يأتي شهر رمضان المبارك شهر القرآن ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) ليكون شهرا مختلفا عن باقي شهور السنة في الاستعداد لنمط جديد من الحياة .

حياة تزداد فيها الروحانيات والعبادات والشعائر والطقوس وكافة اعمال الخير والبر والتقوى ، لكن وظيفة مهمة يجب ان نقوم بها على اكمل وجه ولا نخطئ في أداءها .

كانت اول الكلام في كتاب الله ( اقرأ) فهل هذا الاستهلال له دلالات مهمة يجب الوقوف عندها والتمعن فيها

انه يا سادتي أهم هدف في المنهج الرباني ، التطور المعرفي ، والتطور التشريعي ، والحفاظ على القيم وهو ما يسمى بالصراط المستقيم ، قد وضعه الله طريقا للأجيال لكي تتقدم نحو الله بمعارف وعلوم وتشريعات وقوانين وقيم واخلاق فتقترب منه وهو كامل المعرفة ، وكلما زادت معرفتها اقتربت من الله كامل المعرفة .

اول ما يجب ان تعلمه أن القراءة تعني " الفهم والإدراك " أن ترى في الواقع " صدق الله العظيم "

وإلا فهي مطالعة ، ونظر للرسم بالعينين ما اقترب من حد المعرفة ولا زاد في علمك علما

فتنبه أن لا تضيع وقتك في مطالعات لا تدرك منها شيئا ولا يزيد علمك في كل قراءة شيئا جديدا .

الأمر الثاني وهو الترتيل ، فالله امر نبيه ( ورتل القرآن ترتيلا ) والترتيل هو الترتيب حسب الموضع ، فاذا قلنا الصيام ، فالمطلوب جمع الآيات التي تتعلق بالصيام معا والنظر اليها كوحدة واحدة .

1.عدد آيات الكتاب الحكيم 6236 آية مقسمة على خمسة مواضيع :

أ.   الشعائر ب. الشرائع ج. القصص القرآني د. الغيبيات هـ. الصراط المستقيم  

2.   التنزيل الحكيم يشتمل على آيات الكتاب آيات الفرقان آيات القرآن

3.   الذكر هو الصيغة الصوتية للتنزيل الحكيم .

4.   هناك مرحلة إنزال للقرآن ومرحلة تنزيل وبينهم فرق في المعنى ومرحلة ثالثة أخرى وهي الجعل ( إنا جعلناه قرآنا عربيا ) وقوله ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا ) واما التنزيل فقوله تعالى : ( تنزيل من رب العالمين )    

5.   الآيات القرآنية تخلو من الترادف والحشو .

6.   الآيات في التنزيل الحكيم آيات بينات وآيات محكمات وآيات مفصلات ، بالإضافة إلى فاتحة الكتاب وأم الكتاب والسبع المثاني ، و أيضا مكي ومدني .

7.   الرسم القرآني له دلالته ومعناه وهو توقيفي بأمر رباني ، واختلاف الرسم يؤدي لاختلاف في المعنى . 

8.   لا يوجد ناسخ ومنسوخ في كتاب الله ، والآية التي تتحدث عن موضوع النسخ يفهم منها أن النسخ بين الشرائع ، فشريعة محمد الشريعة الخاتم نسخت شريعة موسى ، لكن القرآن لا يوجد فيه ناسخ ومنسوخ وهو موضوع له جذوره ومناقشاته .

9.   قراءة القرآن تهدف إلى الوصول الى الأسرار المعرفية داخل التنزيل الحكيم ، ومفاتيح معرفته ذاتية في داخله . 

10. جاء القرآن كدليل معرفي وكتاب هداية في الآيات وفيه الشرائع والقيم وعلينا التعامل مع كتاب الله بعقل متدبر قابل للأخذ والرد وليس بعقل مغلق لا يقبل الأخذ والرد .

نتمنى لكم قراءة معرفية لنيل رضوان الله وخير الجزاء وتقبل الله منا ومنكم .

ماهر عساف