في تاريخ الفلسفة والحكمة، كانت الأسئلة البسيطة دائمًا تحمل في طياتها الإجابات العميقة والمعاني المعقدة. ومن بين هذه الأسئلة البسيطة، سؤال طرحه شاب ياباني حكيم على معلمه: "ما هو الشيء الذي ينقصني لكي أكون حكيمًا؟".
ما هو الشيء الذي ينقصك لتكون حكيمًا؟
تنقصنا الحكمة بكل ما فيها، فنحن نباري الجهلاء في الجهالة، ومن يجهل علينا نزيد على جهالته جهالة، ويجرفنا سيل الجهلاء الذي طفح في مجتمعنا، فأَنَّى لنا اكتساب الحكمة؟! الحكيم مَن حكم نفسه أولًا، ورمَّم نقائصه، لكن نحن نحكم ونحاكم الناس وننصرف عن نقائصنا بعيوبهم، وآخر ما ننشغل به هو أنفسنا.
وبحديثك عن المجتمع فالحكمة أيضا لا تأتي إلا بالهدوء، والتباطؤ في عالم متسارع مجنون أصلا. وقلت التباطؤ وليس البطء لأن هذا يجب أن يكون مقصودًا فالحياة تشبه صفا مزدحما أنت تريد الخروج منه ولكن الناس يدفعونك دفعا فلا تقدر على مقاومتهم وتجد نفسك مدفوع بك إلى أماكن لم تخترها بنفسك.
الحكمة شعور داخلي بالاتزان والهدوء والإيمان، وانعزال عن ضجيج الكون ومؤثراته، مع القدرة على التواصل معه بطريقة ما.
أتفق معك تمامًا، الحكمة ليست مجرد نتاج للمعرفة والخبرة فحسب، بل هي أيضًا نتاج للهدوء الداخلي والتوازن. في عالم يسوده السرعة والضغط، يصبح التباطؤ المقصود ضرورة للحفاظ على صفاء الذهن والروح. التباطؤ يمنحنا الفرصة لنعيش اللحظة، لنتأمل ونتخذ قراراتنا بوعي وليس تحت تأثير الدفع الخارجي. الحكمة تعني أيضًا القدرة على الانعزال عن الضجيج دون الانقطاع عن العالم، والتواصل معه بطريقة تحافظ على اتزاننا الداخلي وإيماننا.”
هذا الرد يعكس تقديرك للحكمة كشعور داخلي وكمنهج حياة يساعد على التعامل مع تحديات الحياة بطريقة أكثر هدوءًا وتوازنًا.
التعليقات