بعد قرائتي لمساهمتك وجدت ان وقعت في العديد من المغالطات التاريخية وسأركز في تعليقي على ما يلي:
أنت تنتقد رؤية المورخين المسلمين للسلف لأنهم يقولون انهم كانوا افضل منا، رغم ان هذه الرؤية يدعمها الواقع، فنحن الأن شعوب متخلفة علميا وفكريا ومهزومة نفسيا، في حين ان السلف الذين تنتقدهم كانوا يحكمون العالم، بل حتى التاريخ الذي تستند اليه هم من ابتكروا مناهجه وعلومه وطوروها.
انت تقول ان المؤرخين تحرروا من الفقهاء، وهذا يدل على عدم معرفة بالتاريخ الإسلامي وشخصياته، فالمؤرخون أصلا هم الفقهاء، فالغالبية العظمى من علماء وكتاب المسلمين كانوا في الأصل فقهاء وعلماء في العقيدة والشريعة وغيرها
انت قلت ان الفقهاء يقولون أن الأمة محكوم عليها بالفساد والانهيار حتى نهاية العالم، ثم بدأت تثبت عكس ذلك، وما هذه الا مغالطة رجل القش، هل يمكنني أن أسألك أي من الفقهاء قال هذا وفي أي كتاب؟؟ في الحقيقة لن تحد مصدر لأنك ابتكرت هذه الخرافة من خيالك، عندما نقارن الوضع الحالي للأمة بوضع السلف فالأمر لا يحتاج رؤية الفقهاء والمؤرخون لنرى أننا لسنا سوى غثاء السيل مقارنة بهم في السابق، والمفاجأة ان هذا الأمر يعترف به المستشرقون قبل الفقهاء والمسلمون، ويمكنني أن ارشح لك كتب في التاريخ الاسلامي لمستشرقين اجانب وستعلم حينها من كان هؤلاء السلف.
انت ذكرت بعض الأمثلة لأشخاص سيئين في التاريخ الاسلامي، ولا ادري كيف يطعن هذا في السلف بشكل عام، ثم بنيت استشهاداتك على كتابات طه حسين الذي يعلم القاصي والداني انها مليئة بالمغالطات التاريخية والتدليس في معظم الأحيان اذا لم يكن كذب صريح.
يؤسفني ان اخبرك يا صديقي انك بحاجة لتعلم التاريخ من البداية، فما كتبته في مساهمتك لا يصدر الا من شخص ليس لديه ادنى معرفة بالتاريخ الاسلامي او كيفية توثيق المعلومة لدرجة ان تستشهد في معلومات فقهية وتاريخية بأراء كاتب روائي!
التعليقات