحكمة ما، أما الكلام عن هاروت وماروت فيمكن للمسلم أن يخبرك أنهما كانا فعلًا ملكين ولكن مع مرور الزمن أختلط الأمر على الناس مع ابتعادهم عن الحق ووضعوهم في مصاف الآلهة سهوًا لعدم قدرتهم على تصنيفهم فعليًا كملائكة.
لماذا فقط اللغات القريبة جغرافياً أو سياسياً من الشرق الأوسط؟ لماذا قد يستخدم الآله فقط الأسماء التي تدور في منطقة الشرق الاوسط؟ علمَ يدلّنا كل هذا؟ هل يعقل أن يكون الكاتب شرق أوسطي؟ لا لا مستحيل.
يعقل، أو يعقل أن هذه المنطقة شهدت قيام الحضارة وتطورها على مر الأزمان، وأنها كانت الحاضنة للحضارة لآلاف السنين، وأنها كان فيها أول من اكتشفوا الكتابة، وأن التواصل فيها بين الناس كان مرتفع، ولسرعة تطورها كانت أهم منطقة في العالم بسبب تطور التفكير البشري مع تطور المنطقة وقدرته على قبول الرسالات المختلفة وأيضًا قدرته على استخدام العقل بشكل كبير، وبالتأكيد هذا الإستخدام الكبير للعقل كان سيتوافق مع الابتعاد عن الديانات التي كانت لديهم، فمثلًا كانت أول مشكلة هي عندما أدرك الإنسان وجود الآلهو واستخدم عقله ليعطيهم صفات بشرية، وكان يجب أن ترسل رسل لهؤلاء الناس ورسل كثيرين بسبب سرعة تطور الإعتماد على العقل الفعلي، وكما نعرف إذا أعتمدنا تمامًا على المادية والعلم لما أعترفنا أصلًا بوجود إله، لذا كان يجب أن يوجد رسل، بينما الشعوب الأخرى قد تحتاج بشكل أقل إلى الرسل، فالهنود الحمر والاستراليين مثلًا كانوا شعوب متدينة لم تصل حتى لفكرة الآلهة، ربما حدثت تجربة وفشلت بإرسال رسول لهم أعطاهم فكرة التشخيص ولكنهم أسقطوها على أجدادهم، لذا منطقة الشرق الأوسط ظلت طوال الفترات ما قبل التاريخ مركز الأحداث الأهم وأيضًا أفضل مكان لحفظ القصص والأساطير بسبب وصول الناس للكتابة مبكرًا وأقوى تحدي بسبب سرعة تطور الناس هناك، ربما هذا سبب واحد ولكنه ليس حتى السبب الوحيد، وربما هو أصلًا غير مقنع.
ثانيًا إختياره لأنبياء يعرفهم العرب وتعرفهم المنطقة التي سينزل فيها يبدو معقولًا جدًا في ظل رغبته بإقناعهم بالدين وتذكيرهم به وضرب المثل
كيف جميع الاديان السماوية نزلت على المنطقة العربية بالاخص، لما للعرب فقط، الم يكن هناك شعوب اخرى.؟
بسبب تطور التفكير البشري مع تطور المنطقة وقدرته على قبول الرسالات المختلفة
هل تصل الرسالات التوحيدية الى الاذكياء من البشر فقط ؟ بعث الله الانبياء والرسل كافة الى جميع بني ادم من شرقهم الى غربهم...
فالهنود الحمر والاستراليين مثلًا كانوا شعوب متدينة لم تصل حتى لفكرة الآلهة،
لم استوعب هذه النقطة..إشرحها لي.
ربما حدثت تجربة وفشلت بإرسال رسول لهم أعطاهم فكرة التشخيص ولكنهم أسقطوها على أجدادهم
لما لم تذكر في القران اذا ؟ قوم عاد وثمود ابرز مثال على ما تقول ولكن القران ذكرهم وهم اقوام من الشرق الاوسط طبعاً.
لذا منطقة الشرق الأوسط ظلت طوال الفترات ما قبل التاريخ مركز الأحداث الأهم وأيضًا أفضل مكان لحفظ القصص والأساطير
الحفاظ على فكرة الدين والاعتقاد ليس دليل لوجود الانبياء في تلك المناطق دون غيرها.
موضوعي لا يدعوا الى الشك والالحاد
للعلم القران لم يذكر جميع الانبياء على الارض، ولكنه بين اهمها للعبرة وغيرها.. ولكن لما في تلك المنطقة التي أٌنزل فيها بالتحديد ؟
ربما لأن القرآن نزل على المنطقة التي هي حالياً (الشرق الأوسط)،
فذكر قصص الأنبياء التي يعرفها سُكان وأهل تلك المنطقة، وقد نوه عز وجل لأن هناك أنبياء كٌثر لم يذكرهم القرآن..
يقول عز وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)} سورة غافر الآيه (78).
لأن الدّيانات ظهرت في تلك المنطقة ، فالتّوراة أنزلت على موسى عليه السلام في الشرق الأوسط و كذلك الإنجيل و صحف إبراهيم و الزّبور ، أمّا الدّيانات الأخرى التي في أواسط و جنوب أفريقيا و روسيا و الأمريكتين فهي ديانات مبنيّة على وهم و كل ما تعبده هو النّار و الشمس و بعض التماثيل و.....الخ.
باختصار : لأنّ أهل الكتاب : ( المسلمون و اليهود و النّصارى ) كانوا يعيشون في تلك المنطقة.
و سبب آخر أن منطقة الشّرق الأوسط كانت في وقت هبوط الدّيانات السّماويّة أكثر منطقة تعدادًا سكّانيًّا في العالم.
التعليقات