سؤالي للأخوة الأقباط ، ما هو موقفكم من القصص الغير أخلاقية المذكورة في العهد القديم

أولا أحب أن أشكر الأخت سارة على إشارتها لي في التعليقات، وأيضا أحب ان أتأسف للتأخير الشديد في الرد، وذلك بسبب أنني لا أظن أن الكلام على الإنترنت عن الأديان يأتي بنتيجة مرضية ﻷي طرف، لكن طالما أن الأسئلة شبه أسئلة حقيقية (وليست إستنكارية في الغالب) فسأحاول الرد عليها ما أمكنني..

وسأقوم بذلك عن طريق إيراد إقتباسات من النص الأصلي وكتابة ردي عليها:

من يومين بدأت بقرائة "الكتاب المقدس" الكامل ، وبالطبع بدأت بالعهد القديم

أعرف أن هذا ليس سؤالا، لكن أحببت أن أحييكِ على هذا الأمر الحميد، فبدون البحث لن يعرف الإنسان الحقيقة، وإن كان يملك الحقيقة فبدون بحث وتأمل لن يثبت فيها

فاجأتني كمية القصص الجنسية المذكورة في أول بضع صفحات ، وبدأت أتسأل إذا كانت أول بضع صفحات تحتوي علي هذا الكم، فكيف ببقية الكتاب

تعليقك هذا يوحي بأن الكتاب المقدس مليء بالقصص الجنسية، وهذا خطأ بالطبع، قد يكون هناك قصص جنسية (كما أسميتيها)، لكن الكتاب المقدس ليس كتاب جنسي، سواء بالمعنى الإباحي أو التثقيفي، لكن الجنس (والعلاقات الجنسية) شيء أساسي وجوهري في الحياة، والله لم يرد إغفال هذا الجانب عند كتابته الكتاب، وذلك لتعليمنا شيئا مهما كما سيتضح من السطور التالية

هنا أتكلم مثلا عن قصة إبرايم أو أبراهيم الذي أعطي زوجتة سارة لكل حاكم يمر علية في سفرة ويقول أنها أختة ويطلب منها تأيد كلامة خوفاً علي حياتة !!!!!!

إسمه الأصلي إبرام فغيره الله إلى إبراهيم (ومعناه أب الجماهير الكثيرة رغم إنه تمت تسميته بينما كان عقيما)، المهم هذا خطأ فعله إبراهيم، وكما تعرفين وتعرفون جميعا، فالكتاب المقدس لا ينكر عن الآباء والأنبياء أخطاءهم، بل سجلها بكل دقة وأمانة لسببين: اﻷول إن الشخص المدروسة قصته أفعاله وتصرفاته تحددان هذه الشخصية ليس فقط الكلام، ثانيا وهذا الأهم في رأيي: أن ذكر خطايا اﻷنبياء يعطينا أملا كبيرا نحن الأشخاص العاديين، فبما أن أشخاصا عاديين (ومخطئين) أصبحوا أنبياء وظلوا أنبياء محبين للرب (بعد أخطائهم وتوبتهم عليها) فنقدر نحن أيضا أن نكون أنبياء ورسلا، وهذا يدل أن الله لا يتلصص على البشر ويترصد لهم أخطائهم ليحاسبهم ويعذبهم، بقدر ما هو أب محب وحنون، قد يغفر ﻷبنائه بعض الخطايا بعد (ربما لفت نظر!)

أو عن بناتة الأثنتين الذين أسكروا والدهم (إبراهيم) ثم ضاجعوة ، لأنهم لم يجدوا رجال أخرين !!!!!!

لم يكن هذا إبراهيم بل إبن أخيه لوطا، وهذه أيضا خطية تحسب على بناته، ليس بالطبع عليه، ليس معنى ذلك أن بناته في الدرك الأسفل من النار، فربما تبن وقبل الله توبتهن!

أو عن كون إبراهيم نفسة يطلب من زوجتة أن تجد لة أمراءة ليجعلها تحبل لة وكأنها بهيمة

لم يطلب إبراهيم من سارة زوجته هذا، بل سارة التي طلبت، فقد حصل الزوجين على وعد من الله بأنهما سيكونان أبا وأما لجمهور غفير، وكان من المعتاد في تلك الفترة أن يتزوج الرجل من جارية إمرأته ويحسب الإبن للسيدة وليس للعبدة، فهذا الموقف يدل على إستعجال سارة لتنفيذ وعد الله، وهذا شيء ليس جيدا على ما أظن.

فتختار لة جاريتها فيضاجعها ثم تغار منها زوجتة سارة فتضربها وتزلها حتي تفر هاربة !!!

هذا خطأ من سارة بالطبع، صحيح كان رد فعل لما فعلته هاجر، لكنه مايزال خطأ..

ويأمرها الله بالرجوع لسارة وتقبل الأهانات حتي يشفي غليل سارة العاقر ، فتعود ثم يطردها إبراهيم عندما تمل زوجتة منها هي وأبنها في الصحراء !!!!!!!

أعتقد أن الله أمرها بالعودة حتى يتم تربية سيدنا إسماعيل تربية جيدة في مخافة الله، وحتى لا يشب عابدا لغير الله كما كانت أمه في مصر (حيث أن أمه هاجر جارية مصرية)، وإبراهيم لم يطردها إلا مضطرا، وبعد سماح الله له بهذا، حتى أنه كان مغتما ﻷجل الطفل إسماعيل وطلب من الرب أن يكثر ذرية هذا الشاب الصغير، فإستجاب الرب له، وهانحن نرى الكثير من الإسماعيليون في الجوار (منورين طبعا) :D أما عن سماح الرب له بإطلاقها، فهذا تسألي فيه الله، ليس أنا، عموما الله نمى إسماعيل وجعله أمة عظيمة أيضا كإسحاق، وهذا ليس ظالما كما أظن.

وماذا عن إبراهيم الذي يقبل بذبح ولدة ، متغاضيا عن الصدمة النفسية العنيفة لطفلة بعد أن يعرف أنة سيذبح ثم يحرق !!!!! ما بال هذة العائلة المفترض أنها مقدسة ، ، ناهيك عن الصورة القاسية التي يظهر بها الله والغير عادلة بالمرة

عقيدة الذبح عقيدة أساسية منذ أبوينا الأولين آدم وحواء، فاﻵية في الكتاب صريحة: "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" ما معناه أن الكباش ما كانت إلا فدية عن حياة مقدمها وقد كان الكبش رمزا للذبيح الأعظم وهو يسوع المسيح (الله الإنسان / الله الظاهر في الجسد / الإله المتأنس / الإله المتجسد)، إذن فحتى لو كان ذبح إبراهيم إسحق فيعد هذا شيئا طبيعيا وفقا للقانون الذي أخبره الله ﻷبوينا في الجنة "يوم تأكلا من شجرة معرفة الخير والشر موتا تموتا"، لكن على أي حال كان الله يمتحن إيمان إبراهيم، ليس لكي يعرف هل سينجح أم لا (فالله يعرف كل شيء مسبقا) لكن لكي يتذكى إيمان إبراهيم، وأيضا أعتقد أن إبراهيم قد أخبر إبناه بهذا المبدأ، ان حيواتنا في الأرض ما هي إلا بسماح ونعمة من القدير الذي قال "موتا تموتا" فإن آجلا أو عاجلا سنموت، وأخبرهما أيضا بأن الله عادل في تنفيذ هذا الحكم في أي وقت يريده هو (الموت الطبيعي مثلا) وأعتقد أن هذا هو الذي أقنع إسحق (أو إسماعيل كما يقول الإخوة المسلمين) بوجوب الطاعة ﻷبيه ومن قبله لله!

ناهيك عن الصورة القاسية التي يظهر بها الله والغير عادلة بالمرة ، مثلا أن يلعن نسل حواء بكاملة او نسل شخص بأكملة لأن أباهم أذنب !!!!!

الله لم يلعن نسل حواء بكامله! الله لعن الأرض أولا بسبب خطية آدم، ثم لعن قايين (قاين/قابيل) بسبب خطيئته، لكنه لم يلعن بشرا بسبب ذنب بشر آخرين!

حقا أنا لا أقصد أي أساءة فقط أريد أن أعرف هل تؤمنون بالعهد القديم حرفيا ، أم أنكم تظنون أنة محرف ، وعلي الهامش هل يؤمن اليهود بالعهد القديم حرفيا أيضا

لا يصح أن نقول على كلام كتبه الله شخصيا بأنه محرف، ونحن لا نؤمن أن كلمة أنزلت من عند الله قد تغيرت أو حرفت، فالله قادر أن يحفظ كلامه.. ظهر في اﻵونة الأخيرة بعض الناس (ولكن أقلية) من تؤمن برمزية بعض الأصحاحات الأولى من سفر التكوين، لكني ومعظم المسيحيين واليهود نؤمن بالكتاب المقدس حرفيا، ماعدا بعض الأجزاء الرمزية والتشبيهية، مثل سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي والذي يصف آخر الأيام والمجيء الثاني لرب المجد يسوع المسيح، وأيضا يصف فيه السماء، والذي يتكرر فيه بعض الكلمات والحروف التشبيهية مثل (ك (حرف الكاف)، مثل وأيضا يشبه أو شبه)

أم أن هناك أختلافات

لا يوجد إختلاف ولو حرفا واحدا أو نقطة واحدة بين العهد القديم بين المسيحيين واليهود..

في النهاية أتمنى أن أكون أجبت سواء بإختصار أو بإستفاضة عن أسئلته يا أخت سارة، أشكرك مرة أخرى على ذكر إسمي بالتعليقات، وأتأسف مرة أخرى على التأخير الشديد في الرد..

لكِ مني ولكل المتابعون والقراء أرق التحيات والأمنيات بقضاء يوما رائعا ..

لم أكن أعلم أن كل هذا موجود في الكتاب المقدس

@moheb_rofail

المؤمن بالدين لا يرى ان دينه غير اخلاقي

لان الدين هو مصدر الاخلاق لديهم

إقرأ هذا المقال جيداً